فقدان كل شيء

618 36 3
                                    



فكر منير بعمق فيما حدث فتساؤلات كثيرة تجول في خلده لا يجد لها إجابة

فجأة سمع صرخة " طبيب ، أحضروا طبيبا بسرعة "

ركض منير اتجاه الصوت و إذ هي أمه هند تصرخ ، بمجرد ما رأته حتى قالت له " منير أسرع ، اذهب إلى مدينة التنين الأبيض التي بجوارنا و عد بطبيب بسرعة "

بدون أدنى تأخير ركب منير حصانه المسمى شاهر و توجه صوب المدينة مسرعا

في غضون نصف ساعة وصل المدينة و بحث عن طبيب وجده بشق الأنفس ، فعاد به إلى القرية

صدم منير من المنظر ، القرية ابتلعتها النيران و الجثث مرمية هنا و هناك

أسرع و دخل لمنزله ليجد أمه مقتولة بضربة سيف و أباه جثة دون رأس

سارع الطبيب لسحب منير قبل أن يحترق و ابتعدا قليلا و هما يشاهدان القرية تتحول إلى رماد

بكى منير و حزن لمدة طويلة ، لكنه استعاد رباطة جأشه و بدأ البحث في الجثث عن أخته لكنه لم يجدها

صوت خافت "من... ر ، م ... ير "

مختار و هو يلفظ آخر أنفاسه بين أحضان منير

أعطاه الطبيب شربة ماء لكي يسترجع القيل من أنفاسه

" من ... ر ، الج .. الم ... كي ... الك ... بة ... مراء .... "

لفظ مختار آخر أنفاسه

رجه منير " يا عم ، ماذا تقول ؟ من فعل هذا ؟ أخبرني .. يا عم ... يا عم "

كانت الدموع لا تتوقف أبدا و هو يرج الشيخ مختار

الحزن قد غلف منير و كذلك الرغبة في الانتقام

هدأ منير من روعه و دفن جثث أهل قريته بعدما خمدت النيران

دخل لحطام منزله ليجد جثتي والدته و والده و قد تفحما ، ليزداد الألم في قلبه

رغم ذلك تمالك نفسه و حفر منظر والديه الميتين عميقا في ذاكرته

جلس وحيدا على هضبة قريبة من القرية أمام بحيرة الأحلام تمكنك هذه الهضبة من رؤية كامل حطام القرية

قال منير بينه و بين نفسه "ماذا أفعل الآن ؟ إلى أين أذهب ؟ "

" ماذا كان يقول لي العم مختار "

منير فتى ذكي بطبعه بعدما هدأ نفسه استطاع التفكير بوضوح

علامات الدهشة ظهرت على وجه منير " أيمكن ؟ ... أيمكن أنه كان يقصد الكتيبة الحمراء للجيش الملكي ؟! "

" هذا مستحيل لماذا يتدخل الجيش الملكي في مشكلة إقطاعية ؟ و بماذا تدخل بالكتيبة الحمراء ؟ أحد أقوى الكتائب الخمسة في الجيش الملكي ! لا هذا مستحيل "

بحر الدماء Sea of Bloodحيث تعيش القصص. اكتشف الآن