بارت 9

832 47 11
                                    

إجتمع الجميع ما عدا روبرت في المستشفى بعد النكسة التي تعرض لها ريتشارد و كانوا ينتظرون أمام الغرفة التي يتعالج فيها قلقون جدا خاصة كلارا التي كانت تبكي خوفا على حياة زوجها و كان بجانبها جايسون يحاول تهدأتها أما دانيال كان بجانب آنجلي التي كانت قلقة و خائفة هي الأخرى و ما هي إ لا دقائق معدودة حتى وصل روبرت مسرعا في حالة هستيرية و توجه نحوهم و علامات القلق بادية على وجهه.
روبرت: ما الذي حدث ؟ أين عمي؟!!!
وقف دانيال أمامه و قال محاولا تهدأته:
إنه في غرفة العمليات .
روبرت: ماذا ؟!! هل وضعه خطير؟
دانيال: لم يخبرنا الدكتور بالكثير ،نحن ننتظر .
روبرت بعصبية: أين هذا الدكتور الأحمق؟!
دانيال: إهدأ يا بني رجاء.
روبرت: كيف لي أن أهدأ و عمي يموت!!!
و حين وقع نظره على جايسون توجه نحوه بغضب و شده من عنق قميصه قائلا:
إن حصل شيء لعمي سوف أقتلك.
دفعه جايسون بقوة و رد : إبتعد عني ، مزاجي معكر لا تجعلني أكسر أضلعك.
غضب روبرت أكثر و حاول لكم جايسون لكن دانيال شد يده ليمنعه و حين رأت آنجلي ما يحدث و وقع نظرها على كلارا التي كانت تبكي و حزينة جدا صرخت بهما : أ لا تخجلان من أنفسكما؟!
نظرا كل من روبرت و جايسون إليها في حين واصلت: ما هذه الأنانية كلها؟ السيدة كلارا منهارة تماما و أنتما تزيدان الأمر؟ بلة و تتخصمان، ألا يكفي أن السيد ريتشارد في خطر حتى تزيدا الأمر سوءا أكثر!
قالت كلارا بصوت خافت و مخنوق من البكاء: أنا لم أعد أعرفهما قط ، حرصت على تربيتهما مثل الإخوة و لكنني الآن أراهما مثل الأعداء أمامي..يا للأسف.
خجلا كل من جايسون و روبرت من ما فعلاه و إعتذرا من كلارا و قررا الإنتظار كالبقية في هدوء على الرغم أنهما منزعجان من بعضهما...و بعد مدة من الإنتظار خرج الدكتور من الغرفة ليركضوا جميعهم نحوه .
كلارا: كيف حاله يا دكتور؟!!
و أضاف جايسون: هل أبي بخير؟!
الدكتور: على مهلكم لا تقلقوا ، السيد بخير نجى من النوبة القلبية بسلام.
كلارا: الشكر لله.
روبرت: هل يمكننا رؤيته؟
الدكتور: ليس الآن فهو متعب و عليه أن يرتاح.
روبرت: حسنا.
الدكتور: و أنبهكم على أمر مهم جدا لا تزعجوه أبدا فأي أمر صغير كان أم كبير سيصيبه بنوبة مجددا.
قالت كلارا و هي تنظر إلى جايسون: هل فهمت؟
رد جايسون:نعم.
الدكتور: هذا كل شيء ،أستأذنكم لدي مريض آخر.
كلارا: شكرا جزيلا لك.
الدكتور : هذا من واجبي.
بعد أن رحل الدكتور حضنت آنجلي كلارا قائلة: قلت لك سيكون بخير.
كلارا: قلقت عليه كثيرا.
دانيال: من الطبيعي أن تقلقي لكن الآن إبتسمي لأنه بخير.
تسريع أحداث
بعد أن حل المساء و كان دانيال قد غادر المستشفى في حين ان آنجلي بقت هناك بعده لمدة من الوقت حتى تواسي كلارا و بعد أن هدأت الأمور قررت المغادرة من المستشفى لترى من بعيد جايسون يجلس على كرسي الحديقة هناك وحيدا و يضع كفيه على وجهه و يبدو في غاية الحزن لذا قررت الذهاب نحوه و التكلم معه و حين إقتربت منه لم ينتبه لوجودها حتى من كثرة ما كان غارقا في أحزانه.
آنجلي: جايسون ؟
سحبه صوتها من الأفكار التي كان غارقا فيها إلى الواقع ، رد دون أن ينظر إليها: ما الأمر آنجلي ؟
آنجلي: هل أنت بخير ؟
أومأ برأسه نعم ، لكن من نبرة صوته و الطريقة التي كان يتحاشى بها النظر إليها عرفت أنه كان يبكي لذا جلست بقربه و سألته: هل أنت تبكي يا جايسون؟
ضحك ليخفي الأمر و أجابها:أبكي؟! طبعا لا.
آنجلي: من الواضح أنك بكيت لما تخفي الأمر؟
جايسون: إنها مجرد غبار....
قاطعته قائلة: لا ، لا تتحجج بالغبار ...جايسون لا بأس أن تبكي فأنت إنسان و لديك مشاعر و أحاسيس و إن شعرت بالحزن من الطبيعي جدا أن تبكي.
حينها نظر إليها قائلا: أنت محقة.
آنجلي: ٱنظر إلى عينيك ،لقد كنت تبكي حقا ...هل هذا بسبب ما حدث لأبيك.
رد بحزن : أجل.
آنجلي: لا تقلق إنه بخير الآن ،أ لم تسمع ما قاله الدكتور ؟
جايسون: سمعت لكن ما حدث له بسببي، أنا إبن سيء حقا.
آنجلي: لا تقل هذا ، لست كذلك.
جايسون: لا تحاولي مواساتي فأنا لا أستحق ، لقد أهداني والداي كل ما أريده و وفرا لي حياة يحلم بها الجميع و كل ما أراداه مني أن أكون شخصا صالحا و محترما بين الناس لكنني كنت أسبب لهما المتاعب و الإحراج دوما و اليوم تجاوزت كل حدودي و كنت سأتسبب بوفاة أبي.
آنجلي: لقد حدث ما حدث و والدك بخير الآن فلا داعي لهذا الحزن كله ، لقد كنت غاضبا و لم تقصد شيئا.
جايسون: أ تريدين أن تعرفي لما كنت غاضبا ؟
آنجلي: أخبرني.
جايسون: سمعت والدي صباح اليوم يخبر روبرت أن ينتبه لي حتى لا أتصرف بتهور فأحسست وقتها كم أنا تافه في عين أبي و كم أنه يفضل روبرت عني و هذا أمر إكتشفته منذ زمن.
آنجلي: جايسون، والدك يحبك و لا أظنه يفضل أي شخص عنك .
جايسون: لكنه محق إن فضل روبرت عني ،فأنا تافه و عديم مسؤولية.
آنجلي: لا ،لست كذلك.
جايسون: بلى.
آنجلي: دعني أخبرك ما الذي أراه فيك الآن، أرى إبن صالح يتألم و يبكي لمرض أبيه و أرى شخص واعي نادم على ما إقترفه من قبل و هذا شيء جيد يا جايسون.
إبستم جايسون و أجابها: لما تفعلين ذلك؟
ردت باستغراب: أفعل ماذا؟
جايسون : تتصرفين بلطف معي على الرغم أني جرحتك مرارا و تكرارا و لم أكن لطيفا معك يوما.
آنجلي: لأنني أعلم أن بداخلك شخص لطيف و طيب.
جايسون: شكرا لك ، لم أفضض من قبل لأحد بهذه الطريقة.
آنجلي : يمكنك أن تفضفض لي متى شئت.
جايسون: شكرا لك .
آنجلي: توقف عن شكري كل دقيقة.
جايسون: ههه لقد قررت شيئا مهما.
آنجلي: ما هو؟
جايسون: من اليوم فصاعدا سأتغير و سأصحح كل أخطائي.
ردت آنجلي فرحة: هذا خبر رائع ، أنا أشجعك.
جايسون: أولا سأعمل بدل أبي و أتركه يرتاح و ثانيا ....
تردد في قولها و انتبهت آنجلي لذلك.
آنجلي: ثانيا ماذا ؟
جايسون: إنه قرار مهم و لا أعرف كيف سأخبرك به.
آنجلي: تكلم فحسب.
جايسون: س..س...سألغي هذه الخطوبة .

عام سعيد جميعا 🎀🎀🎂🎂🎈🎆🎆🎉🎉🎇🎈🎊🎊 أتمنى ان تتحقق امنياتكم كلها هذه السنة 💕 .
في البارت القادم ستكتشفون ما الذي دفع جايسون لإلغاء الخطوبة؟
و كيف ستكون ردة فعل آنجلي !

هل وقعت في الحب؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن