اين انتَ يا اخي

مرارة الشوق

"عمار"
بعد ان سمع سامر كلامي مع والدته اغمى عليه وقمنا بإخذه الى المشفى قال الطبيب : ان سامر اصيب بإنهيار عصبي ويجب علينا الاهتمام به وان نبعده عن ذكريات ساهر قدر الامكان فهو ما عاد يتحمل الان
عندما سمعت كلام الطبيب جن جنوني وبكيت كثيراً وقلت ياالهي ارجوك لقد فقدت طفلاً لا اريد ان افقد الاخر يارب شافي ولدي سامر
بقينا ليله كامله في المشفى انا ورانيا كان وضعها يرثا له لكنني كنت احاول ان افهمها يجب عليها ان تنسى صدمه فقدها ساهر لانها بذلك سوف تفقد سامر ايضاً
في الصباح تلقيت اتصلاً من الشرطه كنت حقاً فرحاً عسى ان يكون ساهر حي قال لي الشرطي : ان هناك اطفال جرحى ومنهم ميت
كنت اتمنى  ان  يكون ولدي حي يرزق عندما ذهبت لمركز الشرطه رأيت جميع الاولاد كنت ابحث عن ساهر بينهم لكن الامر الذي جعلني اتمزق حزناً هو ان لم يكن ساهر مع الاولاد الجرحى اين هو قال الشرطي : هل ولدك معهم؟ قلت :بصوت كان من الصعب ان يخرج من فمي :لا
قال : اذن تفضل معي الى الجثث كي تتعرف على ولدك
كان ذلك الموقف اصعب موقف في حياتي كيف سأرى ابني صغيري المدلل ميت امامي ارتجفت وكان العرق يتصبب من جسمي ودموعي تنهمر كنت لا استطيع السير شعرت بإن قدماي قد تجمدا  من شدة الصدمه
قال الشرطي : اعلم ان  الامر صعباً يا اخي لكن ارجوك تفضل
عندما دخلت الى غرفه الجثث نضرت الى اول جثه كانت مشوهه من الحادث ونضرت الى اخرى واخرى حتى وصلت الى اخر جثه رفعت الغطاء من عليها  فكانت جداً مشوهه لم استطع تميزها ضننت انها ليست جثه ساهر ولكن لمحت قلاده على رقبه الجثه مسكتها بيدي ! نعم انها قلاده ساهر اذن انه ساهر ولدي وقعت على الارض ولم اشعر بشيء بعدها  وجدت نفسي على كرسي في المركز ويقف بجانبي اخي وهو يبكي ويقول : هون عليك يا اخي  وضعت رأسي على كتفه وبكيت وقلت له :يا اخي لا استطيع التحمل فقدت ولدي الصغير واما عن كبير فإن سمع بذلك فسوف يجن وربما افقده ايضاً ياالهي ارجوك ارحمنا  برحمتك
اجابني اخي : هون عليك وهيا فلنأخذ جثه ولدك كي نقوم بدفنها
قال الشرطي : ان هناك  اجرئات قانونيه اخرى كفحص الدم للتأكد من انه ولدك فرؤيتك للقلاده لا تكفي ربما تكون جثه طفلاً اخر هيا ارجوك تعال معي لكي نأخذ منك عينه الدم وسوف نخبرك لاحقاً بلنتائج وبعد الفحص
ذهبت الى المشفى رأيت زوجتي رانيا قلقه جداً وهي شارده كانت تبكي لكن عندما رأتني اقبلت مسرعه الي وقالت : اخبرني هل وجدو ساهر قلت : نعم  ضحكت ومسكت بيدي بقوه وقالت : اين هو يا عمار اخبرني بت اموت شوقاً لرؤيته اين ولدي ساهر لقد اشتقت الى ان اضمه واقبله
قلت : ساهر لم يعد موجوداً يجب عليك تحمل فراقه كوني قويه  كي اقوى انا على التحمل ومع ذلك نحن يجب علينا ان لا نخبر سامر وان لا يشعر بشيء يجب علينا ان نكون اقوياء يا عزيزتي حينها بكت ام سامر بصوت حتى لا يسمعها سامر ويفيق كانت تود لو ان تصرخ حزناً لكنها لا تستطيع كان وضعها محزن
في مساء هذا اليوم القاسي والحزين جائتني مكالمه من الشرطه قال الشرطي :ان عينه الدم للطفل لا تشبه عينه دمك اذاً هذا ليس ساهر فرحت لسماع ذلك قلت : اذن ولدي حي 
قال الشرطي : ان الحادث وقع جنب الوادي وربما تكون جثه ولدك هناك انا اعتذر لذلك فنحن لا نستطيع ان نخاطر وننزل الى الوادي لانه مليء بلوحوش
عندما سمعت بذلك جن جنوني  فقدت  اعصابي  صرخت بلمشفى وبكيت عندما سمعت صوتي رانيا خرجت وقالت : مابك؟ اجبتها: ساهر لم يجدو جثته لقد خسرنا ولدنا وحتى لن يكون له قبراً نزوره ونبكي عليه يارانيا يال لسوء  حظنا لكن رانيا كانت تنظر الي وتبكي كنا نبكي انا وهي وفجأ سمعنا صوت شيء وقع !نعم انه سامر سمع كلامي ووقع ارضاً
عندما جاء الطبيب سئلته : ماوضع ولدي الان ؟ قال: ان ولدك دخل في غيبوبه
صرخت رانيا ولطمت وجهها وبكت كنت احاول تهدئتها فوجدت نفسي ابكي معها وبعد مضي ساعتان عن الحادث ذهبنا انا ورانيا كي نصلي وندعوا الله ان يشفي ولدنا سامر