اخيراً استطاع الانفراد بمن امامه قليلاً ! بملامح جامده و عينين اخفت الكثير خلفها حدق ديمتري بضيفه الماكر بصمت كان واثقاً من قدومه عاجلاً ام اجلاً لكن لم يتصور ان يحدث الامر بهذه السرعة !
اما الاخر...ابتسامته الواسعة تلك كانت اكثر من كافية لبث القلق في قلب زميله ..
امتزجت زرقيته بداكنتي ديمتري في عراكاً صامت فأعلن احدهما انسحابه منها فجاه يزفر انفاس تبغه بهدوء " ماذا ؟! هل اشتقت الي ؟! "
تجاهل نيكولاس كلماته تلك يصدر قهقته الخافته تحمل ما فيها من السخرية اطناناً !
هو تقدم نحوه بهدوء لتصفع يده ظهر مقعده
بقوة يهمس بصوت مسموع " سأكبح غضبي هذه المرة و استمع لما لديك "
اضاق الداكن عينيه بحدة فهل يظنه خائفاً ؟!
هو قدم الى المشفى رغم ادراكه التام لما قد يحدث له و مع ذلك لم يرأف له جفن طوال تلك الجلسة التعذيبية !
ابتعد عنه يزيح خصلاته الذهبية المتمردة عن جبينه محاولاً كبح جم غضب رئتيه تجاه انفاس تبغه المزعجة .
و في المقابل ارتسمت ابتسامة مستفزة على وجه ديمتري ، تمنى في تلك اللحظة تشويه ابتسامته تلك ..ابتسامته المعتادة منذ ايام طفولتهما !
تحدث ديمتري بلطف " ما بك ؟! تبدو شاحباً "
لم يجبه المعني بل راقبه بصمت يحلل حالته الصحية فما يحدث غير طبيعي ؟!
كيف له ان يعبث هكذا بذلك التبغ بعد ما مر به دون عناية طبية ؟! هذا غير منطقي !
هو ابتعد عنه خطوة واحدة حين زفر انفاسه
الدخانية و بقوة قاصداً اغاضته ! و هنا اتضح الامر له! تفهم شحوبه و ابتعاده المريب عنه!
هو طبيب كذلك و يستطيع معرفة حالته تلك
ليس تحديداً و انما السبب فقط! ، خموله
و كبح غضبه ليس بالامر المعتاد..
عادة هو سيدفع مقعده و ربما يوجه له عدة
كلمات جارحه و مع ذلك لم يحدث هذا! رغم
كونه على استعداداً له ، همس بستياء " خسارة " هو فعلاً خطط لما سيقوم به و في النهاية كان
هدراً لطاقته سدى !!
تنبه الاشقر لهمسه لتضيق عينيه حقداً ، اطلق
ديمتري زفيراً عميقاً يبدد افكاره تلك ثم قال "انت لم تجب عن سؤالي! ما سبب زيارتك كريستو "
نطق اسمه بتلك النبرة الهادئه اصابه بالجنون !
ضم قبضته قائلاً " انت تختبر صبري فقط ! لا تناديني بهذا الاسم " .
اخرج هاتفه من جيب معطفه الطبي بعصبيه يفرج عن صوته الحاد مهدداً " من ارسلها ! و ما مصلحتك من هذا.. انصحك بعدم المماطلة فمزاجي اكثر من رائعاً اليوم.. " .
أنت تقرأ
شظايا حادة
Mysterie / Thrillerحجر عثر في طريق أولائك الحمقى .. لجمنا ألسنتنا وتجرعناها بصمت !... حتى قذفنا هناك ... دمى رثه يعاد خياطتها بإبر الظلام تتخلله خيوط تقطب أرواحنا ... تقطبها عذاباً لا يطببه بشر ، زمن ولا مكان !... لكن لا !... نحن لسنا أشياء يلهون بها متى يشاؤون ، لنرم...
