ظل يفكر في معضلته و حلاً لغموض الأمس ، هو لم ينسى أو يغفل قط عن تصرف فيديل الغامض ، ملامحه المألوفة لازالت تطرق عقله بقوة مسببة صداعاً قاسياً حرمه ليلة هادئة و نوماً مسالماً ...جهل سبب أحلامه أو بالأحرى كوابيسه ، وجوه من سكنت صرخاتهم جسده و عقله تذكره دوماً بخطيئته ، تنهد ليرتفع ببصره قليلاً و بضجر لاحظ تحديق زميليه به ليقول بتفاجئ ...
" ماذا ؟! "أخفضت ليديا رأسها بإحباط لتخاطبه بغضب ..
" سيد نيكولاس ، هل لك أن تركز قليلاً ! سأحرم من مرتبي هذا الشهر إن أفسد الأمر "
" لما ؟! أوليس أنا و المعتوه هذا ، المسؤولين عن التجهيزات .. ما شأنك أنتِ ؟! "
وضعت يدها على خاصرتها بينما أشاحت بوجهها عنه بنفاذ صبر ، قالت ..
" السيد بلانك طلب مني و بكل خبث إطلاعه على جديد خططكما أو أودع مرتبي " ..إنتفضت حين همس نيكولاس ببرود ...
" كوني قوية .. "
صرخت به مستنكرةً ما قاله ليشيح نيكولاس برأسه عنها متظاهراً أنه لم يسمع شيئاً ..عقدت الشابة جبينها بغضب لتصرخ برفيقهما الثالث ..
" سيد كارثر تدخل أرجوك مرتبي في خطر "لطالما عهدت منه الطيبة المصطنعة خلال اليوم الماضي و بما أنه نجح في خداعها و خداع البقيه أكمل مسرحيته بلطف ..
" لا تقلقي ، نيكولاس ما رأيك بمناقشة الأمر أرى أن رأيك مهم .. "أعطى المعني نظرة متمللة إليهما ثم هز رأسه موافقاً ليبدأ الأمر بتفقد المستندات و المتطلبات
اللازمة للإستعداد .. إستوقفه ذلك العدد بأصفاره المتكررة ليقول مستنكراً ...
" سخف ! هل حقاً سنقوم بصرف هذا المبلغ على سخافة كهذه ؟! "همهمت الشابة لوهلة ، شردت تماماً في التفكير لإجابة مقنعة .. نظرة ناحية كارتر لتقول بتساؤل ..
" لطالما سمعت أن المشفى تاريخي .. من أقدم المستشفيات في البلاد لذا يهتم به الكثير .. "هز كارثر رأسه مؤيداً ، حول نظره ناحية غريمه ليقول بسخرية ..
" صدق أو لا تصدق نيكولاس هذا المشفى و كما يعرف الجميع ذو طراز قديم للغاية كما أنه ملاذ المرضى .. "
- " ملاذ ؟! ... "حملت حروفه سخرية لاذعه لم تدرك ليديا مقصدها فيما تبسم كارثر لينطق مجارياً إياه ..
" صحيح .. إضحك لكنها الحقيقة كما أنك أكثر من يعلم بها .. "تلاشى نشاط الشابة إثر سلوكهما الشاذ عن المطلوب ، تنهدت لتقول بحزن ..
" جميعنا ! .. أنا أنت و هو ، نعلم بخفاياه إلا أننا نصر على الصمت "نظرت ناحية كارثر لتكمل بحدة ..
" إن أردنا تغير المكان فأولاً يجب أن نغير أنفسنا قليلاً " ..أطلق نيكولاس ضحكة خافته لتخاطبه هي بحقد و إشمئزاز ..
" صحيح ، أنا أعمل معك الآن سيد نيكولاس إلا أني لم و لن أنسى ما فعلته بمريضي "
أنت تقرأ
شظايا حادة
Mystery / Thrillerحجر عثر في طريق أولائك الحمقى .. لجمنا ألسنتنا وتجرعناها بصمت !... حتى قذفنا هناك ... دمى رثه يعاد خياطتها بإبر الظلام تتخلله خيوط تقطب أرواحنا ... تقطبها عذاباً لا يطببه بشر ، زمن ولا مكان !... لكن لا !... نحن لسنا أشياء يلهون بها متى يشاؤون ، لنرم...