Part 5

339 33 2
                                    

(٥)

بدأ مهدي يقرأ رسالة علي بصوتٍ عالي وجمعٌ من الناس يستمع إليه :

لكَ ايها الأخ الذي طالما كنتَ تتجاهل وجودي وکأنني غير موجود، لك ايها الاخ الذي غيرتك الآيام
وأخذكَ مني رفاق السوء
لكَ أيها الصديق القديم الذي لم يفي بوعده لي إذ أنه وعدني بأن يبقى معي دائماً لكن ملذات الدنيا سرقته مني

أردت أن أراك قبل ذهابي لساحات العشق
ولكن كنت خارج حدود محبتي يا سجاد
كنتَ تعلم بأنني سأرحل ولم تنظر لي حتى بعد سماعك قرار ذهابي، عارضته أجل
وقلت لمَ علي أن أضحي بنفسي من أجل أناس ليسوا من مذهبنا، ولمَ علينا أن نحمي الساسة اللذين تسببوا بهذه الحرب وباعوا ديارهم من أجل المال!
لم يتسنى لي الوقت حينها لأجيبك وها أنا الآن أجيبكَ على سؤالك ومسالتك، سجاد نحن في حقيقية الأمر لا نحمي الساسة وإنما نحمي نسائنا وعوائلنا من أن تصل إليها يد هذا العدو، نحنُ نحمي مقدساتنا من أن تُهدم مثلما حدث مع المساجد والمقدسات في الموصل ونينوى وحتى في سوريا والدول الآخرى التي احتلها هذا التنظيم الغاشم الذي لا يمدُ للدين بصلة، نحن إذا لم نتحرك اليوم نذبحُ غداً كما ذُبح الآف الشباب وتسبى نسائنا ويقتل أطفالنا.
بالإضافة إلى ذلك كله، نحن اليوم لا نحمي أنفسنا فحسب وإنما نحمي كل أنسان فلأنسانية علينا حق وحقها علينا بإن نحمي كل شخص يقول لا الله إلا الله مهما اختلفت ديانته
ومهمها كانت طائفته.
سجاد، أريد أن أخبرك يا أخي بأنني أحبك،
رغم قساوتك معي وجفائک الدائم مازلت احبك
لأنني ياعزيزي مازلت وفياً ولم أخلف بوعدي لك.
أتريد أن تعلم لمَ أكتب لكَ هذه الرسالة؟ أسمع إذن أريد أن أنقل لك الصورة التي أراها الآن،
إنني الآن أرى شبان بعمر الورد جلسوا يتسامرون
مع الرصاصة، ضحكاتهم تردد نداء العشق وهم يصرخون يازهراء،
نثرت حولهم دمائهم كما ينثر الورد حول العريس في زفافه
يسقط على كتف الريح مبتسماً ليمسکه الآخر غابطاً له لأنه نال سعادته الأبدية وزف إلى جنانه.

إن بين المجاهد والسواتر غزلٌ مستمر بصلوات دائمة

ألا تعلم ياأخي العزيز بأن صاحب الزمان يقف معنا الأن ؟
أجل فهو قائدنا الحقيقي ونحن استلمنا رسالته من خلال وكيله مرجعنا العظيم، وهذه الفتوى اتت لتنقذ ارضنا واعراضنا ومقدساتنا اتت لتقول هيهات منا الذلة كما قال جدي الحسين حينما صرخ قائلاً: هيهات منا الذلة
وأنا الآن ادعوك ياصديقي وأنا في آخر لحظاتي إلى أن تلتحق بي ونحلق معاً، فأنا اريد منك أن تفي بوعدك لي أيها الجاحد
،تلثم بالكوفية، وأحمل البندقية
وقبل لي رأس والدتي ويد والدي وجبين مدللتي واخبرهم بأنك وعدتني وعليك أن تفي بوعدك لي.

والآن يارفيقي إلى اللقاء، موعدناهناك حيث مستقر السعداء فالحق بي بسرعة، أنا انتظرك.

من أخوك الغالي علي .

نظر الجميع لسجاد الذي أخذ سلاح علي وكوفيته وارتدى ثيابه وخرج وكأنه علي فلقد كان نسخه طبق الأصل منه.

كان مشهداً مبهراً حقاً جعل النساء تصرخ بقوة بينما والديه لايصدقان بأنهما يقفان أمام سجاد العاصِي!

أراد سجاد أن ينطق بكلماته لكن والده سبقه في كلامه قائلاً:

"اذهب ياحبيب قلب أبيك، أذهب واجب نداء الغيرة، نداء العز ، أذهب ياولدي وأنصر أمام زمانك وأرفع رأسنا كما رفعه اخوك ".

الجندي العاشق (مُكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن