المقطوعة التاسعة : تائه🎶

24 2 6
                                    


كما لو أنني في هذه اللحظة قادر على صياغة أحاسيس مفاتيح البيان على هيئة جمل ،أخطُ إليكِ مظروفي ..فلورا العزيزة ، كيف يبدو المحيطُ كما تتأملهُ عينيكِ اليوم؟

الكوخ يصبح أبعدَ أكثر عن ضفة الجزيرة كلما أتم سنةً جديدة ، لا أعلم بسبب المد والجزر ، أم أنه سئمَ هذا المكان.

قيثارتي تبدو حزينةً اليوم ،إنها أكثرُ وهنًا من المعتاد هل العلة في خيوطها التي لم تطالها يد عابثٍ منذُ عشرين سنةً أم أن يداي عليلتان ...لكنني أكتبُ إليكِ الآن ،وهذا جلُ مايكفيني.

تحياتي

س. ماكارثي

*****

-مارسيليا-

مضى يومين منذ محاضرة ستروبوي استطعت تحديد الخطوط الأساسية للوحتي ، همست لكيت بينما هي منغمسة التحديق للنحاتين ،اومأت بالرفض فعرفت أنها لم تحرز أي تقدم ...

هبت رياح أطاحت بإحدى المنحوتات بينما صاحبها يشرع في التقاط صورة لها ..لمحت ابتسامتها التي سرعان ماتحولت إلى ضحكة تحاول كبح جماحها

- أظن أنه يجب علينا الذهاب لمهرجان الفنون هذه الليلة ! ، ربما قد أجد ضالتي ....

ابتسمت موافقة..

-مسك-

الساعة السابعة مساءً

مرت نسماتِ أغلقت على إثرها النافذة ،إلا أن انعكاسَ نور الهلال المكتمل على الزجاج جمدني لثوانٍ أمامها.

الأصفرُ يغالب ألوان الشفق ، الأزرق يتماهى وقليلًا قليلًا يذوب مع نظيرهِ الداكن وذاك الهلال يبينُ على استحياء ،يحيطه النورُ شفافًا كما لو كانت غيمةَ بحلةِ الضياء ظلت طريقها ...

********

-يمام-

أمام المرآة ارتديت ثيابي مسرعة ، موصدةً باب الغرفة من خلفي .

انتبهت الجالسة أمام حضرةِ الهلال لي وعينيها تُفصح عن دهشتها المخبوءة خلف ابتسامةٍ شاردة.

انتهى المطافُ بنا وسطَ الزحام نسير.

******

قطراتٌ متفرقة تهطل بأناة على ذراعي

صداها ايقظ شيئًا ما بداخلي ، وسطَ خواءِ هذه العزلة ، أحاول التذكر لكن لا خيار لي سوى النسيان ، أشعر بك تمامًا كما لو كان انعكاس ملامحي على المرآةِ ، صورةَ جلية لك.

بالمناسبة جدران قوقعتي بدأت تتصدع ، أستطيع الآن أن أرى النجومَ بشكل أوضح ، أقلَ وهنًا ، وأكثرَ قُربًا .

قلبي يحدثني ،سيخطفني النور إليك لامحالة !

*****

-مارسيليا-

سابحةً بعيدًا عن فضائها الفسيح ، تمشي وسط الحشود ، متقلدةً بسمةً أليفة ...

همست كيت ..

أعتقد بأنه يجدرُ بنا التوقف ، وجدت ضالتي.

توقفنا في مكانٍ منفصلٍ عالٍ قليلًا.

**********

-كيت-

ابتسمت الماثلة بجانبي بينما أشرع في إخراج أدواتي .

خطوطُ زرقاءَ وبيضاء مسالكَ من ورد ونهر يجري على استحياء بين أشجار البلوط

لم أنتبه لغيابها ..

تجمدت ريشتي في اللحظةِ ذاتها التي ساورني فيها الدفء ،أكاد ألمسُ ضرباتِ قلبي تتمازجُ في نغمٍ مُتسق مع ذاك اللحن.

بلل خدي سائلٌ ما ،شعرت لوهلة أنها تمطر .

أم هي دموع.؟

تسلل من خلفي صوتٌ آلفه ، مدت منديلها ،حاملةً الفرشاة باليد الأخرى .

همست :

كنتُ شاهدة..!

*******

-مارسيليا-

بدأ الجو يزداد برودة ، لا أعلم أينَ ذهب ذاك الأحمق من المفترض أن يكونَ هنا ! ...همست لنفسي .

حتى رأيتهما أمامي كانتا مألوفتان،ابتسمت إحداهن !

-اوه الفتاة من هذا الصباح .

جلستُ أحادثهما دون أن أنتبه لمضي الوقت ... حتى انسلَ من خلفنا صوتُ انفجار !

التفتنا ..تلونت السماء بألوانِ الطيف

أضواءٌ حمراءَ وزرقاءَ ،كما لو كانت النجوم أكثر قربًا من هذه الأرض .

******

-مارسيل-

السماءُ تومضُ في أناة ، متأكدٌ أن مارسيليا مدهوشةٌ بها في هذه اللحظة...

مضحك ، عالقٌ في الزحامِ كما لو كانت الأضواءُ تسابقني ،رفعت صوت موسيقاي من جهاز تسجيل السيارة ،ربما لن نلتقي اليوم.

لن نتغير !

*****

-ليلي-

جلستُ بجانبها ،كانت مندفعةً كما لم تكن يومًا!

همستُ :.

كلُ ما أستطيع قوله ،أن الرؤيا كانت أكبرَ من نسجِ الخيال.

لاشيءَ قابلٌ، للفناء ، كل الحكايا ستُروى..

كانت أمي تخبرني دائمًا بأن الأشياء تكتسب قيمتها عندما تتخلصُ من عجلتها ..!

ابتسمت ،أينما رحلتِ سيري على مهل يا ابنةَ الماء .

صافحتها ومضيت .

كنتُ أعلمُ أن الوقت المناسبَ سيحين لامحالة .....

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 17, 2018 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

ملامححيث تعيش القصص. اكتشف الآن