كيف تُخدش عفة الحجاب؟!
أمور كثيرة تهدد في الحجاب تمامه وعفته، وتغير فيه ملامح طهارته وجماله ونقائه.. وهذه الأمور هي ما تجعل كثيرًا من المحجبات يتساهلن بالحجاب.. ويُدخلن عليه من التطوير.. والتغيير ما يهدد العفاف.. ويعرض الحياء والفضيلة للآفات وأهم هذه الأمور.
1- ضعف الإيمان : فإن الإيمان بالله سبحانه ينشئ في القلب مراقبته على كل حال.. فلا تجرؤ الجوارح على الإقدام على مخالفة أمره.. أو اقتراف نهيه! وثمرة الإيمان هذه هي ما يُثَبِّت المسلمة العفيفة على حجابها كما أمرها الله سبحانه.. وإن عاشت بحجابها الشرعي غريبة بين السافرات.. فهي تراقب الله وحده.. وترجو الثواب منه وحده... وتدرك أن حجابها – مع أنه ذخر لها في الآخرة – هو سر عفتها وحصن فضيلتها.. وتاج شرفها ووقارها!
ولهذا كله لا تعبأ بالمحيط حولها.. ولا تستهويها تبارات السفور بكل أشكالها!
لأنها تدرك أن حجابها مفرد من مفردات العبودية التي خلقت لأجلها (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ(.
-موجة الموضة والأزياء: ومن عوامل هدم العفاف في لباس الأخت المسلمة ما ابتليت به الأسواق.. وروج له الفساق.. وفسدت به الأذواق.. وهو ما يسمونه : «بالموضة والأزياء» فهي هَمٌّ فرض نفسه على النساء... واستدرجهن إلى أحضانه.. حتى صرن يشغلن به في كل وقت وحين.. ودونه المال.. والجهد.. والعفاف!
وهذه الموجة العارمة.. لا تعرف حدودا للزمان أو المكان.. ولا يخجلها عرف.. أو يمنعها أصل.. فهي كالنار الملتهبة في انسيابها الفادح... تحرق ما في طريقها.. ما دام قابلا للاحتراق!
ولذلك لم تستثن من قاموسها.. أي لباس ! فحتى الحجاب نفسه أصبح يخضع للقانون نفسه.. وأصبحت العباءات تحت رحمة الأذواق الأجنبية.. تفصلها بمقاسات لا يجيزها الدين.. ولا يحمدها العرف!
بينما تتطلع نفوس ضعيفات الإيمان للجديد. حتى ولو كان الجديد في الحجاب وقد جهلن أن لا جديد في الحجاب.
«إن التبرج الجديد هو الذي اصطلحوا على تسميته بالحجاب العصري» وهو وإن كان مخلاً من الجملة بشروط الحجاب الشرعي إلا أنه لا يصل إلى درجة العُري الفاضح، لكنه في النهاية يسمى تبرجاً وهو تعبير عن مرحلة انتقال لما هو شر منه، فأعداء العفاف جعلوه حلا وسطا تساير به المرأة المسلمة تطورات الموضة والزينة، وفي الوقت نفسه تكون بعيدة عن التبرج الصريح، وما هو في الحقيقة إلا استدراج ماكر، بَيَّته دهاقنة دور الأزياء والموضة، وأباطرة الدعوة إلى السفور والانحلال، للقضاء على الحجاب الشرعي والنيل من بنات الإسلام، وجواهر المجتمع، ليسهل عليهم النيل من المسلمين جميعا كما جرت بذلك العادة في كثير من دول المسلمين» [لاجديد في الحجاب ص25].