لوتالين

الجزء السادس

في بداية الساعة 9 الصبح ... الجو مائل للدماء في عين مصطفي ، أول أدراك له أنه مقيد علي ترابيزة في المعمل من جوا ، تاني أدراك أنه في وسط محل جزارة ، و الجسد المتعلق في السقف لحمة بدون ... جلد ، و ثالث مرة كان جمبه خيط طبي و بولستر .... و أسماء مقيدة في حالة صعبة .... أصوات نقاش حاد بين 4 أصوات ، أيه اللي هيحصل ؟؟ ، و ليه نرجع خطوة لورا ؟؟ .... لا يا دكتور الكلام دا هيضرنا .

- أنتوا مجرمين ! ، أنتوا مفيش اكتر منكم وحشية علي وجه الأرض . أسماء بتتكلم بخوف

- عيب يا أسماء تقولي كدا لوالدك .. دا هو سبب أننا ناخد أكبر الجوائز العلمية . رد الدكتور شريف عليها بشفقة متصنعة

قام مصطفي في محاولة أنه يحرك نفسه عشان يحرر نفسه و يحرر أسماء معاه

لكن كان واقف ناحية راسه الدكتور شوقي : لو اتحركت انت هتجمد ، انا معايا المضاد من المادة اللي دهنتك بيها اول مرة ، والمرة دي هتكون بالحقن .

رد مصطفي في جزع و قلق هادي : أنتوا بتعلموا أيه ؟! ، أنتوا كدا بتقتلوا الأنسانية

أنتوا ... أه يا راسي ... أنا هبلغ عنكم .

بسرعة قال شوقي : لو قدرت تتحرك ... انته هتنفذ التعليمات اللي هنقولك عليها بالحرف ... دا دواء هيخليك متخدر شوية ، عشان متقدرش تتحرك او تقاوم .

بدأ الثلاثة يفكوا قيوده بعد ما حقنوه بالمخدر .

بالرغم انه كان مدغدغ من الحادثة ، الإ انه كان مش متخيل أنه هيكون قادر يتحرك ، بدأ يقوم و يقاوم كل التأثير الكبير دا ، بدأ يفتكر قبل الحادثة ايه اللي حصل .. لكن الدكتور المنصوري مسبش قدامه فرصة ... بدأ كلامه بأختزال لايسمح لعمره الشخصي أنه يفسره ....

- مصطفي .. أنت شخص جيد ، فعلا شخص جيد ومجتهد ... لكن العالم الحقيقي لازم يدفع الضريبة .. أو أي حد مكانه يدفعها .. أنت محظوظ كمان ... عشان انت مش هتدفع حاجة ... احنا عايزينك تكمل أخر خطوة في العلاج اللي عملته ... المادة المستخلصة و البكتريا الخاصة – البروبيوتك – كانت فعالة جدا ، فكرتك حوالين أنك تستخدم الخلايا الخاصة بالعرق في جسم الأنسان و تحاول تنشطها في باقي الجسم فكرة عبقرية ... بس مش فكرة نوبل يا مصطفي ! ، أنت عايز توصل لعلاج يقضي علي الحروق و البهاق ... أحنا مش عايزين الخطوة البسيطة دي .

رد مصطفي بأندفاع المخمور أو المتخدر : انا .. مش هسمح .. أبدا ، ايه سفك الدم دا ... عشان ايه .. وليه ؟

- يا مصطفي انا هجاوبك علي أسئلتك حالا .. أحنا عايزين نوصل لسر قوة الجلد ، سر قوته اننا نخليه سلاح في جسم الأنسان ، أسوء نقطة في الجلد أنك لو مات أو اتحرق أنت مش هتقدر ترجعه تاني ، وكمان لو شوفت قصة السامري ، انه...

أتكلم مصطفي تاني : أنتوا مجانين ... أنتوا عايزين الجلد يكون مصدر من ... تخلوه يفهم ... زي الدماغ البشري .... عشان السامري ..

- أيوا يا مصطفي أنت صح ... أنت جبت الفكرة ... أرجوك متتعبش نفسك في الكلام ... وأبدا الشغل حالا ... وأي محاولة لعدم تكملة الخطة بتاعتك في الدوا أنا هعرفه ... الخطة والتقديرات اللي مكتوبة هنا انا رجعتها ... أبدأ أشتغل ... والإ مصيرك هيكون مصير هناء .

وافق مصطفي ولكن بشرط أنهم يسيبوا أسماء .... اللي تقريبا اتهمت والدها بانه مجرم ... وانه مش والدها ولا تعرفه ... وافقوا وبقت تحت حراستهم ... بدأ مصطفي تدور في دماغه أفكار كتير .. أزاي يهرب و ازاي يمشي من المعمل .. وكمان أزاي الدوا اللي هيعمله هيأثر ... أخر خطوة كان بيعملها وتم التصنيع ما يوزاي زجاجتين دوا ... ومفعول المخدر اللي كان في جسمه قل ... و راحوا يستعدوا عشان يربطوه بس في الكرسي .

في لحظة الكهرباء أتقطعت عن المعمل ، أخد مصطفي بسرعة المادة المجمدة من ايد الدكتور كرم ورامها زي رش المياه عليهم والدكتور المنصوري ، الدكتور شريف حاول يضربه لكن كانت ايده اسرع علي وجهه بكلمه ... جري هو و أسماء في العربية الخاصة بيه ... في محاولة للهرب مرة أخري من لوتالين .