03 - الصَّوت

150 10 10
                                    

"أحلَك السّاعات هيَ تلك التي تسبق الفَجر،" أو هكذا يتحدّثون .
أمّا أنَا فلم أرَ فجرًا قبل أن ألتقِيك . و لن أجِدَه بعد الآن إذًا ... بما أنك

لم تعُد هُنا .

× × ×

فُتِحت الأعيُن الزّرقاءُ بغتةً على ضوءٍ ساطِع أجبرها على الإغماض قليلاً .
"ثيُو!!" سُمِـع صوت قلِق و الصُّورة أمامه لا تزال مُموَّهةعن أعيُن ثيُودُور .
"أفقتَ أخيرًا،" صوت غليظٌ و بطيء صدرَ عن الرَّجُل الواقِف إلى جانب سرير
ثيُودُور . كان ذلك والَده ، و المكان هوَ غُرفةٌ بالمشفى .
ثيُودُور على سريرٍ أبيض مُحاطٌ بأجهزةٍ تقيس كُلّ إشاراتِه الحيويّة و مُغذّيات
مُوصلَة إلى ذراعِه .
استيعاب الواقِع كانَ بطيئًا لدى ثيُودُور . "سيحضُر الطبيب لمُعاينتِك حالاً،" والدُه

يُخبِره بصوتٍ هادئ بينما بدأ بالمشي إلى الخارج .
على الجانب الآخر من السرير كان إدوارد قلِقًا ينظر إلى صديقِه . كان يُغادر خلفَ
والدِه رجُلٌ آخر يبدو أنّه المُحامي المسؤول عن شؤون عائلة ثيُودُور القضائيّة .
"كما أسلفت، عليكَ الإهتمام بالأمور من هُنا لكي لا تنتشر شائعات تُدمِّر حياة ابني ،"
والد ثيُودُور يُلقي بكلماته تلك ما إن تخطى عتبة باب الغُرفة . "الشاب ذاك لم يكن
يملك أيّ حياة بكل حال. استخدم كل الإمكانات المالية و كافة العلاقات المُهمَّة
لإنهاء هذه القضية بهدوء. عُلِم؟" انحنى المُحامي "حاضر سيّدي. مشى الرّجُلان
عبر الرّواق في طريقهم للخروج من المشفى ، "الآن ليسَ علينا القلق بشأن
قلب ابني بعد الآن،" حِوارُ والِد ثيُودُور الدّاخِليّ مُطمئنًا نفسه .

* * *

"ماذا حدث بالضبط ..؟"

* * *

إلايجَا .

كان عليّ كتابة كل شيءٍ حدث ذلك اليوم هنا في مُذكّراتي .
طُرُقنا لم تتقاطع و حسب بل إنّي ..

قد دُستُ عليك . تمامًا مثلما قلت أنت . أنا من أولئك الذين يقومون بهذه الأمور .
حسنًا ، لقد حاولوا بالبدء إخفاء الأمر عنّي ، لكن استخرجتُه من السّائق بعد أن استعاد

وعيه هو الآخر .
الحقيقة التي آلمتني بقسوَة و آلمتك أنت كذلك دون شك .. أنا أعلم أنّك تعرِف بكل هذا
لأنَّك حاضر خلال ذلك و حاضرٌ الآن في داخلي بينما أكتُب هذا ، تُراقبني .
أنا لا أكتُبه إلّا لأني أرى ذلك ضروريًا . أكتُب كُلّ الذي حدَث و كلماتِك أنت
لأختِم عليهَا بختمٍ مَسمُوكٍ فيبقَى وجُودُك و أثرُك محفوظًا مدى حياتِي .

الصَّوت / THE VOICE -「مُكتمِلة」حيث تعيش القصص. اكتشف الآن