مذكرات كايلا

20 3 22
                                    



#كايلا

كانت الأمور في القريه على خير ما يرام، الأمن مستتب، لا أثر لأي دخيل، حتى أخبرني أبي أن أحدًا ما إقتحم جدران اليوهاوا! تسائلت من ذا الذي قد يجرؤ على إقتحامها، ولم أستطع مقاومة فضولي، تسللتُ يومها بهدوء خارج القصر وانطلقتُ نحو اليوهاوا رغم معرفتي أن أبي سيغضب كثيرًا لكن غضبه ليس بالأمر الجلل، قبلة واحدة على أحد خديه وسينسى كل شىء،

تخفيتُ وبدأت بمراقبة ذاك الدخيل عندما وصلت..

لم أرى شابًا بهذه الوسامه من قبل، في الحقيقه مضى زمن طويل منذ أن رأيت بشريًا، كل من رأيتهم هنا بإستثناء زاشر كانوا فضائيين، ولشدة خوف نيرو علي كان يطلب منهم التشبه بالبشر كي لا يثيروا مخاوفي،

ذلك الجبريل الأخرق ! عربيّ تمامًا مثلي!
لم أكن أظن أنني سأقابل بشريًا مجددًا! أنا هنا منذ أكثر من تسعة سنوات، ولم تسحب اليوهاوا بشريًا سواي أنا و زاشر

لم يكن جبريل دخيلًا كما هُىء لنا، وإنما كان تائهًا! في كل مرة كنت أخرجه من هناك كان يعود مره أخرى،

ذلك الأخرق ذكرني بنفسي عندما أتيتُ إلى هنا أول مره، كنتُ مبهورة بالمكان إلى الحد الذي جعلني أتعلم الإنتقال الآني بالإخص لإجله،

عندما أتيتُ إلى هنا أول مره كان عمري ثلاثة عشر عامًا، طفله صغيره لا تعرف شيئًا عن الحياه!
إمتصتني الرياح وانتقلتُ آنيًا إلى هنا، ظللتُ يومين مغشيًا عليّ.

ظن الجميع أنني ميته! وكادو يحرقونني! لولا نيرو هو الذي كان مهتمًا قليلًا بالأرض وعلومها، لذا تقدم ناحية صدري وأنصت لنبضاتي، وبسببه عدتُ للحياه من جديد، ومن حينها وأنا أعتبره والدي رغم سنه الصغير وقتها لكنه لم يمانع.

الآن وبعد تسعة سنوات أتى إلينا جبريل، أتى إلينا وقد حمل معه الأمل بالعوده إلى الوطن، لم أتفوه يومًا بهذه الكلمه "الوطن" تعلمتها من جبريل كان دائمًا ما يرددها على مسامعي، لم أشتاق يومًا لشىء يدعى عائلتي، لكنه دائمًا ما يتحدث عن عائلته معي، حتى تمنيت أن يصبح لدي أنا الأخرى عائلة، صار يحدثني عن الأرض وجمالها ظنًا منه أنني لستُ بشرية؛ فقط لكوني طورت من مهارتي لا يعني أنني فضائيه! أليس كذلك؟

ذلك المعتوه جعلني أتعلق بالعودة أود أن أعود أنا الأخرى إلى عائلتي التي لا أتذكرها!

في كل مره أنتقل للأرض لا أرى سواي راقده على سرير في أحد المشافي، أتلقى العلاج!
حتى ظننتُ أن لا عائلة لدي.

لكن جبريل أخبرني أنه ربما سحبت اليوهاوا روحنا فقط وما زالت أجسادنا راقدة في الأرض في إنتظار عودتها!
تفسيره كان منطقيًا خصوصًا عندما أضاف
"لا يمكن أن تكوني وحيدة، بالتأكيد أرسلكي والداكي إلى احد المشافى في أمل علاجك ولم ييأسوا بعد"

اليوم إنتقلتُ لاطمئن على جسدي كما يقول جبريل وهناك وجدتني ما زلت في المشفى فاقدة للوعي أتلقى العلاج...

قلت له بلهفه عندما عدت إلى غاواليا" إنهم ينتظروني، منذ أكثر من تسعة سنوات وحتى الآن لم ييأسوا مني، وما زالوا يطلبون عودتي إليهم!"

_"أرأيتي.." صرخ بها فرحًا وهو يعانقني بعفويه..
لم يعانقني أحد من قبل؛ لقد كان شعورًا لطيفًا أن يشاركك أحدهم فرحك، فالفرح مثله مثل الحزن، يضيق به صدرنا لو لم نشاركه مع من نحب.

لمّا عانقني جبريل شعرتُ بالحياه تعود إلى جسدي شيئًا فشيئًا، كأن دمي كان متجمدًا والآن قد ذاب.. شعورًا لذيذًا كأنه يقول لك إطمئن، إسترخي ..

إستيقظتُ من غفلتي على جملة جبريل الأخيره "لذا علينا المناضلة من أجل العودة"

ألقاها جبريل في وجههي بحماس ولا أظن أنه يدرك أن لا مجال للعودة إلى ما يسمى الوطن..

بعد شهرين.......

مذكراتي العزيزه ..

بعد مضي أكثر من شهرين على مكوث جبريل معنا توطدت علاقتي به كثيرًا مازلت أخفي عنه عدم قدرتنا على العودة إلى لأرض..

لكن زاشر أخبرني بأحد الأسرار التي تضمها المملكه،
قال لي ونحن نتسامر كعادتنا: أن المملكه تسحب فقط باردي المشاعر، متجمدي القلوب، وعندما يذوب جليدهم يعودون للأرض من جديد!

في الحقيقه لم أفهم ما يعنيه فطلبت منه التفسير أكثر فقال: الحب يا كايلا هو سبيلنا الوحيد للعوده، جبريل وأنتي وأنا لن نعود إلا عندما نقع في الحب..

"الحب"! انها كلمه نقية ولطيفة

كيف يعرف الشخص أنه يحب؟

------
جاوبوها يا رومانسيين😍❤️

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jan 24, 2018 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

Gawalia..غاوالياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن