Trust { ثقة }

٢) بشاعةُ الحقيقة.

الذكريات قد تكون جميلة جدًا ، و لدى البعض هي كنزٌ ثمينٌ لا تعوض .. لكن كما نمتلِكُ جميعنا ذكرياتٍ جميلة فهنالك الجانب الآخر منها الجانب الحزين ، البشع ، و الذي لانريد ان نتذكره نهائيًا.

كم أنتَ حقًا مُستعد لِتعطيَ مقابل أن تعود في الزمنْ لتغيير امرًا واحدًا فقط في حياتك ؟

ربما يكونُ شيء فعلته أو حصلَ لكَ ... او حتى أمرًا قُلته ! ، بالنسبة لِبطلتِنا كلاريس فهي مستعدة لأعطاء كل شيء إن تطلب الأمر.

و على ذِكر بطلتنا كانت نائمة هناك ما بين الأستيقاظ و عالم الأحلام لاوعيًا منها فكرت بِتعلم لغة الفراعنة القديمة في حال وجدوا العلماء شخصًا على قيد الحياة في أحد القبور، حتى تستطيع التواصل معهم و إخبارهم كل شيء عن العصر الحديث و هم ايضًا سيخبرونها بأسرار و خفايا عهدهم و خاصةً كيف يمنعون تساقط الشعر و جعله اطول ...
كل هذا لانها لا تستطيع الأكل فلو كانت تأكل لما اصبح لديها نُقص فيتامينات و بالتالي لمّا اصبح شعرها أخف مع الوقت ،

' ما الذي افكر فيه بِحق خالق السماء هل فقدت عقلي ؟'

فتحت عينيها ببطئ على ضوء الشمس الخافت بِتعب و ارهاق فرأسها يؤلمها بشدة و جسدها الضعيف لايساعدها نهائيًا .. بقيت تنظر الى ما مِن حولها بِحتيارٍ شديد حتى عادت لها ذكريات أمس المرعبة.

حاربت الم جَسدها باكمله وهي تجلس على سريرها بعتدال ليصبح الغطاء على قدمها و هو يعطيها بعضًا مِن الدفئ الذي تحتاجه الآن أكثر مِن اي وقت.

توجه نظرها نحو الأرض و بجانب الدولاب لكن هاتفها لَم يكن هناك ، أعادت النظر مِن حولها بِذُعر لتجده على الدولاب الذي بجانب رأسها مع حاسوبها و الكتاب. و هنا خطر على بالِها سؤالٌ مهم ...

كيف وصَلت للسرير !؟ و مَن وضع اغراضها هناك.
تسائلت إن كانت والدتها قد عادت و وجدتها مع هاتفها مُلقيان على الأرض .. لتنادي باعلى صوتها

" أمي !"

وضعت يدها على حنجرتها لأن ألمًا فضيعًا هاجمها ، هل كان كُل شيءٍ حُلما !؟ هل يعقل بأنه مُجردُ أحدِ كوابيسها الفضيعة ؟

توجهت يدُها بِبُطئ نحوَ هاتفها بِرعب .. الله اعلم ماذا فعل بالصور عندما لَم تجبه.

حملت هاتفها اليها لتقوم بفتحِ كلمة السر ..
كان هنالك مجموعة مِن الرسائل لإيملي و مجموعة من 'مجهول' ، ضغطت على محادثة 'مجهول' بتوتر شديد.

مجهول : آه يبدو بأننا سنؤجل المحادثة.

مجهول : هل آلم ذلك ؟ ... رأسُكِ اقصد :')

و هنالك رسائلٌ أخرى منذُ ساعتين فقط ..

مجهول : آسف أكلت ثلجَكِ ، آمل أن لا تمانعي.