الجزء الخامس

25 0 0
                                    

في أول الليل الساعة 9 كان بداية التخبط الحقيقي بعقل وافكار مصطفي ، كلام كتير عايز يعرفه من وسط الضلمة ، مكنش همه أن يقدر يهرب أو لا ، دي أول مرة في حياته يصيبه نوع من الحماس .... أو الخوف .... كلم أسماء فورا و ايده تتمد يسمكها زي اللعبة الجديدة للطفل ، هو كان الطفل دا ... سألها عن اللي بيحصل و عن اللي قبل كدا ، كل تفصيلة و كل معلومة وكل حاجة ، بمعني اخر حمي الفضول للمعلومات أجتاحت جسده ..... وهو كان بيجري  وفتح العربية الخاصة بيه وساق ......

 أتكلمت أسماء وهي مش عارفه تداري انفعالها هي كمان : التجربة دي سببها أن والدي من سنين كانت عينه فقدت قوتها ، ومفيش علاج ليها حتي الأن

رد مصطفي بعنف و ايده بتمر تمسح عرق وجهه : من كام سنة ؟؟ ، وكان سببه أيه دا كله أنه يشرح جلد بس ، دي  جريمة أخلاقية قبل ما تكون تجربة ! انا لازم اجرب الدوا اللي معايا بتاع الدكتور كرم علي الاجهزة اللي عندي في البيت أو أروح معمل تاني ، يمكن أقدر أنقذ الأنسانة اللي بيشرحوها دي .... ردي عليا ايه اللي والدك الدكتور المجنون دا بيعمله .

سكت أسماء شوية وهي بتبكي : انا معرفش انها كانت هتوصل لكدا ، والدي كان بيجرب علي الحيوانات ، وكمان كان بيجرب في اعضاء غير الجلد ، الدكتور المنصوري له خبرة في التعامل معــ..........

في اللحظة دي خبط مصطفي بالعربية مرة واحدة في عمود اعلانات كبير بمسافة لا تبعد عن المعمل 30 متر ، شاف جانبه اسماء شلال من الدم خارج من راسها ، زي ارتجاج او او ، بدأ يفقد الوعي و الطفل اللي جواه يبكي ، علي نفسه أولا قبل أي حد ... حاول يخرج من باب العربية الإ ان العربية كانت مدمرة ، الشمس علي وشك الشروق ..... في لحظة بص للشمس ..... ولم يحس بنفسه مرة تانية .

- والدي .... والدي ..... يا حج عادل .... يا حج عادل . هو انا فين يا يا والدي .

- بص حواليك كدا ، دي ارض الخضرة فيها بقت لونها غامق وقرب للسواد .... دي مش الجنة يابني .

- يا ساتر يارب ، طب يا والدي انا كدا فين .

- أنت مش في الجنة ، أو النار .

بدأ طيف الوالد يهرب من وش مصطفي ، أو من خياله ....بدأ يدور يسأل نفسه هو فين وفي أي مكان ، أستمرت النداءات ،،، وبدأ يشوف حاجات عجيبة .

- أكيد انا ميت مش حي ، أكيد انا ميت مش حي .

يسمع صوت من بعيد يقول : أنت في لوتالين ، أنت في معمعة العالم الثالث ، انت مجرد قطعة مصممة زي باقي القطع اللازمة من اجل البشر الأفضل منك في العالم دا ، كل الكلام اللي تعرفه والمشاكل اللي كنت فيها ملهاش لازمة في وجودنا ، لأن وجودنا لوحده الحل و المشكلة .....

- أنت مين ! ، انت مين ، رد عليا ! ، قولي حتي انا فين دلوقتي . ..... وراح مصطفي يجري ويجري ورا الأطياف اللي حواليه .... لغاية ما غمض عينه تاني .

بدأ مصطفي في تحسس المكان حواليه بعد ما فاق شوية شوية ، قدام صورة الثعبان وهو بالع الراجل!! ... أدرك انه في المعمل ...في مدخله .... جسمه مربوط ... لوحده مفيش حد جمبه .... بدأ يحس بتعب شديد في جسمه  ، مقيد بأسلاك من رجله وسلسلة مربوطه حوالين أيده ، هو نايم علي الأرض ، بيحاول يجمع أصوات أشكال أي حاجة ..... مقدرش ، عقله بدأ في مراجعة الكلام اللي كانت قالته اسماء لكن هو مش فاكر ... من باب المعمل شاف بعض نقاط الدم بتخرج من الباب ، جسمه ضرب نفير الأنذار ... الباب اتفتح وخرج منه منظر جسد مخلوع منه ...... دماغ ! ... أو دا محل جزارة ... ساد الصمت مرة تانية .... وغاب عن الوعي ... صوت يعرفه كويس جدا بيقول قبل ما يغمض : انت لسه دورك مجاش !

لوتالينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن