"نور الشمس"

177 12 4
                                    

يقال!... أن مع بزوغ نور الشمس تتجدد حياة كل إنسان... لينسى ما فات و ماحصل!...

.

يقال!... تحت كل رمشة عين تتغير الرؤية لدى الأشخاص !...

.

يقال!.. لا يروى الحبيب إلا بـ حبيبه ...!

.

يقال!... ويقال!... ويقال الكثير لكن هل هنالك من يفهم ما يقال ؟!...

*

*

التعب يكسوها من كل جانب و كأنها قد سقطت من مبنى شاهق الارتفاع ... فتحة عينيها بكل تثاقل و إرهاق... وكأن هنالك جبلً قد وقع عليهما ... حاولت النهوض مراراً و تكراراً ... لكن من دون أي جدوى


حاولت الصراخ لعلَ و عسى يأتي شخص للمساعدة , لكن حلقها جاف كلين.


تركت جسدها ملقى على الفراش وهي تنظر للأعلى ,مستسلمة للأمر الواقع فهي حقاً عاجزة الآن بالفعل


وفي حين ذلك ...بدأت في دخول عالم الأسئلة , تريد من يجيب عليها؟!...


ترى كم من الوقت بقيت على هذه الحال؟!...

ترى ماذا حصل طوال فترة غيابها ؟!...

كيف حال الجميع الآن؟!...

وأين هم ؟!...

*
*
*

كان يقف عند الباب غير مصدق ماتراه عينيه الآن أهو حقيقة أم خيال ؟!...

انطلقت من فمه تلك الحروف المتلهفة لنطق حروف أسمها التي غابت لمدة طويلة عن محياها ... وهو يسير إلى ناحيتها بتثاقل مع نظراته المشتاقة للقائها : سـ .. ساكورا!..

إدارة رأسها إلى ناحيته لترى ذلك الوجه الشاحب و المتلهف بتعابير وجهه المتعبة و كأن هموم الحياة قد ارتمت عليه لتهتك له ظهره ... غير مصدق ما يراه ؟!...

وبعد محاولات جاهِدة لإخراج صوتها الذي أصبح متعباً ومبحوحً , نطقة تلك الحروف التي أصبحت ثقيلة عليها من شدة التعب الذي يهدم جسدها : سوجي!... مـ ماذا حدث...

أوقف كلامها حينما جلس بجوارها على الفراش , وهو ينظر إليها باشتياق و تعطش يريد إرواء قلبه بها , وبصوت مليء بالحب و الأشتياق: لقد اشتقت إليكي ! أيتها الحمقاء.

اجتاحت الصدمة وجهها الشاحب من كلماته !.. "ترى ماذا يحصل للعالم ؟! " هي لم تتوقع أن يحصل هذا منه بـ وجه الأخص ... ؛شخص تتشاجر معه منذُ الصغر يصرح لها عن مدى شوقه إليها ؟!.. أهي على كوكب الأرض حقاً ؟!


نطقت حروفها المذهولة بتعب : ماذا؟!

ابتسم بحنية لها وهو ينظر بحب : حمقاْ! لقد سئمت الأنتظار , طوال تلك السنين الفائتة و إلى الآن أنتِ لم تلاحظي حبي لكِ.

ألجمتها الصدمة من كلماته الخالية من المزاح , كانت صادقة و مليئة بالحب و الشوق ,فلم يسعها إلا البكاء بحرقة و سعادة بين أحضانه الآمنة.
*
*
*

في القصر كان الجميع متواجد في غرفة الطعام ما عدا فكتوريا ...دخلت نوريكو بسرعة متجهة إلى ساتو بينما كانت تحمل في ثغرها تلك الابتسامة الكبيرة وهي...

تقول بسعادة : سيدي !.. لقد تلقينا إتصالاً من المشفى يخبرنا بأن السيدة ساكورا قد أفاقت من غيبوبتها!..

صدم الجميع من كلامها لكن سرعان ما أستعادُ نفسهم و البسمة تعتلي وجوههم.

قال كاي بعد أن أطلق تلك التنهيدة المرتاحة :اه ! الحمدلله !.

استدار ليو الصغير إلى كاي وهو يقول بتسئل : أخي ! هل أختي ساكورا أفاقت من النوم ؟!.

ابتسم كاي له بلطف وهو يقول : أجل !..

قفز ليو من مكانه فرحاً وهو يقول : هذا رائع !, سوف تأخذني أختي الآن للألعاب !.

ضحك كاي و أليكس على براءة تفكير ليو الصغير .

وفي حين ذلك وقف ساتو من مكانه بكل برود وعدم مبالات ... ناداه كاي متسائل : هي ! ساتو إلى أين ؟!.

أجابه وهو يكمل سيره إلى ناحية الباب ... ببحته الرنانة و الهادئة : إلى العمل .

صدم كاي من إجابته فقال بسرعة منذهل : ماذا؟! .,لكن ماذا عن ...

أوقف كلامه في هذا الحين .. مدرك أنه لن يذهب إليها حين يكون الجميع هناك .

*
*
*
يسير بخطواته الهادئة في ذلك الممر وهو حامل بين يديه ذلك الملف يتصفحه بتركز.

وفي منتصف طريقة أوقفه صوتها الناعم وهي تنادي على أسمه بكل حب...:ساتو .

لكنه سرعان ما تجاهلها وهو يكمل طريقه بهدوء.

انزعجت كثيراً من تصرفه معها ... "ماذا به؟! ألا يعلم من هي التي تتحدث معه!...

اتجهت بسرعة إلى ناحيتها لتوقفه وهي تمسك بسترته ...وبنبرة حزينة :هي ساتو!... أرجوك استمع إلي.

قال هو متجاهل النظر إليها و بنبرته الباردة : ماذا تريدين.

صدمة كثيراً من تصرفه معها هكذا ؟! أهو حقاً ساتو الذي يحبها :ساتو أرجوك دعنا نعود إلى بعضنا ,أنا لم أعد أستطيع تحمل فراقك.

أبتسم بسخرية لها وهو ينظر إليها بكل برود :أه ,حقاً ...أم أنكِ لا تطيقِ تحمل فراقك للمال!.

فتحت عينيها باندهاش من رده الذي لجمها عن الكلام ,فضحك بصوت مكتوم ساخر منها وأكمل سيره.

أستفاقت من صدمتها وهي تراه يبتعد فقال بصوت مرتفع قليلاً :لا ليس كذلك ,أنا أحبك.

توقف في مكانه وقال وهو لم يستدر ناحيتها وقال بنبرة باردة منزعجة ببحته الحادة: أنتِ حقاً مزعجة.

وأكمل سيرة بكل هدوء وعدم مبالاة... بينما هي خلفة متجمدة في مكانها مصدومة مما سمعته منه وهي تقول في نفسها.

((أهو حقاً ساتو الذي تعرفه ويحبها؟!))

في ناحية أخرى قريبة من المكان ...كان أليكس يقف هناك يراقب حديثهم بتعبير بارد يأس متحطم من زوجته و أفعالها الجريئة .

قال في نفسه وهو يسير مبتعدا عن المكان بينما هو مطأطئ برأسه للأسفل ((أنها حقاً كما قالت ...هي لم تفكر بي أبداً))<<يقصد سنوري>>

*
*
*

في أحد الشقق العادية ,كانت لتوها مستيقظة من النوم ...اتجهت لغرفة المعيشة التي سيطر عليها ضوء نور الشمس الدافئة ...كان هناك على طاولة الطعام ملف كبير, اتجهت إليه وفتحته وهي تجلس على المقعد المقابلة ...

بقيت تنظر إليه وهي سارحة بذكرياتها وماذا حصل لها منذُ يومين عندما أتتها والدتها وهي مستشِط من الغضب بسبب رفع أبنتها عليها قضية الاحتيال.

*

..#هل سيقبل مشاعري#..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن