استيقظت تلك المراهقة الفاتنة من نومها بشعرها البني المائل للاشقرار وبعينيها العسليتين الواسعتين ورموشها الكثيفة جدا وبشرتها الناصعة لتنهض بكسل وفجأة تذكرت أنه يوم الاثنين أنه اليوم المنشود لتصرخ بمرح :أنه اليوووووووووم
وقفزت بسعادة لتقع على الأرض عبست قليلا وقالت بعدها بحماس :لن ادع اي شىء يعكر لي مزاجي اليوم ..ابدا
نزلت على السلالم التي تصلها من غرفتها الى الصالون لتثبت عينيها على أمها التي تتحرك بسرعة وهي تجهز الكثير من الأشياء لتبتسم بمرح وتقول بسعادة :صباح الخير امي
لتقول والدتها بإستعجال :صباح الخير إيرينا ..من فضلك ساعديني يا ابنتي في تلميع الثريا قبل أن يأتوا .
ابتسمت بتشويق وقالت :حاضر ماما فقط سأذهب للحمام واتي .
انطلقت لتغير أسنانها لم يكن معها وقت لتستحم فقط اخذت دشا سريعا .وقبل أن تخرج من الحمام نظرت في المرآة لتنظر تحديدا فمها الصغير وعبست فورما رأت تقويم أسنانها ..رغم نعومته وجماله عليها الا انها لطالما كرهته ولكنها مضطرة ..لم تكن أسنانها بذلك السوء ولكن أن كانت امك طبيبة أسنان فستعلم حينها السبب عزيزي .
ارتدت على عجلة قميص اسود بلا اكمام وبنطال جينز ولملمت شعرها على شكل كعكة فوضوية متجاهلة بعض الخصلات التي زادتها حسنا وجمالا .
وانطلقت لتساعد أمها وبقيت تساعدها حتى أصبحت الساعة السابعة ليلا وفي النهاية ارتمت على الأريكة بتعب لتقول بخمول :آه ظهري ..اقسم انني لا اتحمل .
ورن الجرس لتنطلق بسرعة وكلها لهفة للقابعين خلف الباب انفتح الباب وتبرق عسليتيها المذهلتين بسعادة وتقفز بفرح عليهم ..احتضونها بسعادة وحب ليقول خالها ادوارد :إيرينا حبيبتي الصغيرة لقد اشتقت لكي حقا .
لتبتسم وسط دموعها وتقول : وانا ايضا خالي ..لقد اشتقت لك كثيرا كثيرا كثيرا جدا .
لتعبس وتقول :هكذا تغيبون كل هذا الوقت .. ثلاثة سنوات ولم أراكم ما هذا الظلم !!!,
لتقبلها خالتها وتقول :أسفة حبيبتي لقد اضطرننا لذلك وها نحن اليوم اتينا كي لا نفوت هذا اليوم .
لتبتسم إيرينا وتومىء لهم بسعادة ..ككل عام احتفلت تلك الاسرة بذكرى الأمسية الفضية كما تدعوها تلك العائلة الغامضة اغمضت إيرينا عينيها وقالت بسعادة :خالتي ديلايدا هل تعتقدين أن ابي يسمعنا الان ؟؟
ابتسمت ديلايدا وقالت :نعم حبيبتي ..والان هو سعيد وفخور لان له ابنة جميلة ورائعة مثلكي إيرينا .
ابتسمت إيرينا بحزن وامل بنفس الوقت وقالت بهمس وهي تنظر للسماء الداكنة وتدعو بصمت : ابي اينما كنت ..انا الان في الخامسة عشرة من عمري ..أصبحت كبيرة ابي وسأحقق احلامنا ابي ..تلك الاحلام التي بنيناها سويا ..احبك .بعد انتهاء تلك الأمسية وبالطبع مبيت خالها ادوارد وخالتها ديلايدا معها .
تسللت لغرفة خالها لتراه يكتب كالعادة أنه يعشق شىء اسمه كتابة ويدمنه حد النخاع ..لقد مر خالها بتجربة حب مؤلمة بدرجة فتاكة .
لقد كان يعشق حبيبته وزوجته بالأصح حد النخاع ..حتى أن كلمة عشق لن تصف ذرة من مقدار إدمانه وهوسه لها ..كان لا يتنفس الا بوجودها ..كان يخاف عليها من أتفه شىء يغار عليها من الهواء الذي تستنشقه ولكن.... كل السعادة التي كان يحياها ..تدمرت
حينما أتاه خبر وفاتها ..بحادث مروري ..
خالها انهار لا بل تدمر ..خالها القوي الذي كان كالجبل لا يهزه شىء الذي لم يبكي حتى في وفاة والديه ..انهار باكيا بحرقة ..صرخ ببكاء وانتحب بألم كما لم يبكي من قبل ..اتته حالة هستيرية مؤلمة وأصبح في حالة يرثى لها ..اغلق على نفسه لأعوام وبقي يحاول يكتب لها بلا كلل أو ملل ..كان يعيش فقط ليكتب لها عسى أن تقرأها ولكن من يخدع ..انها ميتة ..
حاول الانتحار عدة مرات وبكل المرات كان يفشل ..
لم تعلم تلك الإنسانة كم دمرته بغيابها ..
كانت زوجة خالها إنسانة عظيمة طيبة بدرجة رهيبة لديها نقاء الروح والقلب المفقودين هذه الايام ..كان يعشقها بكل جوارحه ..
خالها الوسيم بجماله الشرقي الذي اكتسبه من والده العربي كان عقيما !!!
ولكن رغم ذلك لم تتركه زوجته لا بل بقت معه واصلت معه بكل قوة وعزم وتصميم وحتى عندما فشلت كل العلاجات بقيت معه سندا وعونا وقلبا عاشقا وتوأم روح .
قال لها عدة مرات انه عقيم وانها لو تريد الزواج بغيره فهو متفهم قرارها الا انها أنبته بحدة وغضبت منه لكنه كالعادة صالحها .
بالطبع هو لم يكن سيتركها ولكن ..هو أيضا عليه معرفة رأيها .انتشلها من ذكرياتها صوت خالها العميق الرجولي بقوله :تعالي إيرين
ابتسمت بألم فأسم زوجته كان إيرين .
تقدمت إيرينا وعانقت خالها بقوة وكأنه تمده بالقوة ليقول خالها بصوت مثقل بالالم :لقد كانت مذهلة ..كانت لا تقدر بثمن لقد وقفت معي بكل صعوباتي وشدت على يدي لقد ..كانت نعم الزوجة ونعم الحبيبة ..حتى ..حتى عندما علمت انني عقيم لم تتخلى عني بل زادتني حبا واهتماما ..آه كم اشتاقها .
كان يتكلم ودموعه خليفته بينما هي بكت بحرقة معه لتقبل جبينه مطولا وتقول :خالي ارجوك لا تبقى هكذا ..انها تتألم عندما تراك تتألم لا تفعل بنفسك هكذا .
اومىء لها وهو يمسح دموعه وقال بحزم :نعم ..حسنا
ابتسمت له وسط دموعها وقبلت جبينه مرة أخرى وقالت :هيا ابي للنوم .
ابتسم حينما سمع اسم ابي منها آه كم يعشق هذه الصغيرة ..لقد كانت ولا زالت ثاني اكثر مخلوقة يعشقها بعد زوجته إيرين .كانت إيرينا نسخة مصغرة عن إيرين بشعرها وعينيها وابتسامتها وغمازتيها وكل شىء بها .
السبب الوحيد الذي يدفعه للحياة بعد موت مالكة قلبه هي صغيرته إيرينا ..ابنته التي لم ينجبها .
أنت تقرأ
المتمردة
Fanficإيرينا مراهقة في الخامسة عشرة من عمرها بجمال طبيعي جذاب وبقلب طيب وروح مرحة ..تتعرض لمواقف تبعثر كيانها ..وتقابل اشخاص يزلزلو وجدناها ..فماذا سيحصل لتلك الجميلة ؟؟