※3※

64 6 0
                                    

* أيها المذنب! كيف تستبدل بشرف الطاعات ذل المعاصي؟!
إن الطاعة منزلة شريفة.. ودرجة سامية.. يسمو إليها أولئك الذين اختاروا الشرف.. والرفعة.. فتراهم بها مغتبطين.. هانئين..
والمعصية منزلة وضيعة.. ودرجة حقيرة.. تهفو إليها قلوب اختارت دنيء الدرجات.. وسفساف الأمور!
قال وهيب بن الورد: «من أحب شهوات الدنيا؛ فليتهيأ للذل»!
وأمَّا أهل الطاعات؛ فهم أعلى الناس قدرًا.. وأرفعهم عزةً وشرفًا.. وتأمَّل في وصف الله تعالى لأوليائه بذلك..
قال الله تعالى: (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ( [المنافقون: 8].
فقرن الله تعالى عزة أوليائه بعزته تعالى وعزة رسوله (.. وفي هذا دليل واضح على شرف وعلو هذه العزة! وأكْرِمْ بذلك من نسب! فإن أهل المعاصي إذا افتخروا بالأهواء والانتساب إلى مراضي الشيطان.. فإن أهل الطاعات يفتخرون بالطاعات والمكارم.. والانتساب إلى مراضي الرحمن.. وكم بين الفريقين من بَوْن شاسع!
وإن ما ينتظر الطائعين من الشرف يوم القيامة أكثر من شرف الدنيا!
قال الله تعالى: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ( [النور: 36-38].
أيها المذنب! فاختر لنفسك: إما شرف الطاعات.. ثم الشرف في الدنيا والآخرة.. وإمَّا ذل الذنوب... ثم الذل في الدنيا والآخرة؟!

أيها المذنب بئس ما إخترت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن