٦٠

236 19 5
                                    

اتعلم هذا الشعور المخيف الذي يأتيك....
هذا الشعور الذي ينهيك ويقتلك...
هذا الشعور الذي يخنقك كل يوم...
لا تستطيع التنفس بسببه....
تتمنى ان تبتعد عنه...
لكنه يبقى ملتصقًا بك مهما حاولت...
تشعر ان الخلاص...
هو الموت....
دخلتُ الى غرفتي...
وكتبتْ:" انا ذاهبة، لمكان بعيد. آسفة امي، لانني سأبكيكِ بغيابي واحرق روحك لابتعادي... آسفة ابي لانني سأكسر ظهرك وسأنهيك ببعدي.... سامحوني....
اما انتٓ سامحني على ثقتي العمياء، سامحني لانني احببتك اكثر من نفسي..... عند ضعفي اتيت واعطيتني قوة وثقة بنفسي غير محدودة. ساعدتني للمحاربة وللابتعاد عن كلام الناس القاتل ولسانهم الجارح. ولكن عند خروجك من حياتي ايها الكاذب دمرتني، انكسرت ولم اعد استطيع السير خطوة في هذه الحياة....
اما انتم، يا رفاق الدرب... فنعم انا حشرة، سمينة، حمقاء..... انا مثلما قلتم.... سامحوني لكنني صدقتم.... انا لا استحق العيش... لماذا لم تصمتوا؟؟ لماذا قتلتوني بكلامكم السام.... لم اعد استطيع النظر بنفسي في المرآة، لم اعد استطيع الخروج من المنزل. فأنا اخاف، اخاف من عيون الناس اذ نظروا الي، اخاف من همسهم وضحكهم عليّ... قُتِلَتْ ثقتي بنفسي بفضلكم، فشكرًا لقد نجحتم، الى اللقاء واتمنى بعد ذهابي صمتكم.... فأرجوكم كفى، كفى..... اسفة على ضعفي امي وابي اسفة........."
فتحتُ علبة الدواء واخذتها كلها.... ونمتُ وانا مبتسمة.... نمتُ نومًا هانئاً لا عودة منه.... نومًا لن استفيق منه.....وداعًا.....

كفى (الجزء الأول)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن