المقطوعة الثانية :انتظار🎶

86 15 26
                                    



-كيت-

الوقت هو الآن !

لا فواصلَ زمنيةٍ تشبهنا ، لا الثوانِ ولا حتى الأيام !" 

أقفُ هاهنا بين جموعِ البشر متأملةً إلى اختلافِ قسماتهم وعيونهم

لو يعلم ؟

عينيكِ هي كل ما تستأثرُ بهِ ذاكرتي ، كبر كلانا وتبدلت ملامحه ،منذ ذلك الحين غادرتِ بعيدًا

ربما إلى الأفق؟

تيقظني الإشارة  خضرَاءً للمشاة ،لتخرجني من سكرةِ الوقت والماضي في آن ،استجمع قواي وأسير وسط الحشود

الجادةُ السابعةَ ، يمين الساحةِ العمومية

على الجانبِ الآخرِ من المقهى كانت مارسيليا تجلس في الخارجِ ،عابثةً على ركامِ الثلج بغصنٍ يتيم وجدتهُ ملقيًا

انتبهت إلى صوتِ خطواتي الواìهنة

" أنتِ هنا !"

ثم بابتسامةٍ واسعة وخدينِ محمرين

"تشاو"

بادرت

"لاتقولي انكِ خجلة!"

هزت رأسها نافيةُ

" إطلاقًا ، كان علينا منذ البدءِ أن ندخل معًا"

" فاباني!" -بمعنى حسنًا-

****

-يمام-

مددت جسدي المنهك من طول المسيرِ من الطائرة إلى باحة المطارِ الداخلية على كراسي الإنتظار،مستندةً على ظهرِ مسك صديقتي الوحيدة التي شاركتني الرحلة

تثآبت متعبةً:

"خمس ساعاتٍ من النومٍ على متنِ الطائرة ، بالكادِ شعرتُ بثقل الرحلة"

اكملت حديثي مبتسمةً بخجل "آمل ألا أكون ازعجتكِ مسك!"

تسللت ضحكة خافتة من شفتي مسك لترمي لي بضربةٍ خفيفةِ الوقع على كتفي

"أحاديثكِ وأنتِ نائمة يا يمام كانت مضحكة ، تمنيت لو كنت أنا التي بجانبكِ"

اكتست ملامح الدهشة وجهي

" ماذا تقولين؟ إن لم تكوني بجانبي ذاك الحين ، من كان بجانبي إذن "

انكمشت مسك على نفسها واضعةً سبابتها على ذقنها ، محاولةً التذكر

"كانت امرأة كما لو أن لها من العمر أربعين سنة استئذنني التبديل، بصراحة أخبرتني أن لديها عملًا مايتطلب الهدوء

لذا لم تكن مجاورة الأم وطفلها الرضيع خيارها الأمثل للهدوء

ببساطة نحن تبادلنا لأنها كانت تجاورنا"

ازدادت وجنتي إحمرارًا تزايدًا طرديًا مع تكوري على نفسي

"جل ما أتمناه أن تتلاشى كل هفواتي في منامي دون أن أشعر من ذهنها"

عدلت مسك جلستها لتحكم قبضتها على كتفِيّ

"لا تفكري في الأمر كثيرًا ، انظري نحن فقط الآن في فلورنسا"

اومأت برأسي دالةً عى الإيجاب

" بقي من الوقتِ أسبوع على بداية الدراسة ، علينا أن نستمتع بالوقت"

أجبتها مؤيدةً

" بالتأكيد"

****

-مارسيليا-

ابتسمت كيت لتشاركني التحية

"تشاو"

كنت أعلم أن في داخلها شيئًا ربما غير قابلٍ للمشاركة ، القليل من الذبولِ كان واضحًا على وجهها

"هل يمكن أن ندخل ، أعتقدُ أنها تنتظرنا"

أومأت برأسها موافقةً، دخلنا إلى المقهى بعدما نزعت كل منا معطفها ، الطاولة رقم عشرون

وكزتني كيت " مارسيليا لا أحد هنا "

حتى تنبهت إلى طيف  امرأةٍ مألوف تقف أمام الباب ممسكةً بمقبضهِ بيد وبالأخرى تبحث عن شيءٍ ما داخلَ هاتفها، امرأة تبدو في مطلعِ العشرينات بملامح آسيوية ، المقلتينِ حالكةَ السواد ، صغيرةَ العينين والشفتين ،بشعرِ أسودِ يصل إلى كتفها ،ترتدي سترةً رماديةَ اللونِ تُبرزُ جمالَ بياضها المائلِ إلى الحنطي ومعطفًا ذا لونٍ مائلٍ للحمرة.

"تبدو هي ، كيت "

همست كيت " هيداوا ليلي، الإسم يناسب طلتها ، قطعًا هي المقصودة "

اقتربنا إليها حتى انتبهت إلى وجودنا .

همست "عذرًا على تأخرنا أليسَ الوقت متأخرًا على المغادرة الآن؟"

تحدثت بصوتٍ خفيض خشيةَ أن يُشارك خلوة السِر أحد " عذرًا على استباقي لكم طلبتُ القهوةَ منذ وقت لئلا أقع في شراكِ النوم وبالفعل كدت أقع"

"لا بأس لو كنت مكانكِ لفعلتُ الشيء ذاته"

تحدثت كيت "إذًا أستاذة ليلي هـ.."

قطعت حديثها لتقول " لا أريد ألقابًا ، رجاءًا"

احمرت وجنتا كيت مجدًا "أ..أسفة "

-----------------------


تشاو💙🙊

مساء الخير💕

إن شاءالله يكون بارت خفيف ولطيف ، واتوضحت فيه أشياء كثير✨

كيف كان انطباعكم عنه؟ ارآئكم؟🌸✨

وشكرًا على تفاعلكم اللطيف🎈

وإن شاء الله لنا لقاء مع البارت الثالث

اريفاديرتشي "الوداع"👋🏻

نلتقيكم مع الفصل الجديد🌸

ملامححيث تعيش القصص. اكتشف الآن