الجزء 03

6.7K 106 1
                                    


تحت الرماد

فى الأيام التالية ظللت حبيسة الغرفة، وأصبحت لا رغبة لي في معرفة

أخبار الشلة، فقد أحسست أنه لن يكون هناك خبر مفرح، وأخذ أبى أوراقي للتقديم

في عدة وظائف، وكانت والدتي فرحة لجلوسي في البيت حتى تعرضني في سوق

الز واج لأقاربها. دخل خالد الغرفة وقال: بدري على جلوسك هنا.

قلت له مبتسمة: هل تراني أشد في شعري.

رد: هذه مرحلة لاحقة لن أدعك تصلى إليها.

قلت: ليس لديك جامعة اليوم.

قال: أنت نسيت أنني في السنة النهائية، مشروع التخرج هو أساس العمل، هيا

نذهب إلى الجامعة ألا تريدين رؤيتها. أحسست به يريد شيئا منى، خرجنا وركبت

السيارة وقلت له: لماذا لم يأخذ أبى السيارة.

قال لي: أبوك أصبح من النادر أن يسوق، أنا أوصله يوميا إلى الشركة وأعود

به. كان يسوق السيارة بهدوء ثم ذهب إلى شارع النيل متخطيا الجامعة ثم أوقف

السيارة نظرت إليه مستفسرة، قال: هنالك بعض الأشياء لم يخبروك بها وأريدك أن

تعرفيها. نظرت إلى خالد كنت دائما أنظر إليه كطفل، ضحكت وقلت: ما هذا

التشويق، قل ما عندك.

قال: يجب أن تعرفي أن وضعنا المادي في البيت سيء جدا، مكتب أبى لا يأتي

بالكثير وأنت تعرفين والدك لا يعرف لغة السوق من عمولة ورشوة وخلافة حتى

ينال عقود، بالإضافة إلى إن صحته ليست على ما يرام حيث أن قلبه ضعيف،

وقد إتفقوا على إخفاء الأمر عنك، حتى إنه باع الأرض الزراعية ليكمل نفقات

علاجه و دراستك. تفاجأت بكلامه ونظرت إليه لقد كبر خالد ثم أردف قائلا: أنا

أحتاج إليك هذا العام حتى أتمكن من إدارة المكتب بعد التخرج ثم بعد ذلك،

يمكنك التفكير في الزواج، وأترك أبى في البيت. ضحكت حتى إستلقيت على

المقعد وقلت له: من قال لك أنى أبحث عن عريس.

قال: أمى تبحث لك عن واحد، ثم إنى رايتك في زواج منى حزينة، وتجلسين في

الغرفة وحيدة دائما. قلت له: أولا أنا أملك أكثر من عشرين ألف جنيه إسترلينى،

لشغلي في مراجعة الحسابات لبعض الشركات أثناء دراسة الدكتوراة وهو بدوام

جزئي كما تعرف، ثانيا مسوؤلية البيت لا تهتم بها فأنا المسئولة عن ذلك ثالثا من

بعض هذا القرنفلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن