الفصل السادس
زفر والدها بأسى وهو يرى ابنته التي لا تكف عن الحديث والمزاح وقد اعتكفت في غرفتها منعزلة عن الجميع، لا تتحدث الا اذا وجه اليها الكلام وبكلمات مقتضبة، وشبه ممتنعة عن الطعام فلا تتناول الا النذر اليسير وبعد الحاحا شديد منه، والأدهى من هذا وذاك أنها قد فاجئته قبل دخولها في حالة الحزن والاكتئاب تلك وتحديدا منذ عودتها وهي شاحبة تكاد تجر في قدميها جرًّا وكأنها قد فقدت غال لديها أنها قد استقالت من عملها!!!
نظر زكي لاشكيناز التي حضرت بعد ان شعرت بوجود خطب ما، فزينب ترفض تلقي مكالماتها، وقد حاول والدها هي مرارا التحدث معها واقناعها بسحب الاستقالة ولكنها ارسلت اعتذارا مع والدها بأنها لا تستطيع الكلام وأن استقالتها أمرا لا رجوع عنه!!..
ولكن أكثر ما يثير ريبتها ويؤكد احساسها أن ما حدث لشقيقها يد فيه، أن منذ غياب زينب وهو كالدب الغاضب تماما!!.. لا يجرؤ أي شخص ع الاقتراب منه أو التحدث معه، فالجميع في العمل يتحاشونه، فقد أصبح كالبركان الثائر على وشك الانفجار في أية لحظة ليحرق الاخضر واليابس من حوله!!!
قال زكي بيأس:
- زي ما انت شايفة يا بنتي، لا أكل ولا شرب، والكلام بيخرج منها بالعافية.. حتى لما شوقي بيه كلمها وبلغني اقولها انه استقالتها مرفوضة، ما رضيتش تكلمه.. وصممت انها مستقيلة!!
زفرت اشكيناز بعمق وقالت:
- معلهش يا اونكل.. بعد اذن حضرتك انا هدخلها.. وان شاء الله اقدر أخليها تتكلم وتقولي على سبب الحالة اللي هيا فيها دي..
دلفت بعدها اشكي، واتجهت الى زينب التي رقدت ضامة ساقيها اليها في وضع الجنين، جلست بجوارها على الفراش وقالت وهي تربت على خصلاتها المجعدة التي انفلتت من رباط شعرها:
- زينب.. حبيبتي، انا عارفة اننا منعرفش بعض من قريب، لكن ربنا عارف انا حبيتك أد ايه واعتبرتك أختي اللي كان نفسي ربنا يرزقني بيها.. عشان خاطري.. لا بلاش عشان خاطري انا.. عشان خاطر باباكي.. اونكل زكي هيتجنن من القلق عليكي.. كلميني يا زينب.. ايه سبب اللي انتي فيه دا؟..
صمت قابل سؤالها لتزفر اشكي بتعب وتقول:
- انا مش هستسلم، وهاجي لك كل يوم، وعوزاكي تفتكري حاجة واحدة بس.. زينب اللي اعرفها مش هي اللي قودامي دلوقتي... زينب التانية قوية، محدش يقدر يخليها تزعل او تكتئب او دمعة واحدة تنزل منها، لكن اللي انا شيفاها قودامي دلوقتي واحدة مترددة، مكتئبة، ضعيفة.. مستسلمة لحزنها، عشان كدا بقولك فوقي يا زينب.. محدش يستاهل انك تعملي في نفسك كدا عشانه..
سكتت قليلا، وحينما يئست من سماع الرد شرعت في النهوض عندما طرق سمعها صوت ضعيف يقول:
![](https://img.wattpad.com/cover/128660161-288-k543661.jpg)
أنت تقرأ
حضرة المحترم زينب "قصة قصيرة" بقلمي/ منى لطفي
Romanceحضرة المحترم.. زينب!! نوفيلا شرقي بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفي) كتابة وتدقيق/ احكي يا شهرزاد(منى لطفي) الملخص: الالتزام والثقة والجدية والاخلاص والرزانة... تلك ليست صفات الشخصية الناجحة أكثر من أنها الوصف التفصيلي لـ.. حضرة المحترم... زينب!!!