* التنظيم والاجتهاد *
أختي الطالبة: هنالك طريقان للنجاح الدراسية لا غنى لكل مريدة للنجاح عنهما:
التنظيم: وهو منهج ينبغي أن تسلكه الطالبة في حياتها عامة، وفي مشروعها الدراسية خاصة.
والتنظيم في الحياة الدراسية يشمل ثلاثة أمور:
الأمر الأول: تنظيم الأفكار.
الأمر الثاني: تنظيم الوقت.
الأمر الثالث: تنظيم العمل.1- تنظيم الأفكار: والمقصود به التمييز بين الأهم منها والمهم، وترتيبها بحسب الأولويات، فالطالبة الحكيمة هي التي تنظر إلى واجباتها المدرسية بحسب أهميتها في التخصص، فالمواد العلمية في التخصص العلمي ذات شأن مقارنة بالمواد الأدبية، والعكس يصح إذا ما كانت الطالبة ذات تخصص أدبي.. فكلما كانت الأخت الطالبة أكثر إحاطة بالأهم في دراستها وتمييزه عمن دونه كانت جديرة بالتوفيق.. لأن تقديرها للواجبات الأساسية يدفعها بالضرورة لبذل تركيز أكثر.. وإعطاء تلك الواجبات حقها من الوقت والجهد.
2- تنظيم الوقت: وهو شرط لازم للنجاح على كل حال.. وبحسب تقدير الطالبة لوقتها يكون نجاحها، والطالبة المثالية هي التي تمتلك تصورًا واضحًا عن خريطة وقتها اليومي.. كما تمتلك تصورًا دقيقًا عن الواجبات التي عليها.. ولذلك فهي تعمل جاهدة على تخصيص القدر الكافي من الوقت لكل واجب أساسي في دراستها.. طبعًا هذا يتطلب منها شيئين:
الأول: هو التنظيم اليومي المسبق لأفكارها، فهي لا تعجز عن كتابة مسؤولياتها اليومية في ورقة خاصة، تعد نفسها أن لا تغرب عليها الشمس إلا وقد أنجزت مسؤولياتها بنجاح، سواء كانت مراجعة أم كتابة أم حفظًا أم مدرسة أم غير ذلك من صور أداء المسؤوليات الدراسية.
الثاني: هو تحديد الفراغات الزمنية اللازمة لكل واجب بحسب حجمه ومتطلباته، والإصرار على ذلك التحديد هو ما يجعل الطالبة المثالية الطموحة تقتل الفراغات الزمنية مهما كان شأنها كل تستثمرها في اجتهادها ما لم يتعارض ذلك مع واجباتها الدينية كالصلاة مثلاً.
وهذا كله يستلزم من الأخت المسلمة امتلاك جدول زمني يحمل في خاناته فراغات زمنية ثابتة للواجبات الدراسية الثابتة.
3- تنظيم العمل: وهو يمثل القوة العملية التنفيذية في منهج التنظيم ويمكن أن نسميه بمنهج الدراسة.. أو منهج أداء الواجبات الدراسية.
فكثير من الطالبات ينظمن أفكارهن، ويجددن الأولى في مسؤولياتهن، وكذلك ينظمن أوقاتهن بشكل دقيق، لكن طريقة تعاطيهن مع الواجبات تكون سلبية إلى حد كبير مما يشكل فجوة في عملية التنظيم برمتها.
ولذا – أختي الطالبة – فعملية تنظيم العمل تقتضي أمورًا أساسية هي:
1- التفرغ التام قبل البدء في أداء الواجبات: سواء حفظًا أو درسًا أو نحو ذلك؛ لأن الانشغال الذهني يؤثر سلبًا على عملية التركيز.
2- التركيز: في عملية الحفظ أو دراسة التمارين وحلها, تكون الطالبة في أشد الحاجة إلى التركيز الشديد والاقتناع التام ليتم الحفظ أو الفهم بنجاح، وذلك لأن الفهم والحفظ نوعان: سطحي وآخر مركز.. فالحفظ أو الفهم السطحي محدود من حيث مدة بقائه.. بينما الحفظ المركز المعمق يبقى طويلاً في الذاكرة لكنه يحتاج إلى نقطة أخرى وهي:
3- المداومة على المراجعة: فلا يتم الانتقال إلى درس جديد إلا بعد هضم الدرس السابق، لاسيما في التخصصات العلمية التي تكون فيها الدروس أكثر ترابطًا بحيث يستلزم فهم الجديد منها فهم القديم.. وحتى في التخصصات الشرعية والأدبية يشكل تهميش المراجعة هدرًا للأوقات، ويولد تراكمات في الأفكار والمسؤوليات.
4- تحديد الوسائل الأنسب للفهم: فهناك كتب تدعم الفهم.. وهناك وسائل متعددة كالشريط والكمبيوتر والمواقع التعليمية المجانية على الانترنت.. والطالبة المثالية هي التي تستعين بأحسن الوسائل لتسريع فهمها وإتقان دروسها. فتشتري الكتب الأنسب للتمارين المدعمة للفهم.. وحتى إذا ما فشلت في فهم أو استيعاب المعلومات فإنها لا تتردد في الاستفسار عنها عن طريق رفيقاتها.. أو أساتذتها.
الاجتهاد: فإذا كان التنظيم هو عملية ترتيب وضبط للأفكار والوقت، فإن الاجتهاد يمثل الطاقة الفاعلة في التنفيذ.. إذ هو قوة معنوية داخلية تتفجر طموحًا فلا تجد الطالبة الجادة معه راحتها إلا إذا أنجزت ما تطمح إليه.. والاجتهاد شرط النجاح.. وما نال من نال.. ولا كسب من كسب.. بالخمول والكسل؛ لأن الحياة التي خلقها الله مجبولة على المدافعة والمكابدة.. كما قال تعالى: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ( [البلد: 4] أي: يكابد أمور الدنيا والآخرة.
ولأجل هذا فإن الطالبة المثالية تدرك أن عليها أن تشقى بالحفظ والتفتيش والمطالعة والمراجعة، وأن تبذل جهدًا وطاقة؛ لتنال شرف النجاح وتدرك أن ذلك يتطلب منها التخلص من العادات السيئة، وكبح الشهوات، ومدافعة الرغبات، ومغالبة النفس والصعاب.
ومن الاجتهاد أن تنكب الطالبة على دروسها تحضيرًا وحفظًا وفهمًا.. أولاً بأول.. وأن توسع مداركها وتثري ثقافتها بكل الوسائل الممكنة لاسيما في مجال تخصصها.
أنت تقرأ
الطالبة المثالية
Spiritualإن للطالبة المثالية صفات تميزها وتجعلها جديرة باستحقاق الرفعة والأخلاق الطيبة بين أقرانها.. وفي أسرتها.. وبين الناس أجمعين. وهذه الصفات تتمثل جميعها في حسن تدبيرها لشؤونها الشخصية وواجباتها الدراسية. ومعاملتها مع أسرتها في بيتها.. ومع جلسائها ورفيقا...