أُصْمُتْ

71 2 0
                                    

-هُسْ

يرتفع الصوت كلما ضغطتُ بيدي على أذني ، لا أستوعب الأمر ، لطالما كان هدف إغلاق آذاننا هو كتم الأصوات لكنه يزيد بشدة عند فعلي لذلك .

أخذتُ نفسًا عميقًا والكثير من روائح الحريق والدم ، لم يكن مقصدي إلا الأوكسجين لكنني لم أجده !

جماجمٌ معلقة على بابٍ أسود في منتهى الطريق ، أرعبني المشهد ومن شدة الرعب أرغمتني نفسي على الذهاب ، مشيت بخطوات متعثرة ، أذهب ثلاث وأقف اثنتان
- يا لهذا ، يا لهذا ، جثثٌ في كل مكان و الكثير من الأشلاء
صرختُ حتى التعب ، استلم الآن قلبي المهمة ، أصبح ينبض بسرعة ٍ كبيرة من فرطِ الخوف ، وضعت يدي عليه ، سميتُ بالله كثيرًا وتابعت المشي ...

فتحتُ الباب ، المكان أسود ، هُناك شمعة واحدة حتى أنها أوشكت على الانطفاء بحثت عن طريقة لوقد النار ، أريد ذلك للدفء وليس للرؤية.
أشعلت سيجارتي ، خمسةُ رؤوس تسقط أمام عينيّ مباشرة ، سقطتُ أرضًا وانطفئت سيجارتي !

وقفت رغم ارتجافي ،أبعدت الغبار وحاولت إبعاد الكثير من الدم عن ملابسي ، أشعلت سيجارة أخرى فرأيت أنصاف الأجساد تتساقط أمامي .
هذه المرة لم أتحمل الموقف ، ركضت للخروج فكان الباب مغلقًا ، بكيتُ ولعنتُ الذي قال أن الرجل الذي يبكي ضعيف ، أشعلت سيجارة أخرى علها تُهدأ مني فما كانت النتيجة إلا أوصال البشر تتساقط أمامي وتُطفئها 
- ماذلك ؟! ، أهي السيجارة!؟ ، لُفافة تبغ كانت السبب بذلك !؟
كررت الموقف مرات كثيرة حتى رأيت جثة والدي الذي توفي بسبب التدخين ،بكيت ، سقطت وصرخت ، لكن هذه المرة لم يكن إلا لشيء سأحرقه كما أحرقنا
#لابد_من_الخوف

❤❤ عالم وتين  ❤❤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن