الجزء 07

5.1K 96 1
                                    


البحث عن الحقيقه

أول مرة أدخل جامعة الخرطوم منذ عودتى، لكن سبحان الله لم يتغير فيها شيئ، حتى ليخيَل الىَ إننى سمعت أصوات أحاديثنا ومشاجراتنا فى ممراتها، ◌َ

وحتى خوفنا من النتيجة، كان ساكنا فى جدرانها، كنت أحس بألفة مع المكان، ما

أجمل الأيام التى عشناها هنا، كانت مفعمة بالأحلام، وأنا من القلائل الذين حققوا

أحلامهم، الأحلام هذه الكلمة ذكرتنى بطارق المغربى، ووجدت نفسى تلقائيا

أذهب الى كلية القانون وإلى القاعة الرئيسية بالتحديد، كانت خالية من الطلبة،

ولكنها كانت أسوأ مما تركناها، وسمعت صوته يقول: حلمك الأدنى جعلك تترك

مكانا أسوأ، أنت تملك الإختيار أنت تملك الزمن فاذن أنت الأقوى وأنت الأغنى،

آه يا طارق ماذا فعلت أنت بالإختيار والزمن، لقد فشلت كما قال أبى، أعلم انك

حاولت بشرف ولكن النتيجة كانت الفشل وليس أى فشل، إنه فشل ألحق الاذى

بكل من حولك، ألم تفكر بمنى أو أهلك، لا .. أنت أمنت بنفسك لدرجة الغرور،

أنت لم تكن ترى أن هنالك أى إحتمال للفشل، إذن لست وحدى المغرورة، أعترف

بأنى مغرورة ولكننى نجحت تعاملت مع واقعى بوعى ونجحت، أما أنت لقد

حاولت باخلاص وأعتقد إنك قاربت على النجاح ولكن ما الذى قلب الطاولة على

أحلامك، هذا ما سأحاول أن أعرفه، ذهبت إلى كلية الإقتصاد ونظرت إليها من

الخارج، الآن أستمتع بهذا الإحساس إننى الأكثر نجاحا فى كل من أعرفهم منكم،

شعور جميل جد اً أن تعمل فى الجامعة التى تعلمت فيها لم يكن لى سوى مادة

واحدة أقوم بتدريسها، ولكنها البداية، قبولى بهذا الوضع ليس تنازلا بقدر ماهو

تغيير فى الإسلوب، سأحاول بقدر الإمكان الإبتعاد عن الحلول الصدامية، هذا

البلد ليس مطلوب اً فيه النجاح، المطلوب هو ألا تخسر، فعدم الخسارة هى النجاح.

أواخر شهر مايو كان يوم زواج حامد وفدوى، وكان مليئاً بالأحداث أكثر

مما توقعت، كان العرس فى فناء بيت أسرة فدوى، كان العروسين يجلسان على

العنقريب وهو سرير من الخشب منسوج بالتيل ومفروش عليه ملاءة حمراء لم

تكن فدوى تلبس فستان الزفاف، وكذلك حامد لم يلبس البدلة التقليدية، ولكنه زواج

بلدى حيث إرتدت العروس الثوب السودانى، كبدى اللون به خطوطا ذهبية وكان

نقش الحتاء يغطى كفيها وأصابع يديها وقدميها التى كانت تنتعل فيهما حذاء

بعض هذا القرنفلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن