「الأمر كان هكذا دائِمًا」
ما إن تَسمع هذه الجملة تظهر ببالِك تصوّرات كثيرة
لكنّ أهمَّها فكرة "الإعتيَاد"؛ أيُفترض بي الإعتياد..؟
و إن كُنت مُعتادًا مُسبقًا لماذا يُظَنّ جُزافًا
أني راضٍ بذلك..!!
.
.[كَونُك اعتدتَ شيئًا لا يعني بالضّرورة أنك سعيد به..]
* * *
"إنّك مُتعوِّدٌ أن تحصُل على كُلّ مُنَـاك ، كبُرت و يدُك لا تُرَدّ .."
ألقى بها كلماتٍ أحرَقت عينا الآخر . تعلُو شفتّيه ابتسَامة صفراء .
"سئِمتُك، أتفهَم؟" انطفأت الإبتسامة و سقَطت عن عيني الآخر قطرة دمعٍ بينما عيناه تُغلق .
حينَ الأمر يكُون مُختلّاً و لا تُريد له أن يعلَق في ذاكرتِك .. حين تتمنّاه أنه حُلم .
تُغطّي أحداقَك .
لحظة سكوت و من بعدهَا صوتُ خُطوات مُبتعِدة .
يفتح عينيهِ ليرى ظهرَ صاحِبه يبتعد . "لم أقُل كل شيء بَعد.." يهمس بمرارة .× × ×
"ثيو وَصلتَ أخيرًا إذًا" ، بابتسامةٍ يستَقبِل إدوارد رَفيقه ثِيُودور .
ثيودُور شابٌ ذا شعرٍ قصِير لونُه بين البنّي الفاتِح والأشقر بأعُين زرقاء صَافِية
و بشرة بيضاء ، بينما إدوارد يملِك شعرًا بُنّي طويل قليلاً يقُوم بتسريحه للخلفبأعيُن بُنّية و بشرة قمحِيَّة .
الفصل الدّراسيّ الأوّل في جامِعتهم لتوّه بدأ. إلتقيَا عند البّوابة الداخليّة
لمبنَى الجامعة الشّبِيه بقصُور البرجوازِيين في الحِقبة الفكتورية .
بتنهُّد و التفاتَات من حولِه، ثيودُور يشرُد للحظة .
"لستُ مُستعد نفسيًا لهذا.." ، فكَّر في داخِله ."يبدو أنّك لم تنَم جيّدًا ثيُو" تساءَل إدوارد مُحدّقُا في ثيودُور السَّاهِي.
× × ×
"هذه هيَ كُل الأوراق المطلوبة، أو هكذا آمُل" حِوارُه الدّاخلي.
شابٌ بشعرٍ أسود متوسّط الطول و أجعد بعض الشيء يمشِي في ممرّ الجامعة
و أعيُنه الزّرقاء المُنطفِئة تحفُر في أوراقٍ في يديه .
خُطواتُه تَنهَب الممرّ الطويل من سُرعتِها .
ارتطمَ بأحدٍ فورَ التفاتِه للخروج من الباب الدّاخلي للجامعة فتناثرت أوراقهو تراجع هوَ خطوتَين على إثر الصّدمة ..
لحظة من الصَّمت ،شابّان أمامه مستغربان ينظران نحوَه .
ثمَّ تنبّهوا للأمر جميعًا، بادرَ الشّاب ذا الشعر الفاتح بجمع الأوراق
و شاركَه هذا الشَّاب ذو الشعر الأسود .* * *
سأدَع أصابعِي تكتُب ما لَم أقدِر على النُّطق به .
أنت تقرأ
الصَّوت / THE VOICE -「مُكتمِلة」
Short Storyكُلّ امرئ يُولَد في مكانٍ ما و موقعُه حُدِّد سَلفًا .. قد نحاوِل القفز الجري و التقلُّب لنُغيّر ذلك .. لكنّ الجذُور بعد رسُوخها يُصبح شبه مستحِيلٍ زحزحتُها. - - - أوّل نشر كانَ في ٢٠١٨.