ماقبل المسير

294 29 49
                                    


أطَل الشتاء غزيرَ الثلج يغمُرُ فضاء فلورنسا ابيضاضًا ،السُحُب الكثة تَحجِبُ التماعةُ البدرِ وخدِرُ النُجومِ من حوله

إقتربت كيت الى الشُرفةِ المُحاطة بالستائرِ البيضاء ،تحَسسَتِ بردَ الشتاءِ حتى اقشعَرت مِنهُ بغتةً

أعادتِ النَظرَ فيما حولها ،كُل شيء يبدو مُرتبًا في مكانهِ ،حتى باقةُ الأزهار بدَتَ اكثر ألقًا اليوم !

أسندت نفسها إلى جانبِ النافذةِ ، تأملت انعكاسَ صورتها على النافذةِ المُعتمة

- كل شيءِ يبدو استثنائيًا على نحوٍ غير طبيعي هذه الليلة ، هل تلك معجزةُ! أم أن القدرَ يخبئ لي شيئًا هذه الليلة

آمل ألا يحدثَ خلافُ ذلك.

على كلٍ الآن قهوة وكتاب وبعضٌ من الكعكِ في مثل هذا الوقت من الليل ، ذاك كل ما أحتاجه

****

عند وقت الأصيل أخذت تَرقُبُ الغُروب هنيهة والصمتُ يغمُر دقائق انسجامها مع الكون

الأصفر والبُني وبقايا الاحمر ثم طغيان الأزرق الداكن ، هبوبُ الرياحِ ورائحةِ الملح التي انتشرت في الأجواء

تنهدت لتُطلِق ضحكةً اعتلت عبابَ البحرِ

ثم تعقبها قفزاتٌ بهجة .

أغمضت عيناها بشدة ثم فتحتها

- يا إلهي لا أكاد أُصدق !

اقتربت ثلةٌ من الأصحابِ نحوها هاتفين بإسمها كلُ وبصوتٍ واحد

- يمااام

ابتسمت هي لتلتفت إلى الخلف مستقبلةً إياهم ...

****

تزدانُ الأرض متزينةً حلةِ البياضِ انسجامًا مع اهزوجتهِ عذبة اللحنِ

قُرصُ الشمسِ غربَ مُنذ وقتِ طويلٍ حاملًا معهُ تباشير الغدِ ، وزنبقةُ في حجرهِ يُقلبها باحثًا عن لؤلؤةٍ تتوسطها

تأففت الصغيرةُ غيرَ مباليةٍ

- ماما ! أي أنواعٍ القصص الخرافيةِ تلك؟

ابتسمتُ الأمُ بينما تُسرحُ شعرَ طفلتها

-عزيزتي ليلي ،مازال النهارُ طويلًا على الغروب ،ستكبرينَ أكثر وتنضجين قبل أن تشعري

تحدثت ليلي مع امها بتزامنُ متسق

-أمامكِ الكثير حتى تكبري ، امشي على مهل

وببطأ اكثر رددتا

-عـ..لـ...ى ..مـ...ه...ل

****

مرحبًا ي جماعة 🙋🏼

أتمنى أن تكونوا بأفضلِ حال ✨

وأن يكونَ الفصلُ الأول نال على اعجابكم

بالمناسبة هذه ماهي إلا البداية لذا فهي مجردُ تمهيد💜

والقادمُ أجمل بإذن الله💕

ملامححيث تعيش القصص. اكتشف الآن