* أيها المذنب! هل علمت أن أفضل العبادة ترك الحرام؟!
يا من اخترت الذنب على الطاعة.. والراحة الكاذبة على الراحة الكبرى! أرأيت إن أعجزك الإكثار من الطاعات.. أما كان يسعك ترك الحرام؟!
إن في حجز النفس عن الحرام فضيلة ظاهرة.. ودرجة رفيعة.. قال عمر بن عبد العزيز: «إن أفضل العبادة؛ أداء الفرائض، واجتناب المحارم».
وقال محمد بن كعب القرظي: «ما عُبد الله بشيء قط أحب إليه من ترك المعاصي»!
لذلك كان جهاد النفس على شهواتها من أرفع أنواع الجهاد.. والمنتصر فيه أظفر الناس فتحًا.. وخيرًا!
ويقابل المنتصر المنهزم في جهاد نفسه.. فإنه من أشد الناس هزيمة.. وكسرًا!
قال رسول الله (: «ألا أخبركم بالمؤمن؟ مَنْ أمِنَهُ النَّاسُ على أموالهم وأنفسهم، والمسلم مَنْ سَلِمَ النَّاسُ من لسَانه ويده، والمجاهد مَنْ جاهد نفسه في طاعة الله، والمهاجر منْ هَجَرَ الخطايا والذنوب!» [رواه أحمد وغيره/ السلسلة الصحيحة: 549].
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «فيؤمر بجهادها، كما يؤمر بجهاد من يأمر بالمعاصي ويدعو إليها، وهو إلى جهاد نفسه أحوج؛ فإن هذا فرض عين، وذاك فرض كفاية، والصبر في هذا من أفضل الأعمال؛ فإن هذا الجهاد حقيقة ذلك الجهاد؛ فمن صبر عليه صبر على ذلك الجهاد».
أيها المذنب! فأيهما تختار: النصر.. أم الهزيمة؟!
وقد علمت المنتصر من المهزوم.. وأنهما طريقان.. فاحرص أن تكون ممن انتصر على النفس وشهواتها..
واعلم – أيها المسكين – أن ركوب الذنب نزول عن درجة الصابرين.. وهم الذين وعدهم الله تعالى بالثواب العظيم!
عن أبي سليمان الداراني في قوله تعالى: (وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا(، قال: صبروا عن الشهوات».
وقال أبو سليمان الداراني أيضًا: «أفضل الأعمال خلاف الهوى».