الجزء الأول

311 1 3
                                    

الجزء الأول

يوم 13/7/2008 بداية حياة مصطفي المهنية ، الجديدة نوعا ما ، او نقلة في مسار حياته ، راهب من رهبان العلم ، متنظر مستقبل غير واضح  في معمل من معامل التجارب علي الأدوية – لوتالين  lotalen  - هي دا كل خطوة ممكن اي حد يحتاجها زي مصطفي لدخول عالم العلم ، في انتظار المقابلة مع صاحب المعمل الدكتور : عبد الواحد المنصوري ،من أشهر العلماء في مجال التجارب و الأبحاث علي مستوي العالم  ، ويشتغل لحسابه فقط نظرا لإنتاج معمله من الأدوية في كلا من مصر و باريس ، مخطرش في بال مصطفي اللي ممكن كان يحصل له في المقابلة ، المعلومات اللي يعرفها عن الدكتور قليلة .... مكتب الانتظار في أول المعمل ... بسيط يسوده الهدوء كهدوء السابق للدغ الثعبان ... السم اللي ممكن يتنشر ويكون اخطر مادة في دمه ، وكل لدغه و ليها دواء ... دا شعار الدواء و الداء ,,, الكأس و الثعبان ... الإ ان الرسمة اللي كانت موجودة علي حيطة من لون رمادي كانت صعبة علي دارس العلوم انه يفهم في فنون الرسم ... ثعبان في جسد رجل مختلطين ، وفي أول باب المعمل ... الدكتور عبد الواحد معروف عنه انه غير متوقع .. ولم ينقطع الدعاء من فم مصطفي ، بالنسبة لشخص في حجم جسده لازم يخاف ، البدلة اللي لابسها احتاجت اكتر من مرة تعديل عشان تيجي علي مقاسه ...   كان لازم يدعي كدعاء المظلوم في ليلة سودا علي الظالم . دخل مصطفي المكتب الخاص بالدكتور ... رأس الكتور أصلع وبها شعر أبيض و أسود و بلطو متسخ جدا   ، منظر يدل علي عالم لسه خارج من تجربة صعبة ، بس دا مأثرش انه كان قدام شخص واثق لدرجه الجنون ... وممكن العبقرية

ودار الحوار بينهم ، دخل مصطفي المكتب بعد طلب الدكتور دخوله

- السلام عليكم دكتور عبد الواحد . بدأ مصطفي الكلام مبتسما

- وعليكم السلام ... أممم مصطفي صح . ناظرا للملف اللي بأيده

- ايوا حضرتك يا دكتور مصطفي عادل

- أنا شفت السي في المرسل لينا الخاص بيك .... أيه اللي يخليك تفتكر أنك تتقدم للوظيفة دي لو كنت لسه طالب بكلية العلوم . قالها الدكتور عبد الواحد بتحدي معروف عنه ... دا اللي خلي مصطفي خاف

رد مصطفي بحيرة ، خمس سنين كانت مشقة و تعب و أنكار الدنيا و ما فيها من أجل سؤال بسيط زي كدا : أكيد يا دكتور هيكون حلم بعيد اني أدخل معملك الكبير .

عقد الدكتور عبد الواحد حاجبيه متسأل : يعني انت مش طموح عشان تبتكر و تنتج الادوية اللي ممكن تساعدك و تساعد الأخرين ... صح ؟

تقلص مصطفي في الكرسي و حس بأن الغرفة تبتلعه تماماً وكان – بيشر- عرق فقال : يا دكتور ... انا درست كل شئ مختص بالمواد الكيميائية و النواحي البيولوجية لأجسام الحيوانات كلها ... أقدر أحلل أي مادة ممكن اي كائن حي يفرزها .

دخل الدكتور عبد الواحد في صمت متحركا من كرسيه مع مداعبة ازهار المكتب في شدت مصطفي كأنه مشفهاش أول مرة ، عمود حديد في ركن من أركان الغرفة متعلق عليها زهور لها رائحة تشد اي حد ، ومنظرها غريب ، قطع زهرة من الزهور بمقص خاص ، و قعد قدام مصطفي وجها لوجه و قدم لمصطفي زهرة منها و قاله : دي زهرة نادرة من زهور الأوركيد ، نوعها أصبح شبه منقرض ، و بتتزرع في ظروف خاصة مناسبة للظروف اللي في بيئتها السابقة ، قدامك زهرة واحدة منها تعرف تستخلص منها مادة ...المهم ان المادة دي مش الوحيدة اللي قدامك ، مهمتك في أول شهر ليك ككميائي  تحت التمرين أنك تصنع ليا دواء أو حاجة تكون المادة الأساسية فيه من الزهرة دي ... انت ممكن تكون مش خريج صيدلة .. بس لازم تثبت ليا انك أفضل ... المكان دا للأفضل بس ..... وعايز بحث عن أسم الزهرة و فين مكانها . انتهت المقابلة يا مصطفي عادل .

وكأن دش ماء ساقع نزل علي قطعة من المعدن الساخن ، أبتسم مصطفي أبتسامة صفراء بيشكر بيها الدكتور علي الفرصة ... مع عدم اهتمام من الدكتور اللي قام ورجع عشان يقعد في كرسيه ، قبل ما يمسك المقص و يفتح باب لغرفة مكتوب عليها ممنوع الدخول ، خلت مصطفي يشد عينه علي درجات من الظلام داخل الغرفة ... ومنها مشي مصطفي يضرب أخماسا في أسداس

خرج مصطفي من المكتب في انتظار المجهول ، اختبار شبه مستحيل ... يتحدي كل ما تعلمه في حياته وبص للوحة المتعلقة بره في اول المعمل ... حتي الأن هو في الشارع يتنفس هواء ، ممكن تكون دي نقطة البداية و ممكن تكون نقطة تانية مفيش فرق بين العلم و المستقبل ... كلهم مجهولين ... دا اللي دار في دماغ مصطفي .

لوتالينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن