البداية

229 19 33
                                    

وصل القطار ، تقدمت نحوه ، سحبت حقيبتها الكبيرة وقامت بحمل الاخرى الصغيرة ، دخلت القطار وجلست بعد ان وضعت الحقائب في مكانها المخصص ، إنها البداية ، البداية لتبدأ حياة جديدة بعيدة عن كل مامضى ، ابتسمت يون آه ، بعد ان وعدت ان هذه الابتسامة ستكون الجزء الاكبر من حياتها الجديدة ، ستبتسم وتبتسم وتبتسم حتى تضحك في النهاية ، بعد ان تحقق النصر في هدفها الاكبر ...
" اتمنى ان اجد اصدقاء جيدين في مدرستي الجديدة ، متشوقه لحياتي الجديدة "
اخرجت علبة من حقيبتها الصغيرة ، فتحتها لتخرج منها تلك الشرائط الحمراء قائلةً لنفسها " ستكون هذه الشرائط رمزاً حتى لا انسى هذا الوعد الذي قطعته ..."

************************************
يجري وهو يلهث عبر الزقاق والممرات ، يحاول الهرب بينما هو يرتدي قبعة سوداء تخفي وجهه، وهو في طريقه نحو المدرسة ، صرخ قائلا :- متى سينتهي هذا ، هاهو بدأ يسرع اكثر ليخفي اثره،
واخيراً وصل لوجهته....

" لي سوك " يروي :-

لابد واني قد تأخرت، على الحياة ان تنقذني من هذا المأزق، تباً ، لقد تمزق حذائي، لا ألومه فقد عانى كثيراً، اتمنى فقط لو استطيع إخبار أبي

وها انا امشي في الممر داخلاً نحو الفصل، فتحت باب الفصل وإذا بي كالعادة متأخر، وكالمعتاد سماعه في هذه الحاله تلقيت ذلك الخطاب الطويل من المعلم والسيء أن درجاتي تخصم في كل تأخير ، ومستواي الدراسي أصبح في خطر
عدت إلى مقعدي بعد ان خلعت قبعتي، اشعر بالنعاس فعلاً
واخيرا إنتهت الحصة، وكما اعتاد الغير فأنا ارتدي سمعات بيضاء اللون دائما لتحجب الأصوات عني، فانا بحاجة الى أن ابقى بعيدا عن البشر لحمايتهم

مر اليوم كالمعتاد ممل وسيء، انا وحيد ، واشعر بالنقصان، واريد ان اتحدث مع الناس كما ، لكني لا استطيع ،واكثر ما يزعجني انه علي ان اكون قاسياً مع الجميع وان لا اظهر محبتي لهم ابداً، فتلك العيون تراقبني ولا مجال لذلك

وهاهو عائد للمنزل، ينتظر الحافلة والخوف يكاد يقتلة فكل ثانية تكون مهمه لحياته " اسرعي ايتها الحافله ارجوك " ، وصلت الحافلة وقبل ان يدخلها صادف نظره تلك الفتاة الخارجة منها صاحبة الشعر الطويل البني ترتدي قبعة حمراء وفي يدها ساعة تبدو ثمينه ، لقد كانت تبتسم سعيدة تمشي بفرح وكأن حياتها خالية من الهموم،سقطت تلك الساعة من يدها

لي.سوك :-
لاحظت ساعتها الامعة تسقط من يدها، اخذت الساعة وركضت نحوها، واعدت الساعة إليها لتقول

:- اه شكرا لك انت لطيف جداً، هذه الساعة غالية علي ولا استطيع تحمل فكرة انها تُسرق، لذلك تفضل هذه مني

لقد اهدتني شريطة حمراء اللون، لم اتكلم، وكانت ملامحي خالية لا تعبير فيها كالعادة، ولأول مرة في حياتي بعد تسع سنوات ارى شخص يلمس وجهي ، فقد فاجأتني حين رسمت على شفتاي ابتسامه بيديها ، قائلةً

الغرباء الستة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن