على نغمات الشحرور فتحت عيناي في يوم خريفي , رميت الغطاء و انتفضت خارج سريري القطني .. اخدت حماما دافئا بماء كأنه من عين تسنيم ... و عُدت إلى غرفتي المرصعة جدرانها بالذهب .. آثاثُها صُنِعَ من أجود أنواع الخشب .. فتحتُ خزانتي لاقتني منها ملابسي لهذا اليوم , تلك الملابس .. منها ما ارتديته لِمرة .. و منها مالم اشعر بملمسه يوما ... و حين وجدتُني في أبهى طلة , غادرت الطابق العلوي من القصر اين تنزوي غرفتي .. و قبل وصولي إلى مائدة الطعام ناديت :<<أحضروا لي الفطور بِسُرعه>> و ما إن جلست على كرسي خلف تلك الطاولة .. اذا بالخدم كالنحل ذهابا و إيابََا بما لذَّ و طاب .. مُلئت المعدة .. فأخدت مفاتيح "الرانج روفر" و ذهبت إلى الكراج ... شغلت سيارتي و ضغطت على الزر ليفتح باب الكراج .. و رحت اقود السوداء اللامعة كشاب طائش حصل على رُخصتِه من جديد ..
لَعِبََا و لهوََا انقضى النهار .. ارتدت بين ملعبِِ و ملهى إلى أن غابت أم الكون .. و بدأ لون السماء يميل إلى الأسود شيئا فشيئا لِتُفرِغ ما في جوفِها من ماء .. وضعت "سيدي" جديد و شغلت الموسيقى الصاخبة و رحت أُسابِق الزمن إلى القصر ...
لا أعلم ما حدث ; و لكن تحَكُّمي بالسيارة فقدته بغتةََ !!!! أفلتُّ المقود من بين يدي ... و ضممتُ رأسي بين كفَّي .. أغمضت عيني بشِدة ... و فجأة!!! توقف كل شيء. . لم أعد أسمع صوت الفرامل. .. شعرت بقطرات رذاذِ المطر تُلامس جسدي .. ماذا حصل ؟؟ هل مَتُّ !! فتحت عيناي لأجد أنه سقف كوخِنا النائي يُسرِّب قطرات المطر
آخِِ لو كان الفقر رجلا ... لو كان رجلا لقتلته ... إما أن أقتله, أو أن أموت أنا !
أنت تقرأ
خربشات أنثى
Poetryفي كل خلوة اختليها بنفسي لأُبادلها بضع كلمات... يتسلل القلم بيني و بين تلك الخلجات .. فيرسم بِطاشات الحبر على ورقي "خربشات" ... ~خربشات أنثى~