$|في عُمق الأحلام|$

1.3K 150 15
                                    

~~~~~~

لا أريد أن أموت غدًا.. أنا فقط أردت أن تحبني وكأنما سأموت

- مذكرات ضلع أعوج-

~~~~~~~~~~

إتكأت على النافذة لترى الطريق يعبر عكسها للخلف ، وكأنها تتقدم بسرعةٍ خارقة نحو مستقبلٍ قريب ، مختلف وزاهر ، ربما وأخيرًا ستكون الأزهار شرنقتها التي ستحولها إلى فراشةَ ، الأزهار التي تُهدى إليها بالأخص !

" أشك بأنكَ ستحرمني من الكثير
لا أريد أن أكون مقيدة !"

تحدثت بنبرٍ متزن ، أرادت إعلامه أنها شخصيةٌ مستقلة لا تُحب أن يعيقها أحدٌ عن فرد جناحيها بطلاقة !

"لنرى.."

بالرغم من أنّ الراحة في جهة ، وما ينطق به في جهةٍ أخرى ، إلا أنها فضلت عدم خوض نقاشٍ معه
فضلت الإكتفاء بسحر هذهِ اللحظة ، داخل سيارته
بالقرب منه ، ومن عطره النفاذ !

ربما باغتتها الأحلام لوهلة ، قيادته الحريصة لا تُخرّب الهدوء بأي شكلٍ من الأشكال ، من السهل للأطفال أن يناموا حينما تهدأ السيارة بهم في الطريق

وهذه هي ، في داخلها طفلة ، أحلامها وردية باهرة
محاطةٌ بحدائق من الزهور ، فجأة قد وطأت عالم الكِبار الطغاه !

أجبرها هذا العالم على أن تمثل دور البالغة !

ليسَ هناك عدلٌ في إجبارٍ كهذا ، لكن الحياة هكذا
لا تسيرُ وفق ما نضعه لها من قوانين ، مثلها
عنيدة ! ولها قوانينها الخاصة

توقعت منه الكثير ، إلا أنّ يوصلها إلى منزلها بكل آمان ، حتمًا لم يكن يريد أن يفعل شيئًا مجنونًا لربما ؟

"يمكنكِ النوم براحةٍ أكثر الآن.."

قال كتنبيه للإستيقاظ ، للأسف هو يتحدث بصوتٍ باهت خشية من جعلها تفيق في ذعر ، وفي الوقت ذاته هو قد أرهقها برحيله الساحق عنها ، كان عليها أخذ قسطٍ من الراحة بعد كلّ تلكَ الدموع والخوف

" رائع..
أصبحت سيارتي مكانًا للنوم "

أخذ وقتًا قصيرًا للتفكير بطريقةٍ أخرى مناسبةً لإيقاظها ، وكزةٌ خفيفة على خاصرتها لربما ؟

إنتفضت فجأة ليمسك ضحكته بصعوبة

" أرعبتني !!"

"جيد ..إذهبي ونامي الآن"

"هل ...أعدتني للبيت؟هذا حتمًا لم يكن متوقعًا ، أصبحتَ عقلانيًا سيهون "

صفقت له فجأة لينظر لها بنصف جفن ، أكان مجنونًا سابقًا ؟ ربما أعاره الحُب جنونًا سلفًا لكن الآن
سيعيره الحماس نحو مايريد ، المضي دون هوادة !

" حسنًا..
لو دخلتي لعقلي فستعلمين أن العقلانية في جهة وأفكاري في جهةٍ أخرى "

إلتصقت بالباب على إثر إبتسامته التي وجدت لها مكانًا في طرف شفتيه ، فتحت الباب لتخرج بأسرع ما يمكن ، لن تتغير هذه القطة المنكمشة عالإطلاق

" الوداع
عُد سالمًا للبيت "

لم يجبها بشيء غير تلويحةٍ خافتة ، لتُغلق الباب وترحل بسرعة ، هي تعلم أنه يثقبها ببصره من الخلف وهذا حتمًا غير مريح ، مقشعر بالأصح !

~~~~~~~

(سيهون ..)

يكتب...

(ماذا؟لمَ لم تنامي بعد؟)

(لم أستطع)

(لماذا؟)

(كنتُ خائفة من أن أستيقظ
وأجد أن كل هذا ماهو إلا طيفُ حلم )

..

...

يكتب...

( ستستيقظين
وسترين أحلامًا أخرى تتبعها أحلام )

(سأرى،سأنتظر رسالتكَ بالغد تأكيدًا على ذلك)

~~~~~~~~~~~

.

.

🌹

.

.






$|The Shades of Black|$حيث تعيش القصص. اكتشف الآن