عفاريت الصعيد: العفريت

50 3 0
                                    


في احد ليالي الصقيع القارص جلست مع جدتي العجوز وهي ملتحفة بعباءتها الصوف نستمتع معا بشرب الشاي الساخن أمام الموقد، فقلت في خاطري سوف احصل الليلة على أمسية مذهلة واستدرج الجدة لسرد الحكايات عن العفاريت فهي بالفعل موسوعة قصص وحكايات. أخذت رشفة شاي وقلت : لقد تأخر والدي في الحقل يا جدة وأنا أخاف عليه من العفاريت. فضحكت الجدة وقالت : لا تخف فوالدك قلبه قوى لا يهاب من أي شيء .. طالع مثل جدك تمام .. ثم تنهدت الجدة وقالت وهي تستذكر إحدى حكاياتها القديمة والعجيبة : ذات يوم تعاهد جدك مع أخيه إبراهيم لري الأرض معا .. ذهبا لسقي الأرض معا .. صمتت الجدة ونظرت إلي قائلة : هل تدرى من سمع حديثهما ؟! فارتعبت لأني اعلم الإجابة لكن لساني عجز عن النطق فاسترسلت الجدة قائلة : وبعد منتصف الليل جاء إبراهيم ونادى على جدك ليذهبوا معا لري الأرض وحمل كل واحد منهم بدالته على كتفه - البدالة هي آلة بدائية لسحب المياه من الترع - وكان إبراهيم صامت لا يتحدث طوال الطريق متقدما في خطاه وجدك يتبعه حتى وصلوا الأرض وبدءوا العمل في ريها وسقايتها .. الغريب أن جدك كان يروي قيراط مقابل عشرات الأقرطة يرويها أخيه إبراهيم. وحين انتهى إبراهيم من الري حمل بدالته على كتفه ثم قال لجدك : سوف اذهب الآن قبل حلول الفجر وأنت خلص وتعال على مهلك. وعند عودة جدك في الصباح وجد أخيه إبراهيم في البيت متأسفا، لقد غلبه النوم ونسى عهده وموعده .. فضحك جدك وعلم إن الذي كان يساعد إبراهيم في ري الأرض لم يكن إلا عفريت.

موسوعة الاساطير- حكايات مرعبةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن