الصَّفّحَةْ السَادِسَةْ.

79 8 0
                                    

إنهاردة و أنا مروَّحَة البيت مشيت ف أطول طريق يوصلني ليه لمُجرد إني أحس بالهوا الساقع و الرعشة الخفيفة دي و أشم ريحة الأرض بعد المطرة.. كان عندي شعور قوي أوي للعياط و كأنها أول و آخر مرة أعيط فيها، بس حاجة جوايا منعتني بنفس شدة رغبتي ف العياط و دا إتسببلي ف حالة من الثبات الغريب اللي أنا مش متعودة عليه الأيام دي..

كنت قاعدة بمتحن و الدنيا برة بتمطر، فتحت الشباك و قعدت جنبه و الريحة الفظيعة دي أنعشتني جامد و إديتني طاقة أكمل الإمتحان.

الفترة دي كل حاجة حرفيًا جاية عليا، حتى الحاجة اللي كنت بلجألها ف الأوقات اللي زي كدا -اللي هي الكتابة- رفضاني بشكل بشع و مؤلم، و ربنا هو الوحيد اللي بيحتوي الشخص و بيسمعله، ف و أنا بحل الإمتحان و سامعة صوت المطرة طلعت من بوءي لا إراديًا "يا رب.." و كانت معاها تنهيدة كدا..

أنا مدركة أن ربنا عارف بكل صغيرة و كبيرة جوايا و إنه أقرب ليا من أي حد، ف الأيام دي على وجه الخصوص ربنا بيفتحلي سكك كتير أوي قدامي و بيفرجها عليا بالرغم من أي ضغط موجود..

الفترة دي كئيبة و صعبة جدًا عليا و للأسف مفيش حد حاسس بكدا، و تقريبًا حالة الجو إنهاردة دفعتني بشكل غريب جدًا إني أكتب بعد فترة طويلة من الإنقطاع.

و أنا ماشية ف الشارع و عينيا ف السما فضلت أفتكر الوقت دا من السنة أيام لما كنت صغيرة أوي، ساعتها مكنتش بهتم لو الكوتش هيتوسخ بسبب الطين و لا لاء و كنت بجري و بتنطط و كان بيبقى أسعد وقت ف السنة.

دلوقتي و أنا ف سنّي دا حاسة إن الطبيعة بتشاركني الوجع اللي جوايا دا و اللي بحاول أقاومه بشتى الطُرُق، حاجات كتير فعلا حواليا مدياني إحساس بعدم الأمان بشكل رهيب، لكن ربنا موجود و جنبي دايما و ثقتي فيه عمياء.

كان نفسي بس ف إني أخلص من الضغط دا، و إني ألاقي الحاجات اللي بتفرحني جنبي مش بعيدة عني أوي كدا..

إنعدام الأمان بقى ملازمني، و خلاص بقيت حاسة إن كل اللي حواليا بيكرهوني.

نفسي الفترة دي تخلص بسرعة، قبل م تخلَّص عليا هي.



بِثنايا عقلي (الجزء الثاني: بِدءًا مِن الغسَق حتى بزوغَ الشمسُ)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن