Part 2

586 41 5
                                    

(٢)

شعر علي بأن عائلته ستقابله بالرفض
ربما اقنع زهراء ولكن من المستحيل أن يقنع شقيقه ووالدته فهذا كان واضحاً جداً مُذ صارحهم بقراره، لذا قرر الرحيل ليلاً وبدون علم أي أحد.

قرر أن يشد رحاله لرحلة طويلة، رحلة لا خسران فيها ابداً
،رحلةٌ إلى الله.

صلى علي آخر صلاة له في غرفته الصغيرة وبكى كثيراً ففراق الاحبةِ مؤلمٌ جداً
ولكن قرب لقاءه بالحبيب الأول سيهون عليه بُعد عائلته.

نظر للحقيبة الصغيرة التي أمامه،
حقيبةٌ صغيرة كان قد وضع فيها القرآن الكريم ومفاتيح الجنان وقميصٌ وبنطال وكوفية بيضاء أهداها له أحد اصدقائه،
أخرج مافي جيبه من المال فوجده مبلغاً زهيداً
يكفي لأن يكون اجرة توصله لمكان القتال.

تبسم وهو يشعر بالفخر لأنه سيذهب للقاء الله من دون اثقال أو ذنوب، لامال ولاعائلة ولا اي شيء، سيحمل روحه معه فقط ليقدمها هدية لمولاه صاحب العصر والزمان
ويجيب نداء " ألا من ناصر ينصرني "
فيقول صدقاً وبدمه " لبيك ياحسين ".


" وداعاً أبي، وداعاً أمي، وداعاً اخي وداعاً
زهرائي، وداعاً فاطمتي، أعذروني إذ إنني ذهبت من
دون وداع ولكن لاتلوموني فليس على العاشق من حرج، وأنا والله عاشق وقد هاجرت طالباً بوصال معشوقي"

....................................
وضع علي قدمه على تراب صحراء سامراء
فشعر بقلبه يريد أن يخرج من بدنه من فرط سعادته!
أجل ها هو يجدُ روحه حيث ينتمي، إنه مكانه الحقيقي.

" لمثل هذا اليوم ولدتني أمي"

قالها وهو يركض قاصداً بعض الجنود

استقبله المجاهدون بترحيب حار وقد بان على وجوههم سعادة غامرة لاستقبال رفيقهم الجديد " علي "

من يراهم الآن لايصدق بأنهم يقفون على أبواب الموت فهم أسعد من في الكون، يضحكون ويتسامرون وكأنهم اصدقاء رفقاء سنين.

"إنه سلاحك يابطل، زلزلهم يا علي"

قالها أحد المجاهدين لعلي وهو يقذف بالسلاح له، التقطه الآخر بيده القوية التي تدل على استعداد صاحبها للمعركة وهو يردد قائلاً " زلزلهم بيا علي "

في منزل علي استيقظ الجميع صباحاً
على صوت نحيب زهراء التي وجدت باب غرفة علي مفتوحاً والغرفة خاليةٌ من صاحبها.

أدرك الجميع حينها بأنه رحل ليحقق غايته،
بكت الأم كثيراً والأب يصبر زوجته وابنته،
بينما أنفرد سجاد يدخن سيكارته وهو شارد البال،
من يراه بهذا الهدوء يقول بأنه
لا يهتم لأمر أخاه ولكنه ربما يكون اسوأ حالاً من والدته
فعلي كان صديقه قبل أن يكون أخاه،
كان يحبه مُنذ كان طفلاً ولكن رفقاء السوء أستدرجوا سجاد واوقعوه بشباكهم فابتعد عن رفيق روحه علي.

في مكان آخر كانت فاطمه تجلس بمنزلها شاردة الذهن فلقد قد أحست بانقباض غريب في قلبها هذا الصباح
وعلمت الآن سببه حينما وصلتها رسالةٌ من زهراء شقيقة خطيبها علي وهي تخبرها بٱن علي إلتحق بصفوف مقاتلي
" الحشد الشعبي "

فرت منها دمعة وابتسامة في آنٍ واحد
وقد شعرت بالفخر به وتأكدت من إنها قد أختارت الزوج الصحيح.

الجندي العاشق (مُكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن