كايلا!

65 12 4
                                    

لم يكن هناك مدعى لِأتهم نفسي بالتخيل فما رأيته تلك الليله قبل خلودي للنوم هو ما رأيته في الليله التي تلتها بعد استيقاظي، أدخل الضريح..أسير في شوراعه.. أخلد للنوم ..أستيقظ في العراء.  يوم واحد يتكرر بكل تفاصيله لم أرَ النور قط طيلة تلك الفتره كنت اذهب للضريح في المساء وأستيقظ أيضًا في المساء،

أعلم ما يدور في عقلك، ستقول لي لِمَ لم تنتظر بزوغ الفجر قبل دخولك؟ أأخبرتك أني لم افعل! لقد انتظرت ولا علم لي كم مضي عليّ من الأيام وأنا انتظر، أسير هائمًا في الظلام كأنني سقطت في بؤرة ظلام لا يعلم النور لها مسلكًا!،

تسائلت في إحدي الليالي الحالكه أثناء سيري على غير هدىً في الفراغ المحيط بالضريح "إذا كنت في صحوي أحلم بالضريح فما الذي يحدث لي أثناء نومي؟ كيف أخرج من هناك!" فأنا أدرك جيدا أن لا أحد في تلك البقعه اللعينه من الأرض سواي!

جاءتني فكره !

رنين الهاتف قطع علي أفكاري وإلتقطني من بحر ذكرياتي

على كل حال لقد إنتهيت من إعداد الطعام، بيض مخفوق تزينه بعض أعشاب الكذبره وبيتزا تم تسخينها توًا؛ لذا وبخفه إنتقلت بصينيه الطعام إلى غرفه المعيشه حيث يوجد الهاتف...
رفعت سماعة الهاتف،
_الو، أهلًا أمي،نعم أنا بخير، إذا أردتِ القدوم فلن أمنعك بالطبع!، لا لا تقلقي علي، سلامي لوالدي والجميع.
الأمهات دائمًا قلقات! ما شأني أنا وشأن الجيران! فليذهبوا جميعًا للجحيم!

وضعت الطعام على المائده الصغيره وجلست على الأريكه في مقابلته، وبمجرد أن جلست حتى عادت الذكريات تدفق مجددًا،،،

عدت للضريح و خلدت للنوم كالعاده ..أغمضت جفناي وبعد فتره لم تطل سمعت وقع أقدام خفيف، كاد الفضول يقتلني وأنا أُحكم إغلاق عيني ممثلًا النوم، حملني صاحب الأقدام الخفيفه وكما توقعت حملني خارج الضريح، فتحت عيني نصف فتحه لأرى من صاحب تلك الأقدام ، وجهٌ خمري اللون أنفٌ أقنى و شفاه تضج بالدماء كأنها حلوى الكريز ووو...
أفلت صاحب الأقدام كلتا يديه لأرتطم بالأرض قائلًا:"طالما أنت مستيقظ فلتَسِر إذًا!"
_"آلمتنيصرخت عليها
_آلمتك ؟! أيها الوغد قالتها وهي تسدد ضربه بكعبها إلى كليتي تأوهت عاليًا على إثرها.
_أيتها اللعينه ماذا بكِ هل جننتي!!
_من المجنون هنا! لِم تستمر في الدخول إلى هناك أأنت مجنون!! ظهري بات يؤلمني من كثرة ما حملتك وأنت لا تتعظ أبدًا... قل لي ما الذي يعجبك هناك لتلك الدرجه! ألم تر يومًا شوارع اليوهاوا؟!
لم أنبث ببنت شفه كنت أحدق فيها وحسب كانت غاضبه حقًا، يالهي لم أرَ في حياتي إمرأه غاضبه بهذا الجمال!
_انت ألا تراني لِمَ أنت متفاجأ هكذا ؟
مددت يدي لأصافحها متجاهلًا كل ما قالته: إسمي "جبريل"
أمسكت بيدي لتساعدني على الوقوف "وأنا كايلا"
_إذن كايلا تنحنحت قليلا من تكونين؟! لا تخطئي فهمي أنا فقط لم أسمع بهذا الإسم من قبل.
_أنت بشري صحيح؟
_هذا يعني أنكِ لستِ بشريه؟
_لا أنا من البشر وشئٌ آخرتمتمت لكن ما يكفيك للوقت الحالي هو أن تعلم أنني بشريه.تابعت.
تداركت الأمر إنها لا تود الحديث حول ذلك لذا لن أضغط عليها فسألتها مغيرًا دفة الحوار
_ما هذا المكان.. شوارع اليوهاوا تلك؟! أشرت إلى الضريح.
_لم ترها من قبل إذن! إنها.. فكَّرت قليلا ثم تابعت كالمتاهه عندكم.
_كيف يكون مظهرها من الخارج بهذا الصغر ومن الداخل لا تنتهي مسالكها؟
_هل سرت يوما بمحازاة أحد الجدران الخارجيه؟!
_لا حقًا لم افعلقلت مفكرًا.
_اذًا لتصمت.
ياإلهي إنها وقحه حقًا لكنها الشخص الوحيد الذي أملكه الآن والذي يعرف مكانًا أتجه إليه بدلًا من تلك المتاهه اللعينه!!!
_حسنًا إلي أين نتجه على كل حال ؟
_إلي القريه
_أي قريه؟!
_قريتي !
_لم تتحدثين بهذا الشكل أنا هنا كالغريق وأنتِ لا تساعدينَني بتاتا"
_"ماذا لا أساعدك إذًا فلتذهب إليها وحدك" جلست على الأرض وربعت قدميها وانا أقف أتأمل هذا الفعل الطفولي وعقلي يكاد يجن. 
_أنظري كايلا قلت بأكثر نبره هادئه أملكها أنا حقًا حقًا بحاجه إلى فهم ما يدور حولي ؛وأنتي تكادِ لا تنطقين بشئ، إجاباتك مختصره جدًا ولا تساعدني في فهم أي شئ ... هاا.. هل تفهمين! أود أن أفهم ما يحدث حولي فقط فأنا على وشك الإنفجار هنا !
إنكمشت على نفسها قائله: هل ستنفجر حقًا؟!
رائع جدًا لقد أخفت الشخص الوحيد الذي عثرت عليه بعد كل تلك المده!.. اللعنه!
إنحنيت ناظرًا إليها لأكون مواجههًا لها ثم قلت:
_"لم اقصد ذلك حرفيًا إنه تعبيرًا مجازيّ، إنني غاضب هااا! أنا غاضب وكثيييرًا.. أود أن أستوعب ما يجري، لماذا أنا هنا! لماذا نسير إلى قريتك! ومن أنتي تحديدًا! وما علاقتي بكل ذلك؟؟! هاا، هل وصلك ما أرمي اليه؟ قلت وأنا أمد يدي لتنهض
_'نعم!أمسكت بيدي ووقفت متجهزه لإكمال المسير، سرنا معًا ف قلت:
_'إذن هيا من جديد، من تكونين؟!'
_أنا كايلا
_كايلا ما هو جنسك الأصلي؟ قلت بتوجس أتمني أن تجيبني حقا .
_جنس الخيال.
_ماذا ؟
_جنس الخيال أقول ألم تسمع ؟!!
_لا تصرخي عليّ، إذن لِمَ كذبتِ وقلتِ أنكِ بشريه ؟!
_لم أكذب إنها حقيقه !
_حسنا سأتجاوز هذه النقطه لن أناقشها الان "سنتجه نحو قريتك وستخبريني بالتفصيل كل شئ عنها، حسنا!"
_قريتي على بعد سنين ضوئيه من هنا لذا سنتجه أولًا إلى المركبات وهناك سنعبر الزمن إلى غاواليا.
(ونطقها الصحيح "جواليا" بالمناسبه #الكاتب!!)
_غاواليا هو قريتك؟
_نعم أنشأها أجدادي القدامى
_الأمر يزداد تعقيدا مع كل حرف زائد تنطقين به هل تعلمين!
_أعلم
ساد الصمت بيننا ففتحت مجددًا بابًا للحديث إعذروا ثرثرتي فلقد عِشت الأيام الماضيه كلها في صمت كامل إشتقت حقًا لسماع صوتي!
_ماهذا الظلام ألا يوجد شمس هنا؟!
_لا نحن أبعد نجم لا تصل الشمس إلينا بتاتًا.
ومن أين يستمد القمر أنواره إذن؟! قلت مشيرًا للقمر فوقنا...

Gawalia..غاوالياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن