ارواحنا ستجتمع

191 18 50
                                    

في مكتب النيابة العامة كان جالساً ذاك المتدرب من الجيل الثاني امام حاسوبه يفحص القضايا التي يجب حلها حتى اتت امامه قضية لزوج قد ابلغ عن اختفاء زوجته ويتهم شخصا ما باختطافها وقد نظر الى ما قاله الزوج حين سألته الشرطة عن احتمال هروب زوجته ليرد بكلمات رددها كثيراً امام الشرطة وامام وسائل الاعلام التي وجدتها وسيلة جيدة لجذب المشاهدين فراحت تنشرها في كل مكان حتى اصبحت قضية تهم الرأي العام :
" مستحيل.. ليست من النوع الذي يفعل شئ كهذا،  ثم ممن ستهرب؟!  مني! يستحيل ان تهرب مني، انها تعشقني.
انتم لا تفهمون شيئاً نحن لم نكن مجرد زوجان لم يمضي على زواجنا الا ثلاثة اشهر، نحن روح واحدة.. قبل ان نلتقي كان كل منا نصف روح تائهة تهيم في كل مكان بحثاً عن نصفها الاخر ونصفها هي فقط، حتى ان وجدت شخصا اخر اكثر كمالا لن يرضيها، بالنسبة لنا وجودنا معا هو الكمال... وتأتي انت لتخبرني بانها هربت!! ان كان هناك ما ستهرب منه حتى لو كان انا فستهرب الي، كل منا ملاذ الاخر، يستحيل ان تهرب اتفهم!! "

لمست تلك الكلمات جرح متدربنا وجعلته يفكر في تلك التي اختفت من حياته فجأة تاركة له ورقة بأنها رحلت من تلقاء نفسها وتخبره بعدم البحث عنها وهذا ما قد كسر قلبه وجعله يتسائل:
"كيف لها ان تفعل هذا؟ كيف لها ان تهرب بعيداً عني وليس الي؟ الست ملاذها كما كانت ولا زالت ملاذي!! كيف استطاعت ان تبتعد عني! بل كيف استطاعت ان تحرمني من ملاذي الوحيد من وحشة هذا العالم؟
من اين اتت بتلك القسوة لتخبرني بعدم البحث عن روحي! اذا كيف سأحيا بدون روح!!! انها لم تخبرني بهذا..
فقط رحلت، لم تترك لي حتى فرصة وداعها، فقط حضنها الدافئ كان سيعيد لي روحي ولو لحظات كلما تذكرته
حتى ولو نظرة في عينيها البنيتين تلك كانت ستكفيني لطوال عمري..
*ظل يتخيلها وكأنها امامه ويحاورها اثناء محاولاته الفاشلة لمنع دموعه*
فقط اخبريني كيف فعلتِها؟ اعلم اني روحك وملاذك الوحيد، فاخبريني كيف استطعتي الحياة بدونهما لاني حاولت كثيرا ولم استطع،حقا لم استطع، ارجوكي عودي الي.
اشتقت للتنفس"
.
.
.
.
<<في المتجر>>

كان "سوميون" يجول المتجر ذهاباً وايابا بابتسامة كبيرة ويبحث عما سيشتريه تحت السعر الذي حددته امه..
بينما تركته "سوهوا" على غير عادتها ووقفت امام تلفاز المتجر تستمع لما يشق صدرها من كلمات ذاك الزوج  وما شعرت فيها من تأنيب ضمير مُعذِب ليجوب عقلها رغماً عنها بذكريات لن تتكرر ابداً.
.
.
.
<<flashback >>
.
.
.
صوت رنين الهاتف الملقى على سرير فارغ يجعلها تعدو من المطبخ لتجيب الاتصال ظانة انه من حبيبها الذي كانت في شقته منذ الصباح حتى الظهيرة تطهو له ما لذ وطاب لاجل ان تفرحه ببشرى سارة لكنه لم يكن المتصل

سوهوا: مرحبا

... : نوناااا اشتقت اليكي كيف حالك الان

سوهوا: اوووه كاياااه انا ايضاً عزيزي، ماهذا الضجيج حولك هل هذا صوت سولي؟ اين انت؟ من معك؟

Single Mom حيث تعيش القصص. اكتشف الآن