الفَصْلُ الأَوَّل

427 14 9
                                    


أحيانا نمر بتلك الأوقات التي تبدو صعبة التخطي ، تكسر قلبنا، تدمرنا، لكن نحن ننهض من جديد، و نبدؤ صفحة جديدة ، صفحة بيضاء خالية من الشوائب، هذه هي الحَيَاةُ ...

يدعوني الناس ب لي يون جو لأن هذا هو اسمي، انا فتاة عادية ككل الفتيات، لا احب الدراسة كالكل و لكنني مضطرة لذلك، لانك اذا كنت تنتمي الى أُسرة مرموقة وغنية فيجب عليك منح الناس تلك الصورة المثقفة عنك، الشيء الذي اختلف به عن الاخرين هو ان مستقبلي قد حدد منذ صغري، لقد كنت يتيمة اقطن بالميتم قبل ان تتبناني عائلتي الحالية، هم ليسوا بذلك اللطف الذي كنت اظن، سبب تبنيهم لي كان قذرا .

لقد حكم علي قبل تسع عشرة عاما انني سأجلب الحظ و الازدهار لعائلتي و لزوجي، لذا تم الاتفاق بعد عام من معرفة مستقبلي مع واحدة من اغنى الاسر في كوريا على انني عند اكمالي التعليم الجامعي ساتزوج بالوريث التالي، و من ذلك الوقت و انا اعيش الجحيم مع العجوز الشمط....!!

-" ايتها الحقيرة يون جووو، اين انتِ! تعالي الى هنا حالا، هل ما سمعتهُ صحيح ! "

ما هذا هل سمعت حديثي الداخلي! ام ربما انتم اخبرتموها أليس كذلك ?! أو.... لقد علمتُ السبب، حسنا يبدوا أنها كشفتني في النهاية.

-" يون جووو ألم تسمعي ما قلت ! انزلي حالا "

-"قـ - قادمة !!" من الان اخبركم انكم مدعوون لجنازتي ، حسنا يون جو تجهزي للعقاب .

طرقتُ الباب بخفة لأسمع موافقتها من خلفه، فدخلتُ لاغلقة و اهرول اليها بسرعة، وقفت امامها مخفضة رأسي الى الاسفل أنظر الى الأرض و أنتظر توبيخها كالمعتاد .

-" يون جو، كم مرة علي اخبارك، لا احب اعادة ندائي اكثر من مرة، عندما اناديكي في الحال على ايجادك امامي، أهذا مفهوم !?"

قالت جملتها و شددت على الكلمات الاخيرة ، لاجيبها بصوت مهزوز و متأسف .

-" انا حقا اسفة، لم اسمع نداءكِ الأول ، اعدكِ ان هذا الامر لن يتكرر " 

كم هذا مقرف اتوسل لعدوتي لتسامحني على شيء لعين ، لكني ما زلت اريد العيش اكثر و السفر و الاكل و تجربة الحب ، مع انني اشك بذلك .

أومأت لي و هي تقترب مني ثم رفعت بيدها اليمنى رأسي المنحني للأسفل و نظرت في عينيَّ بتحدي .

-" حسنا، عموما هذا ليس موضوعنا ،ألم تُخبريني انكِ قد ذهبتي الى الموعد المدبر? يون جو ، هل ما زال يجب علي تعليمكِ ان حبلَ الكذب قصير? لما لم تذهبي ?"

قالتها بحدَّ باعثة رعشة خفيفة في كافَّة انحاء جسدي من الخوف ، فأَجبتها بتردد و ملامح الخوف ظاهرة على وجهي .

-" ذلك... لأن.. امم....... انا في الحقيقة.... لا اريد مواعدته... انا... لا احبــــه " 

همست في اخر الجملة و اغمضت عيني منتظرة ما سيحدث ، هي قد قرَّبت يدها من وجهي و صفعتني عدَّة صفعات خفيفة حيث انها لم تؤلمني ، و كأنها تحضرني لتلقي الأسوء ، و للأسف هذا ما حدث ، صفقتني في نفس الموضع بقوة هذه المرة ، لتجعلني اسقط ارضا كرد فعل ، أَنِنْتُ بألم و وضعت يدي على مكان الصفعة المُحمر بشدة ، رفعت بصري اليها لاجد تلك النظرة في عينيها التي أعلم معناها مسبقاً ، فوقفتُ جامعةً شتاة نفسي و خرجت من الغرفة بهدوء ، حالما وطَأَت قدمي ارض غرفتي بدأت الدموع بالانسكاب من عيني كشلالات نيَاغَارَا ، وهي لم تتوقف بل زادت و معها شهقاتي ، فاستلقيت على السرير غارسة وجهي بالوسادة ، سمعت طرقا بالباب ولكنني لم أرد ، فدخلت الخالة "مينجا" بهدوء و اغلقت الباب وراءها ، كنت انا امثل النوم و ظهري موجه للباب ، فأحسست بالسرير يهتز اهتزازا خفيفا لأعلم انها جلست بجانبي ، بعد لحظات احسست بيدها تداعب خصلات شعري بحنان لم أنله سوى منها ، لتقول بصوت عذب رقيق .

Ƥ̤̥̝̈̊̊romises"وُعُودٌ"||B.BH||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن