يخرُج من الظُّلمة ببُطء .
"امم، اليوم التّالي أقبل بسرعة.. أظنني نمتُ في السيّارة؟" ، حِوار ثيُودور
الدّاخلي بينما يحاول طرد الكسَل عنه. "حتّى أني لم أغيّر ملابسِي، هُمم.."
كانَ في غرفتِه جالِسًا على سريرِه . نظرَ من حولِه وشعر بالغُربَة عن
المكان للحظَة لكنّه في داخِل رأسِه يُدرك أنها غرفتُه . قرّر الخروج للجامِعة .
في لحظة وجدَ نفسًهُ على عتبَة البوّابة الخارجيّة للجامعة . بينما
يُحاول استحضَار مِزاجٍ للدّراسة مرَّ من أمامِه إلايجَا منصرفًا بشرود
إلى الدّاخِل . "هذا الفتى مُرِيب ." أسرَّ ثيُودُور إلى نفسِه، "حتّى أنّه لا يُلقي التّحية
على أيّ شخص."
* * *
"كأنّه لا يرى أحدًا ..."
* * *
كانَ ثيُودُور داخِل المُحاضرة جسدًا بلا وُجُود .
شعُور الغُربة و الغَرابَة لازالا على كتِفيه . أخذ يتأمَّل المكان الذي
لوهلة بدى خاليًا من الصّوت أو أي كيَان . لكنّه يرى ظهُور زُملاءه الجالسِين
أمامَه ، إلى جانِبهِ إدوارد يعبَث بشعرِه كعادتِه كلّ بضع دقائق . كُلّ شيء
في مكانِه إلّا ... "...ثيُودُور ؟"
"هُمم؟" إلتفت ثيُودُور إلى مصدر الصًّوت.
جحُظَت عيناه لأنّه لم يُصدِّق مَن الّذي نادى باِسمِه للتّوّ .
"إ...إلايجَا..؟"
كان إلايجَا يجلس في الكراسِي خلفَ ثيُودُور .
"لا تبدُو مُنتبِهًا للشّرح."
"لا .." مُلتفِتًا إلى الأمام حيث المُعلِّم يشرَح شيئًا بدى مُبهمًا، تابع ثيُودُور
"لِمَ أنت تجلِس هنا ..؟"، عادَ ثيُودُور للنظر خلفَه..
"ألا يُمكنني الجلُوسُ ورائكُم؟" ، مُسنِدًا يدَه إلى خدِّه ناظِرًا بحِدَّة إلى عينيَ
ثيُودُور الّتين يُوسِّعُهما قلقٌ و استغراب . لقد أدركَ مقصَد إلايجَا .
[ ورائكُم ] تِلك يقصِد بها .. "بلى ، ليس و كأنَّ المقاعِد تُحجز لأحدٍ عن آخر"، أجابَ
ثيُودُور بابتسامةٍ جانبيّة فاضِحَة .
صَمت حيثُ العَينان التقتَا للحظة استمرَّت ثوانٍ . كانَ العالم ساكِنًا من
حَولِهمَا ، لم يرَهُما أحد و لم يتلفَّت أيّ شخصٍ أو يحاول استراقَ سمعٍ أو اختلاس
نظرة . و مَع خُفُوت ابتسَامة ثُيودُور وإدراكِه لجُمُود نظراتِ إلايجَا ..
لقد شعرَ بالبرد ، بل ارتَعشَ رُغمًا عنهُ و استدارَ بسرعةٍ مُعيدًا نفسهُ إلى [ الزّمن
المُتحرِّك]، "أجل لقد توقّف عنَّا الزّمن للحظة و لكنه عاد الآن" فكّر ثيُودُور
بينما يلتَقِطُ أنفاسَه مُحدِّقًا إلى الدَّرس على السُّبُورة .
لكن ...
× × ×
" المكان فارِغ ...
أنت تقرأ
الصَّوت / THE VOICE -「مُكتمِلة」
Storie breviكُلّ امرئ يُولَد في مكانٍ ما و موقعُه حُدِّد سَلفًا .. قد نحاوِل القفز الجري و التقلُّب لنُغيّر ذلك .. لكنّ الجذُور بعد رسُوخها يُصبح شبه مستحِيلٍ زحزحتُها. - - - أوّل نشر كانَ في ٢٠١٨.
