استند بظهره علي إحدي الصخور الملونة التي تناثرت فوقها وحولها الشعاب المرجانية متباينة الألوان، في موقف آخر كان ليتأمل بانبهار ما هو حوله، ولكن ليس الآن، ليس في تلك اللحظة؛ بينما عقله يغلي كمرجل من كم المعلومات الصادمة التي ألقتها العرافة في وجوههم دون مراعاة لأثرها عليهم، هل اراد ان يعرف ابواه البيولوچيين، ربما لبعض الوقت قد كانت تلك الرغبة هي هاجسه الوحيد عله على اقل تقدير يتخلص من المتنمرين من قرنائه، ربما في لحظات ضعف شعر فيها بحاجته لحضن أمه يغمره دفئها، لحكمة أب يرشده اذا ضل السبيل، ربما تلك الرغبة تضاءلت بمضي السنوات حتى باتت الآن محض ذكرى تجلب الابتسامة الساخرة لثغره، الا انه الآن وقد علم بحقيقة الأمر لا يشعر بالسعادة التي ظن انها ستسري في كامل حواسه عندما كان ساذجًا صغيرًا يتطلع اليها كما يتطلع لهدايا عيد الميلاد، وبالطبع ليس وأبيه هو نفسه ذلك السادي البغيض الذي ألقي باللعنة التي شهد بنفسه تبعاتها وحال ضحاياها رغم كون ذنبهم الوحيد انهم ينتمون لنسل اتارجاتيس.. لم يسعده كل ما سمعه بداخل ذلك الكهف الموحش، لم يبالي ولم يكترث بكونه له أسرة لفظته لخارجها وكأنه ذنب وجب التخلص منه، لقد كبر الآن ولم يعد ذلك الصغير الساذج على أية حال، الا انه لم يستطع ان يسيطر على فضوله حول والدته، سؤاله لتلك الشمطاء التي رفضت في المقابل اخباره بأي معلومة عنها قبل تحصله علي ذلك الرمح الثلاثي.. لقد كانت تلك هي صفقتها الرابحة، الرمح مقابل المتبقي من معلومات لديها.. لقد سمع العديد من الحكايا عن برمودا من الصيادين المحليين وتجنبهم تلك المنطقة التي تهلك زوارها دون سابق إنذار، ربما وقتها سخر من الأمر الا انه الآن وبينما هو في طريقه الى ذات الوجهة يشعر ببعض التوتر وقد بدأ يفكر جديًا في تلك القصص المرعبة التي لم يكفوا عن الحديث عنها، فهناك يوجد رمح بوسايدن ثلاثي الرؤوس، رمح ابيه الذي جعل تلك المنطقة محاطة بالعواصف والدوامات البحرية التي تبتلع كل من يحاول الإقتراب منها فقط كي يبعد كل من تسول له نفسه الاقتراب مما يخصه، من سلاحه الأسطوري الذي هو أثمن من ان يقع في اليد الخطأ؛ وكأنه ليس هو نفسه ذلك الشخص الخطأ!
وكما أخبرته العرافة لن يستطيع أحد الإقتراب من تلك المنطقة سوى من تسري دماء بوسايدن في عروقه، لذلك رفض اصطحاب كل من سييرا و بلومينا رغم علمه بحاجته لهن في رحلته المحفوفة بالمخاطر، ربما اكتشف بالمصادفة امتلاكه لقوى سحرية ولكنه لا يعرف حتى كيف قام بها.. زفر بخفوت وهو يحاول اغماض عيناه عله يحظي ببعض الراحة قبل استئنافه لرحلته سابحًا بسرعته الآدمية! .. لقد أخبرته العرافة انه له القدرة علي الوصول لأي مكان يريده بمجرد التفكير به، ان يسبح بسرعة أكبر من كل ساكني الأعماق ولكنه وعلى الرغم من محاولاته الحثيثة قد فشل.. ابتسم بسخرية، وما الجديد ! تلاعبت أنامله بالقلادة المعلقة برقبته والتي أهدتها له العرافة لتعينه علي الوصول لوجهته وحاول النوم من جديد،،
أنت تقرأ
أتارجاتيس
Viễn tưởngلعنة أطلقت منذ قديم الأذل سببها قصة حب أفلاطونية انتهت نهاية مأساوية وسقط علي إثرها العديد من الضحايا فهل لها من فكاك أم ستبقي تلاحق الطرف المذنب ونسله الملعون الي الأبد !