أيام عدة توالت و أنا من شرفة غرفتي أراقب الشمس في كل إطلالة لها كل صباح , فكنت أراها تارة تشرق بوضوح في الأفق المبين .. و تارة اخرى تحجب المعصرات نورها , فتمنعها من بسط اشعتها و دفئها لتحتضن به الكون .. و لكن من اعماق لا شعوري إلهام يأتيني.. يجعلني ادرك إدراكا يقينيا انها أشرقت, و أن السحب ما هي إلا مُختبرة لصبرنا ... هناك صوت في داخلي يخبرني بذلك .. يخبرني أن دفء الشمس و حنانها كامن في جوف غيوم السماء... و أنها ستتبدد لا محالة !!
كذلك هي حالنا , حال كل البشر .. ففي حين , تُشرق الشمس منيرة سماء قلوبنا .. و في حين آخر, تلبد سماء البهجة و السعادة في افئدتنا .. تعبر غيمة من المأساة و تخفي نور الشمس .. و يصير النهار في وحشته كأنه ليل حالك السواد ..و لكن رغم دلك , يجب ان ندرك ان الشدة آيلة للزوال لا محالة...
هذا ما علمتنيه الشمس .. فترقبي لها علمني ان الصبر فعلا مفتاح للفرج .. لولا صبري على ذلك الهدوء الموحش و الصمت الرهيب الذي يعم حين يغيب ذلك النجم .. و لولا صبري على الفراغ المرعب الذي كان يسود .. ما كنت لانعم بدفئ الشمس و رؤيتها تكسر جمود الأجواء الصامتة , بالحان التغاريد على الأغصان. . و ما كنت لأملأ الفراغ برؤية الكون يُعَمَّرُ كأنه وُلد منذ حين
و خلاصة القول .. إن الحزن بحر , و السعادة لؤلؤة في اعماقه , لن ترمي بها الأمواج إلى شاطىء أحلامك, و إنما أنت يا صاح من عليك بالغوص و البحث عنها .. و إلا صارت غاية لا تدرك ^_^
أنت تقرأ
خربشات أنثى
Puisiفي كل خلوة اختليها بنفسي لأُبادلها بضع كلمات... يتسلل القلم بيني و بين تلك الخلجات .. فيرسم بِطاشات الحبر على ورقي "خربشات" ... ~خربشات أنثى~