part 28

3.1K 187 249
                                    


ظل يفكر في معضلته و حلاً لغموض الأمس ، هو لم ينسى أو يغفل قط عن تصرف فيديل الغامض ،  ملامحه المألوفة لازالت تطرق عقله بقوة مسببة صداعاً قاسياً حرمه ليلة هادئة و نوماً مسالماً  ...

جهل سبب أحلامه أو بالأحرى كوابيسه ، وجوه من سكنت صرخاتهم جسده و عقله تذكره دوماً بخطيئته  ، تنهد ليرتفع ببصره قليلاً و بضجر لاحظ تحديق زميليه به ليقول بتفاجئ ...
" ماذا ؟! "

أخفضت ليديا رأسها بإحباط لتخاطبه بغضب ..
" سيد نيكولاس ، هل لك أن تركز قليلاً ! سأحرم من مرتبي هذا الشهر إن أفسد الأمر "
" لما ؟! أوليس أنا و المعتوه هذا ، المسؤولين عن التجهيزات .. ما شأنك أنتِ ؟! "
وضعت يدها على خاصرتها بينما أشاحت بوجهها عنه بنفاذ صبر ، قالت ..
" السيد بلانك طلب مني و بكل خبث إطلاعه على جديد خططكما أو أودع مرتبي "  ..

إنتفضت حين همس نيكولاس ببرود ...
" كوني قوية .. "
صرخت به مستنكرةً ما قاله ليشيح نيكولاس برأسه عنها متظاهراً أنه لم يسمع شيئاً  ..

عقدت الشابة جبينها بغضب لتصرخ برفيقهما الثالث ..
" سيد كارثر تدخل أرجوك مرتبي في خطر "

لطالما عهدت منه الطيبة المصطنعة خلال اليوم الماضي و بما أنه نجح في خداعها و خداع البقيه أكمل مسرحيته بلطف ..
" لا تقلقي ، نيكولاس ما رأيك بمناقشة الأمر أرى أن رأيك مهم ..  "

أعطى المعني نظرة متمللة إليهما ثم هز رأسه موافقاً ليبدأ الأمر بتفقد المستندات و المتطلبات
اللازمة للإستعداد .. إستوقفه ذلك العدد بأصفاره المتكررة ليقول مستنكراً ...
" سخف ! هل حقاً سنقوم بصرف هذا المبلغ على سخافة كهذه ؟! "

همهمت الشابة لوهلة ، شردت تماماً في التفكير لإجابة مقنعة .. نظرة ناحية كارتر لتقول بتساؤل ..
" لطالما سمعت أن المشفى تاريخي .. من أقدم المستشفيات في البلاد لذا يهتم به الكثير .. "

هز كارثر رأسه مؤيداً ، حول نظره ناحية غريمه ليقول بسخرية ..
" صدق أو لا تصدق نيكولاس هذا المشفى و كما يعرف الجميع ذو طراز قديم للغاية كما أنه ملاذ المرضى .. "
- " ملاذ ؟! ... "

حملت حروفه سخرية لاذعه لم تدرك ليديا مقصدها فيما تبسم كارثر لينطق مجارياً إياه ..
" صحيح .. إضحك لكنها الحقيقة كما أنك أكثر من يعلم بها .. "

تلاشى نشاط الشابة إثر سلوكهما الشاذ عن المطلوب ، تنهدت لتقول بحزن ..
" جميعنا ! .. أنا أنت و هو ، نعلم بخفاياه إلا أننا نصر على الصمت "

نظرت ناحية كارثر لتكمل بحدة ..
" إن أردنا تغير المكان فأولاً يجب أن نغير أنفسنا قليلاً " ..

أطلق نيكولاس ضحكة خافته لتخاطبه هي بحقد و إشمئزاز ..
" صحيح ، أنا أعمل معك الآن سيد نيكولاس إلا أني لم و لن أنسى ما فعلته بمريضي "

شظايا حادةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن