لم تكن لدي شهية لتناول العشاء لذا صعدت لغرفتي و اخرجت الصندوق استلقيت على السرير ثم فتحته
انه صدوق موسيقى ... كانت الموسيقى الصادرة عنه جميلة جدا
بمجرد ان فتحته شعرت بشيء غريب
بعدها بمدة غفوت ...
عندما استيقظت كان الظلام دامسا و لم استطع رؤية شيء
مددت يدي احاول ان اتلمس شيئا اتسند اليه
تحسست الجدران و سرت بخطى مترددة
لا يبدو هذا المكان كمنزلي
لكن مهلا ... لازلت اسمع تلك الموسيقى
فتسالت : اين انا
ان كان حلما فهذا يبدو غريبا لانه يبدو قريبا للواقع
فجاة بدا ضوء خافت يطل على المكان
ثم شعرت بيد تمسك يدي
تلك الحركة كادت ان توقف قلبي عن النبض
و ما زاد فزعي ان الذي امسك يدي
هي نفس الفتاة التي رايتها تتبعني
لكن عندما نظرت اليها ...كانت نظراتها طفولية
-ماذا تفعلين هنا ؟ و لما كنت تلاحقينني ؟
اجابتني ببراءة : فلنلعب معا ... انا اشعر بالوحدة
ابعدت يدي و سالتها : اين انا ... هل هذا حلم ؟
استدارت و ابتعدت بضع خطوات تم قالت : صندوق الموسيقى ...
قلت و الحيرة تعلو وجهي : صندوق الموسيقى ... مهلا لقد توقف اللحن
.......
فتحت عيناي فجاة ... كان قلبي يدق بسرعة
- يا الهي لقد كان مجرد حلم ...
نظرت للساعة و قد تاخرت كثيرا.... لذا استعددت و نزلت بسرعة فتفاجات بسؤال جدتي لي
- الى اين تذهبين
- الى المدرسة ... اجبتها و الاستغراب يعلو وجهي
اقتربت مني جدتي و لمست جبيني : هل انت بخير ؟
سالتها بتعجب : انا بخير ... لماذا ؟
- لا توجد مدرسة اليوم ... اليوم هو يوم السبت
صدمت لما قالته : يبدو ان الامور اختلطت علي
الجدة : حسنا اجلسي الافطار سيجهز بعد قليل
و على طاولة الاكل عم الهدوء بيننا
عادة لا يحدث هذا
لكن فجاة كسرت جدتي ذلك الصمت
- ذلك الصندوق في غرفتك هل هو لك ؟ عندما مررت على غرفتك سمعتك تهمسين .. لقد كنت تحلمين و لكن انا استغربت بوجود ذلك الصندوق .. اول مرة اراه
جعلني كلامها هذا ارتبك لذا قلت : ل لقد اشتريته اعجبني شكله فاشتريته
الجدة : و لما تسرفين نقودك على اشياء كهذه
اجبتها و لا زال الارتباك يسيطر علي : كان سعره رخيصا ... كما انه لا يزال يعمل
تنهدت جدتي قائلة : حسنا انها نقوذك و افعلي ما شئتي .. لكن انا لا اريدك ان تبذري النقود على اشياء لا معنى لها
- لم يسبق ان كان لي صندوق موسيقي ... فيه لحن جميل جدا
بعدها اكملت تناول طعام الافطار