Part 1

2.1K 69 29
                                    

هتافاتٌ هنا وهناك
،أكتافٌ تحملُ نعشاً، شهيدٌ بعمر الزهور
محمول على الأكتاف يلقى ربه بدمه!

قصة بطل ولد ليكون مضرباً للمثل في الشجاعة والبسالة، إتخذ من أبي الفضل العباس قدوةً له، لا يهاب شيء سوى الله، هذا هو شهيدنا ، الجندي العاشق.

-----------------------------

يجلس كعادته في كل مساء بجوار والدته في تلك الغرفة الصغيرة مستقبلاً للتلفاز وهو يقلب في قنواته بملل شديد.

استوقفه ذلك الخبر الذي شاهده على احدى القنوات الإخبارية وهو خبر عن فتوى الجهاد التي اطلقتها المرجعية الدينية في النجف الأشرف وكان الخبر كالتالي :

  على المواطنين الذين يتمكنون من حمل السلاح التطوع في صفوف القوات الأمنية للدفاع عن العراق وفي حين أشارت إلى أن العراق يواجه تحدياً كبير فإنها أكدت أن مسؤوليه التصدي للإرهاب هي مسؤولية الجميع ولا تختص بطائفةً دون الأخرى أو أطراف دون الأخرى وشدد أن طبيعة المخاطر تقضي الدفاع عن الوطن وأهله وأعراضه ومواطنيه وهو واجب كفائي.
وختم وكيل المرجعية كلامه بنص فتوى الجهاد قائلاً:
وأن من يضحي في سبيل الدفاع عن وطنه وأهله وأعراضه فأنه يكون شهيدا. 

شعر علي أن الأرض لم تعد تسعه لشدة سعادته بما سمع، لقد أخذته الغيرةُ والحمية وشعر إنه أخيرا ً يستطيع العروج الى مكانه الحقيقي حيث يستطيع أن يقول "لبيك ياحسين" وهو مناصرٌ للحسين قولاً وفعلا.
ذلك الخبر قد قلب حاله رأساً على عقب حتى بدى أن قلبه  يكاد يرفرف كالطير الذي أطلق صراحه للتو ولا يعرف ما يفعل ! تشتت لدرجة انه لم يعلم ماذا يفعل من فرط سعادته، سعادته هذه كانت المرة كانت مختلفة ويعلم أنها ستقوده لمنيته.

واخيراً انتبه لحاله وأفاق من شروده فاخذ يصرخ بالصلوات
بأعلى صوته قائلاً: اللهــم صـلِ علـى محمــد وآل محمــد.

اجتمع كل من في المنزل على صوته واستغربوا حاله التي لم تكن تفسرها الكلمات فلا أحد منهم يعلم
حقيقة ما حدث ولِمَ صرخ علي بتلك الطريقة !
كادت والدته أن تتكلم سائلةً إياه عن سبب صراخه إلا أنه بادرها بالأحضان وهو يهتف "

" لاشك أن لطف الله شملني يا عزيزتي كي أنال هذا الشرف ياالله ما أرحمك "

_ماذا حدث ياعلـي؟

" كان هذا صوت والده الذي تساءل عن سبب صراخ علي وحالته الغريبة، ليجيبه الآخر ضاحكاً وهو يقول:
لقد أعلن سماحته فتوى الجهاد يا أبتي ، مرجعنا أعلن فتوى الجهاد ولابد أن ألتحق بساحات العز والوغى_

صمتٌ خيم على الجميع فور سماعهم كلام علي قطع ذلك الصمت صوت قهقهة عالية كان مصدرها أخاه الأكبر الذي قال ساخراً :
عن أي جهاد تتحدث؟ هل أنت مجنون! أتريد أن تذهب للدفاع عن أصحاب المناصب والسياسة واصحاب المذاهب الأخرى، لاشك أنك بلا عقل !

_بلى ياسجاد أنا مجنون، مذ عشقت الله عشقته لدرجة أن الحياة لم تعد تسعني، هذا القلب يتمزق المً لِم يرى من دم يسفك وحرمةٌ تُستباح، عن أطفالٍ تُقتلُ بلا ذنب، ومخدرةٌ ينتهكُ خدرها، نعم أنا مجنون لأني لم أعد أهوى هذه الدنيا وبتُ أبحثُ عن طريقٍ يوصلني سريعاً إلى  معشوقي، في كل ليلة تنقطع أنفاسي على سجادتي وأنا ارجو أن تخرج روحي من جسدي علني أستريح من هذه الدنيا التي قال عنها أمير المؤمنين(عليه السلام ) أنها سجنٌ للمؤمن!.

هنا اجهشت والدت علي بالبكاء بينما تجمعت الدموع بعيون والده وهو يرى ابنه وفلذة كبده قد أقدم على السفر في طريق لا رجعة منه أبداً، إنه طريق الشهادة...

أما سجاد فلقد تصلب في مكانه كالحجر ولم يبدي ردة فعل بل أنه قرر الخروج من المنزل مسرعاً هارباً من الوداع الأخير!.

توجه علي إلى غرفته متجاهلاً أي كلمة أخرى قد تصدر من أفراد عائلته تريد أن تثنيه عما عزم عليه، توسد سريره وراح يفكر في أمر الجهاد وكم كان يحلم بأن يكون شهيداً،
طرقاتٌ على الباب أخرجته من أحلامه التي جابت مخيلته، قرأ البسملة ودعى أن لا يكون الطارق ممن يريدون خمد عزيمته، واخيراً فتح الباب ودخلت أخته التوأم زهراء، عزيزةُ قلبه كما كان يسميها علي فلقد كانت قريبة إلى قلبه أكثر من غيرها وقطعة من روحه.

وقفت أمامه وعيونها تنطق قبل شفاهها، لم تتكلم ابداً وإنما ابتسامتها التي امتزجت بدموعها كانت تشرح حالتها المضطربة، خوفٌ وسعادة، فخرٌ وقلق، عزٌ و ألم!

كانت أحاسيسها مشتتة، نعم تريد لأخيها أن يكون مجاهداً فقط تريد له أن يكون شهيداً !
تعلم أن شهادته فيها سعادته ولكنها تخشى فراقه، تخشى أن تنام ليلها وتصبح ذات يوم وهو غير موجود!

تقدم منها ومسح تلك القطرات المالحة التي علقت على وجنتيها عيونها المحمرة من كثرة البكاء قطعت أنياط قلبه، قبل جبينها وهمس قائلاً:

زهرائي أنتِ تعلمين بأن هذا حلمي أليس كذلك؟

_لقد وعدتني ذات يوم ياعلي بأنك لن تتركني وحدي وستمسك بيدي يا أخي وتكون لي كالعباس مع زينب إذن أين وعدك ؟

_وها أنا أوفي بوعدي لكِ يازهرتي إذ أن غيرة العباس قد عصفت بداخلي وهي من تدفعني لساحات الجهاد، أنا أريد أن أدافع عن خدركِ يا أختي الحبيبة كما دافع العباس عن خدر أخته وحبيبته زينب إلى آخر رمق، حتى فدى خدرها
بحياته.

قالها لتجهش هي ببكاءٍ مرير وقد علمت من كلامه بأنه قرر الرحيل ورحيله هذا لا رجعة فيه ابدا.

يجلس كعادته في كل مساء بجوار والدته في تلك الغرفة الصغيرة مستقبلاً للتلفاز وهو يقلب في قنواته بملل شديد.

استوقفه ذلك الخبر الذي شاهده على احدى القنوات الإخبارية وهو خبر عن فتوى الجهاد التي اطلقتها المرجعية الدينية في النجف الأشرف وكان الخبر كالتالي :

  على المواطنين الذين يتمكنون من حمل السلاح التطوع في صفوف القوات الأمنية للدفاع عن العراق وفي حين أشارت إلى أن العراق يواجه تحدياً كبير فإنها أكدت أن مسؤوليه التصدي للإرهاب هي مسؤولية الجميع ولا تختص بطائفةً دون الأخرى أو أطراف دون الأخرى وشدد أن طبيعة المخاطر تقضي الدفاع عن الوطن وأهله وأعراضه ومواطنيه وهو واجب كفائي.
وختم وكيل المرجعية كلامه بنص فتوى الجهاد قائلاً:
وأن من يضحي في سبيل الدفاع عن وطنه وأهله وأعراضه فأنه يكون شهيدا. 

شعر علي أن الأرض لم تعد تسعه لشدة سعادته بما سمع، لقد أخذته الغيرةُ والحمية وشعر إنه أخيرا ً يستطيع العروج الى مكانه الحقيقي حيث يستطيع أن يقول "لبيك ياحسين" وهو مناصرٌ للحسين قولاً وفعلا.
ذلك الخبر قد قلب حاله رأساً على عقب حتى بدى أن قلبه  يكاد يرفرف كالطير الذي أطلق صراحه للتو ولا يعرف ما يفعل ! تشتت لدرجة انه لم يعلم ماذا يفعل من فرط سعادته، سعادته هذه كانت المرة كانت مختلفة ويعلم أنها ستقوده لمنيته.

واخيراً انتبه لحاله وأفاق من شروده فاخذ يصرخ بالصلوات
بأعلى صوته قائلاً: اللهــم صـلِ علـى محمــد وآل محمــد.

اجتمع كل من في المنزل على صوته واستغربوا حاله التي لم تكن تفسرها الكلمات فلا أحد منهم يعلم
حقيقة ما حدث ولِمَ صرخ علي بتلك الطريقة !
كادت والدته أن تتكلم سائلةً إياه عن سبب صراخه إلا أنه بادرها بالأحضان وهو يهتف "

" لاشك أن لطف الله شملني يا عزيزتي كي أنال هذا الشرف ياالله ما أرحمك "

_ماذا حدث ياعلـي؟

" كان هذا صوت والده الذي تساءل عن سبب صراخ علي وحالته الغريبة، ليجيبه الآخر ضاحكاً وهو يقول:
لقد أعلن سماحته فتوى الجهاد يا أبتي ، مرجعنا أعلن فتوى الجهاد ولابد أن ألتحق بساحات العز والوغى_

صمتٌ خيم على الجميع فور سماعهم كلام علي قطع ذلك الصمت صوت قهقهة عالية كان مصدرها أخاه الأكبر الذي قال ساخراً :
عن أي جهاد تتحدث؟ هل أنت مجنون! أتريد أن تذهب للدفاع عن أصحاب المناصب والسياسة واصحاب المذاهب الأخرى، لاشك أنك بلا عقل !

_بلى ياسجاد أنا مجنون، مذ عشقت الله عشقته لدرجة أن الحياة لم تعد تسعني، هذا القلب يتمزق المً لِم يرى من دم يسفك وحرمةٌ تُستباح، عن أطفالٍ تُقتلُ بلا ذنب، ومخدرةٌ ينتهكُ خدرها، نعم أنا مجنون لأني لم أعد أهوى هذه الدنيا وبتُ أبحثُ عن طريقٍ يوصلني سريعاً إلى  معشوقي، في كل ليلة تنقطع أنفاسي على سجادتي وأنا ارجو أن تخرج روحي من جسدي علني أستريح من هذه الدنيا التي قال عنها أمير المؤمنين(عليه السلام ) أنها سجنٌ للمؤمن!.

هنا اجهشت والدت علي بالبكاء بينما تجمعت الدموع بعيون والده وهو يرى ابنه وفلذة كبده قد أقدم على السفر في طريق لا رجعة منه أبداً، إنه طريق الشهادة...

أما سجاد فلقد تصلب في مكانه كالحجر ولم يبدي ردة فعل بل أنه قرر الخروج من المنزل مسرعاً هارباً من الوداع الأخير!.

توجه علي إلى غرفته متجاهلاً أي كلمة أخرى قد تصدر من أفراد عائلته تريد أن تثنيه عما عزم عليه، توسد سريره وراح يفكر في أمر الجهاد وكم كان يحلم بأن يكون شهيداً،
طرقاتٌ على الباب أخرجته من أحلامه التي جابت مخيلته، قرأ البسملة ودعى أن لا يكون الطارق ممن يريدون خمد عزيمته، واخيراً فتح الباب ودخلت أخته التوأم زهراء، عزيزةُ قلبه كما كان يسميها علي فلقد كانت قريبة إلى قلبه أكثر من غيرها وقطعة من روحه.

وقفت أمامه وعيونها تنطق قبل شفاهها، لم تتكلم ابداً وإنما ابتسامتها التي امتزجت بدموعها كانت تشرح حالتها المضطربة، خوفٌ وسعادة، فخرٌ وقلق، عزٌ و ألم!

كانت أحاسيسها مشتتة، نعم تريد لأخيها أن يكون مجاهداً فقط تريد له أن يكون شهيداً !
تعلم أن شهادته فيها سعادته ولكنها تخشى فراقه، تخشى أن تنام ليلها وتصبح ذات يوم وهو غير موجود!

تقدم منها ومسح تلك القطرات المالحة التي علقت على وجنتيها عيونها المحمرة من كثرة البكاء قطعت أنياط قلبه، قبل جبينها وهمس قائلاً:

زهرائي أنتِ تعلمين بأن هذا حلمي أليس كذلك؟

_لقد وعدتني ذات يوم ياعلي بأنك لن تتركني وحدي وستمسك بيدي يا أخي وتكون لي كالعباس مع زينب إذن أين وعدك ؟

_وها أنا أوفي بوعدي لكِ يازهرتي إذ أن غيرة العباس قد عصفت بداخلي وهي من تدفعني لساحات الجهاد، أنا أريد أن أدافع عن خدركِ يا أختي الحبيبة كما دافع العباس عن خدر أخته وحبيبته زينب إلى آخر رمق، حتى فدى خدرها
بحياته.

قالها لتجهش هي ببكاءٍ مرير وقد علمت من كلامه بأنه قرر الرحيل ورحيله هذا لا رجعة فيه ابدا.

يجلس كعادته في كل مساء بجوار والدته في تلك الغرفة الصغيرة مستقبلاً للتلفاز وهو يقلب في قنواته بملل شديد.

استوقفه ذلك الخبر الذي شاهده على احدى القنوات الإخبارية وهو خبر عن فتوى الجهاد التي اطلقتها المرجعية الدينية في النجف الأشرف وكان الخبر كالتالي :

  على المواطنين الذين يتمكنون من حمل السلاح التطوع في صفوف القوات الأمنية للدفاع عن العراق وفي حين أشارت إلى أن العراق يواجه تحدياً كبير فإنها أكدت أن مسؤوليه التصدي للإرهاب هي مسؤولية الجميع ولا تختص بطائفةً دون الأخرى أو أطراف دون الأخرى وشدد أن طبيعة المخاطر تقضي الدفاع عن الوطن وأهله وأعراضه ومواطنيه وهو واجب كفائي.
وختم وكيل المرجعية كلامه بنص فتوى الجهاد قائلاً:
وأن من يضحي في سبيل الدفاع عن وطنه وأهله وأعراضه فأنه يكون شهيدا. 

شعر علي أن الأرض لم تعد تسعه لشدة سعادته بما سمع، لقد أخذته الغيرةُ والحمية وشعر إنه أخيرا ً يستطيع العروج الى مكانه الحقيقي حيث يستطيع أن يقول "لبيك ياحسين" وهو مناصرٌ للحسين قولاً وفعلا.
ذلك الخبر قد قلب حاله رأساً على عقب حتى بدى أن قلبه  يكاد يرفرف كالطير الذي أطلق صراحه للتو ولا يعرف ما يفعل ! تشتت لدرجة انه لم يعلم ماذا يفعل من فرط سعادته، سعادته هذه كانت المرة كانت مختلفة ويعلم أنها ستقوده لمنيته.

واخيراً انتبه لحاله وأفاق من شروده فاخذ يصرخ بالصلوات
بأعلى صوته قائلاً: اللهــم صـلِ علـى محمــد وآل محمــد.

اجتمع كل من في المنزل على صوته واستغربوا حاله التي لم تكن تفسرها الكلمات فلا أحد منهم يعلم
حقيقة ما حدث ولِمَ صرخ علي بتلك الطريقة !
كادت والدته أن تتكلم سائلةً إياه عن سبب صراخه إلا أنه بادرها بالأحضان وهو يهتف "

" لاشك أن لطف الله شملني يا عزيزتي كي أنال هذا الشرف ياالله ما أرحمك "

_ماذا حدث ياعلـي؟

" كان هذا صوت والده الذي تساءل عن سبب صراخ علي وحالته الغريبة، ليجيبه الآخر ضاحكاً وهو يقول:
لقد أعلن سماحته فتوى الجهاد يا أبتي ، مرجعنا أعلن فتوى الجهاد ولابد أن ألتحق بساحات العز والوغى_

صمتٌ خيم على الجميع فور سماعهم كلام علي قطع ذلك الصمت صوت قهقهة عالية كان مصدرها أخاه الأكبر الذي قال ساخراً :
عن أي جهاد تتحدث؟ هل أنت مجنون! أتريد أن تذهب للدفاع عن أصحاب المناصب والسياسة واصحاب المذاهب الأخرى، لاشك أنك بلا عقل !

_بلى ياسجاد أنا مجنون، مذ عشقت الله عشقته لدرجة أن الحياة لم تعد تسعني، هذا القلب يتمزق المً لِم يرى من دم يسفك وحرمةٌ تُستباح، عن أطفالٍ تُقتلُ بلا ذنب، ومخدرةٌ ينتهكُ خدرها، نعم أنا مجنون لأني لم أعد أهوى هذه الدنيا وبتُ أبحثُ عن طريقٍ يوصلني سريعاً إلى  معشوقي، في كل ليلة تنقطع أنفاسي على سجادتي وأنا ارجو أن تخرج روحي من جسدي علني أستريح من هذه الدنيا التي قال عنها أمير المؤمنين(عليه السلام ) أنها سجنٌ للمؤمن!.

هنا اجهشت والدت علي بالبكاء بينما تجمعت الدموع بعيون والده وهو يرى ابنه وفلذة كبده قد أقدم على السفر في طريق لا رجعة منه أبداً، إنه طريق الشهادة...

أما سجاد فلقد تصلب في مكانه كالحجر ولم يبدي ردة فعل بل أنه قرر الخروج من المنزل مسرعاً هارباً من الوداع الأخير!.

توجه علي إلى غرفته متجاهلاً أي كلمة أخرى قد تصدر من أفراد عائلته تريد أن تثنيه عما عزم عليه، توسد سريره وراح يفكر في أمر الجهاد وكم كان يحلم بأن يكون شهيداً،
طرقاتٌ على الباب أخرجته من أحلامه التي جابت مخيلته، قرأ البسملة ودعى أن لا يكون الطارق ممن يريدون خمد عزيمته، واخيراً فتح الباب ودخلت أخته التوأم زهراء، عزيزةُ قلبه كما كان يسميها علي فلقد كانت قريبة إلى قلبه أكثر من غيرها وقطعة من روحه.

وقفت أمامه وعيونها تنطق قبل شفاهها، لم تتكلم ابداً وإنما ابتسامتها التي امتزجت بدموعها كانت تشرح حالتها المضطربة، خوفٌ وسعادة، فخرٌ وقلق، عزٌ و ألم!

كانت أحاسيسها مشتتة، نعم تريد لأخيها أن يكون مجاهداً فقط تريد له أن يكون شهيداً !
تعلم أن شهادته فيها سعادته ولكنها تخشى فراقه، تخشى أن تنام ليلها وتصبح ذات يوم وهو غير موجود!

تقدم منها ومسح تلك القطرات المالحة التي علقت على وجنتيها عيونها المحمرة من كثرة البكاء قطعت أنياط قلبه، قبل جبينها وهمس قائلاً:

زهرائي أنتِ تعلمين بأن هذا حلمي أليس كذلك؟

_لقد وعدتني ذات يوم ياعلي بأنك لن تتركني وحدي وستمسك بيدي يا أخي وتكون لي كالعباس مع زينب إذن أين وعدك ؟

_وها أنا أوفي بوعدي لكِ يازهرتي إذ أن غيرة العباس قد عصفت بداخلي وهي من تدفعني لساحات الجهاد، أنا أريد أن أدافع عن خدركِ يا أختي الحبيبة كما دافع العباس عن خدر أخته وحبيبته زينب إلى آخر رمق، حتى فدى خدرها
بحياته.

قالها لتجهش هي ببكاءٍ مرير وقد علمت من كلامه بأنه قرر الرحيل ورحيله هذا لا رجعة فيه ابدا.


--------------------

قصة قصيرة ذات طابع مختلف، تتحـدث عن قصـة شـاب عاشق لله، وهي خيالية برمتها.

ملاحظة:
الفصل الأول من القصة مشترك  بيني وبين صديقتي العزيزة THESKYROSE القصة موجودة في حسابها أيضآ ً .

الجندي العاشق (مُكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن