الجزء 01

31.1K 377 53
                                    


العوده لماذا ؟

ماربل آرش، أخيرا وبعد جهد جهيد، ما أجمل الدنيا عند تحقيق حلم، نظرت إلى

شارع إكسفورد ثم إلتفت إلى ناحية حديقة الهايد بارك وبدأت أتمشى في ممراتها،

أحسست أن جميع من حولي يحتفلون معي اليوم أصبحت دكتورة عزة الرشيد،

دكتوراة في علم الإقتصاد أو بالأصح في رسالتي تأثير العوامل الإقتصادية علي

السلوك الإجتماعي ومن أين من جامعة أكسفورد، الجامعة التي عندما دخلتها

أول مرة مع والدي كدت أن أهرب خوفا منها، واليوم يسبق حرف الدال إسمي ما

أجمله وما أتعبه، إنتابني إحساس بالراحة، لا بل أريد أن أركض، أن أصرخ هل

أفعلها؟ وأخذت أتأمل المارة من حولي كأنني أريدهم أن يشجعونني علي ذلك،

ولكنني خجلت من نفسي وفضلت أن أنظر حولي، وأتأمل في المارة وأنا أتمشى

بهدوء وسط أشجار الهايد بارك، هذا المكان الذي إعتدت أن أتي إليه للتأمل

والتفكير، هذا المكان الذي شهد حلم الدكتو ارة منذ أن وطأت قدمي أرض لندن،

ألا يجب أن يعلم هؤلاء المتنزهين بأنني نجحت، ثم تذكرت أنني لم أخبر أبى

وأمي، هل أخبرهم بالهاتف، أم أتوجه مباشرة إلى الخرطوم، يا لها من مفاجأة بعد

كل هذه السنين، يرونني أمام البيت، أعود إلى السودان ثانية، عشرة سنوات منذ

عام ثلاثة وثمانون، ما أسرع السنين لقد جئت إلى هنا وعمري تسعة عشر عاما،

والآن أنا على مشارف الثلاثين، تذكرت كلام أمي بلا دكتوراة بلا كلام فارغ

البنت آخرها الزواج، كأنما هذه الجملة أتعبتني، جلست على إحدى الكنبات

المتناثرة بجانب الممرات بالقرب من شجرة ضخمة، أسندت أ رسي إلى الخلف

ونظرت إلي السماء كانت صافية على غير عادتها، أعادتني الذاكرة إلى أول يوم

لي في جامعة الخرطوم، أذكره كأنه أمس، كان قد تم قبولي بكلية الإقتصاد،

وذهبت وقد إرتديت إسكيرت أسود وبلوزة أقرب إلي البياض منها إلي الرمادي وجمعت شعري إلى الوراء تعمدت أن أكون في قمة أناقتي وجمالي ولكن بشكل

رسمي، وعند مدخل الجامعة بالضبط نزلت من السيارة وأشار أبى مشجعا

ومودعا، وإبتعد بسيارته مسرعا، نظرت إلى المدخل كان هنالك الكثير من الطلبة

والطالبات متجمهرين أمام المدخل فإذا بهم ينظرون إلى، ورغم أنني ظننت تعودي

على نظرات الإعجاب إلا أنني أحسست بالخجل ولكني تداركت الأمر ورفعت

بعض هذا القرنفلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن