السادس والخمسون والاخير

8.5K 319 211
                                    

عـقد جـديد

...........

بـعد مـرور ثـلاث سـنوات على حادثة مـوت ديميتري مـاكاروف المـأساويةّ الـرجل الذي لـم يعطى له الحب أبدا و لم يستـطع أن يـقدمه هو بدوره للغـير ففاقد الـشيء لا يـعطيه لكن و بالرغم من ذلك استطاع في النهـايةّ أن يـرى العالم بـوجـهةّ نـظر مـختلفة بـعد أن نـزع ذلك الـحقد الـمتغلغل في قـلبه و الذي جـعل قـيودا تـلف كيـانه بأكمله حتى لو لم يـعش إلا أنـه ربـما في آخر أنفـاسه أدرك أنه لطالما قدّ كان مـحبوبا من طـرف الأشخاص الذي لطالما ظن أنـه كان مـكروها بالنسبةّ لهم ..

سقطتّ دمـعةّ وحيدة على وجـنته لما وقعت عينيه على صـورةّ ديميتري المـبتسم بكل سخريةّ كعادته و هو يضع يده حول كتـفه ، كـان يريد إنقاذه بشدةّ لكن لم يتسنى له ذلك على الإطلاقّ كم هـذا مؤسف إذ أنه لطالما كان معه فتـنهد بقلةّ حيلة و اعتـدل في جـلستهّ محاولا الحفاظ على رباطةّ جـأشه ربما
يجدر به زيارةّ قبر ديميتري فقد اشتاق لصـديقه الوحيد فعلاّ ..

ـ يـا إلهي إني بالكاد أستطيـع أن أقف على قدماي ..

قـال ذلكّ بـنبرة مرهقة للغـايةّ و هو يجلس بجـانبه على الأريكـةّ لكي يستند رأسه للخلف فالتفت إليه كان الـشاب الجالس بجـانبه أشقر الشعرّ يرفعه بكل عشـوائيةّ بعيدا عن جـبينه يربطـه بـربطةّ صغيرة بيضاء حينما وضع هاتفه في جيب سترته الـبنيةّ الكلاسيكية قائلا بنبرةّ متململة

ـ انتهـى العـرض أخيـرا ..

أومـأ ويـليام بالإيجاب قد كان مـرهقا بشدةّ لما رن هـاتفه فجـأةّ فرفعه ببطءّ متمنيا أن لا يكون هـذا مدير أعـماله يخبره بعمل طارئ آخر حينما رأى اسمها يـعلوّ الشـاشةّ أرسلت له رسـالةّ نصية بسيطةّ فلمعتّ عينيه فـورا و اعتـدل في جـلسته لكيّ يفتحها اتسعتّ ابتسـامتهّ قد أخـذّ يضحك بـخفةّ قائلا

ـ دعـنا نـذهب لقد تأخرنا ..

قـطب أوسكار حاجبيه عندما جـذبه ويليام بقوةّ من ذراعه و هوّ يلقي تحـيةّ الوداع على طاقم العـمال بابتسـامةّ واسعـةّ جدا كيف لا و مـوعد زواجـه قد اقتـربّ .. في حين تـأوه أوسكار بألم ممسكا بجبينه الآن إذنه قد تـم سحبه إلى جميـع المتـاجر بـرفقتهما من أجل تـذوق كعـك الـزفاف أو أطـباقّ الجانبية
أو اختيار بـاقةّ الأزهار المناسبةّ الستـائر كذلك الحـضورّ بالرغم من أن هـذا بالفعل عمل مرهقّ لكنه ممتع و هو لا يمانع فعلا بالذهابّ فابتسم بخفةّ قائلا

ـ أرى أنك سـعيد جدا .. كم هـذا جيد

ضحك ويليام و لم يقل شيئا إذ أن مـلامحه فقطّ تدل على سـعادته فأخيرا استـطاع أن يـخطوا الخـطوةّ الأولى نحو مستقبل بـاهر المستقبل الذي كان يريده منذ البـدايةّ لما عـبس فجـأةّ قد اختفت صفةّ الـفرح منه كما لو أنها قد سلبتّ منه ، تنـهدّ قائلا بنبرةّ هادئة

لا يجب قول لا لفخامتهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن