العرق كان شديد و غريب علي مصطفي ، أسنانه و جلده و شعر رأسه مر فيهم تيار كهرباء يشغل القاهرة بحالها ، الحالة اللي مر بيها مصطفي من الأسبوع اللي فات ، بدأ يرجع أحساسه تاني لما قرب بجنب جهاز التبريد ، و قرب منه الدكتور كرم بيكلمه : أيه يا مصطفي ؟ مالك ؟ أنت لسه فاكر اليوم دا
رد مصطفي وهو رافع عنيه للسقف وبعد كدا غمض تاني : لا يا دكتور ، بس ليه انا بالذات تجربوا عليا الدوا دا .
رد الدكتور كرم بنفس الأبتسامة : يا مصطفي يا بني مكنش قدامنا غير كدا ، والدوا كمان اللي حطيته انا علي أيدك مكنش ينفع أني احقنه فيك ، أو أديه ليك عن طريق البلع وخصوصا انك كنت شبه متجمد ، وكنا هنجربه علي واحد مريض و لحسن حظك و حظنا دهنا بيه ايدك و تشربت الدواء بسرعة .
مسح مصطفي العرق اللي علي جبهته و وشه في محاولة للرد : لكن يا دكتور دا أول مرة تجربوه علي انسان !! يكون انا أول شخص !! ، و الأثار الجانبية ، لو جلدي أو جهازي المناعي ادمر ، كان ممكن أموت ! و كمان ...
قطعه الدكتور كرم في سرعة : يا دكتور أحمد ربنا انك عايش ، و الدواء دا كمان مش لعلاج حالات التجمد زيك اللي حصلك ، دا مخصص لتعديل بعض خصائص الخلايا المسئولة عن الألم في الجسد البشري ، يعني دلوقتي عندك مناعة ضد الألم كمان .
و مستناش الدكتور كرم و قاطعه : عن أذنك عشان الدكتور شريف عايزني بخصوص بكتريا عايزها مني .
بص مصطفي في حيرة ليهم و للدكتور كرم نفسه ، الدكتور كرم مقلوش الكلام دا في الأول ، كل ما قيل انه دوا تحت التجربة و بس .
رجع مصطفي للشغل علي الجهاز اللي بيعمل علي تخليق بكتريا معينة تتضاف للمادة الأساسية للدواء
تدخلت الدكتورة أسماء بشدة لما بدأ يشتغل وقالت : يا دكتور مصطفي ، اللي بتعمله دا مش في صالح فكرتك عن الدواء تماما ، دا كله غلط حسابيا .
رد مصطفي بهدوء : لكن صح من الناحية البيولوجية ، الدواء دا هيخلي جلد المريض بالحرق أو بالبهاق يرجع لقوته تاني ويكون أفضل .
رفعت في وشه ايدها بحركة اتهام : المعمل دا قائم علي فكرة واحدة : لا أخطاء ، وإظن انك لو غلطت مش هيكون ليك أكل عيش هنا ، كفاية ان الدكتور المنصوري والدي خلاك تتمرن عندنا .
تحركت عين مصطفي من الشرود علي الجهاز للحدة و القوة بغضب تجاه الدكتورة اسماء : دي اخلاق علماء ! ، أنتي خضرتك زي زيك ، وانا أحسن منك كمان ، اكبر منك سنا و خبرة في مجال التخليق البيولوجي و الوراثي ، أي مؤسسة أخري من مؤسسات الدول الكبريت فتحلي بابها بس يا استاذة يا محترمة .
ردت بأنفعال غير ناحية البرود اللي فيها مع حركة تحدي اخري بأيدها : أنت دلوقتي هتطرد ، انا معايا ملفك و التجارب اللي عملتها وهوريها للدكتور المنصوري , والدي !
ساد الصمت في المعمل ، وتركزت أسماع خطوات الدكتور المنصوري قادم من غرفته و معمله الصغير الخاص بيه ، دخل و سأل موجها نظراته للدكتور شريف : أيه اللي حصل يا دكتور شريف هنا !
رد الدكتور شريف : دا مجرد انفعال بسيط علي مين اللي هيجي لحضرتك و يوريك نتيجة تجارب الدكتور مصطفي ، مش كدا يا كرم ، مش كدا يا شوقي !
رد الأب و أبنه بسرعة : أيوا يا دكتور شريف ، دا اللي حصل .
و طلب الدكتور عبد الواحد من أسماء تدى مصطفي الملف ، أداه للدكتور المنصوري : أتفضل يا دكتور ، دا الملف حضرتك .
أبتسم الدكتور المنصوري : دلوقتي يا مصطفي تقدر تروح ، وخلي باقي التجارب لبكره ، الساعة 8 علي ما أعتقد ، صح ؟
مصطفي بمبادلة الأبتسامة : أيوا يا دكتور , عن أّذنك .
في اللحظة دي خرجت الدكتورة اسماء غضبانة من المعمل ، خلعت البلطو وخدت شطنتها و أسرعت في المشي خارج المعمل ، محدش في المعمل ادي الموضوع دا اعتبار ، إلا مصطفي ، لأنه عارف قد ايه المنطقة دي مش أمان بالليل ، المعمل علي الطريق الصحراوي بعيدة عن القاهرة مسافة مش سهلة ، وهو نفسه كان مأجر عربية عشان يروح بيها بس للقاهرة وبعد كدا يرجعها موصلات ، راح وراها في محاولة لتصليح الأمور .
مصطفي : يا دكتورة أسماء ، يا دكتورة .
أسماء : نعم يا حضرة الدكتور الكبير العالمي ، عايز أيه ؟
مصطفي : عايز اعرفك أني مليش دعوة باللي حصل تماماً ، الدكتور شريف هو اللي اتكلم والله .
أسماء : طب وعايز أيه دلوقتي ؟؟ ، من بكره هتكون تحت اشراف الدكتور شريف من بكره .
مصطفي : طب وانتي هتروحي فين بس دلوقتي !! السواقة علي الصحراوي دلوقتي خطر جدا .
ردت بعصبية وبتفتح شنطتها تطلع مفتاح العربية : ملكش دعوة و أرجوك أبعد !
لكن هي ملقتش المفتاح ، بدأت ترجع للمعمل عشان تشوف المفتاح هناك .
رجع معاها مصطفي بسرعة وهو بينادي عليها ، بدأوا يقربوا من باب المعمل ، الإ أنهم وقفوا مرة واحدة متسمرين في مكانهم ، هناء المساعدة قاعدة علي ترابيزة متمددة مخدرة والدكاترة واقفين بيشرحوا منها جلدها ، و الدكتور المنصوري بيقول : هنبدأ اعادة تجربة تخليق جلد ميت ، أسم التجربة : سر السامري .
أنت تقرأ
لوتالين
Terrorهل هناك بعد أسود في الانسان ، ولماذا يبحث عنه العلماء في هذا المعمل ، أرجو الصمت ، أنه لوتالين
