الفصل الثاني

4.5K 128 3
                                    

جَري حُبُها مَجْري دَمي في مَفَاصلي
فاصبحَ لي عن كلِ شُغلِ بها شُغلُ

اما الهام فقررت الا تتركها تضحك لوقت طويل
و ان تعكر صفو فرحتها
الهام:الا بقولك يامكة حبيبتي ايه الاخبار
يعني لسه بردوا مش لاقيه حد
ابتلعت مكة غصة الم وتابعت باسمة
مكة :لا الحقيقه لسه ياطنط نصيبي لسه مجاش
الهام:انا لسه مجوزه بنتي اللي اصغر منك بخمس سنين واهي حامل اهي انما انتي شكلها كده راحت عليكي
تالم قلب امينه لاجل فتاتها الرائعة مكة...التي كل ذنبها في الحياة انها مازالت عاذبة ولم تتزوج
امينه بغضب شديد:في ايه يا الهام ...الكلام دا قسمه ونصيب وبعدين احنا بنتنا بيجيلها ناس كتير بس هي اللي مش موافقه
استجمعت مكة قوتها وقررت الهدوء للحفاظ علي رباطه جاشها
مكة باسمة بهدوء : اولا ياطنط الهام مبروك جدا لصافي والله فرحتلها ربنا يمن عليها بالذريه الصالحه ...ثانيا الموضوع دا قسمه ونصيب
ثالثا ودا الاهم حضرتك  انا اهلي مش هيرموني اي رميه والسلام لاي حد علشان يمشوا يقولوا احنا بنتنا اتجوزت ....انا بالنسبه ليهم ملكه وهما مستنين الملك اللي يستحقني ويستحق اني ابقي ملكه علي عرش قلبه ومملكته ....وبعدين انا عاوزه واحد صاحب دين مش انا اسفه يعني مش يخلي مراته تقعد مع اصحابه وترقص معاهم وتتنقل من ايد دا لدا وهو فرحان جدا بيها وباللي هي بتعمله
حضرتك شرفتينا جدا ياطنط الهام بس عن اذنكوا هروح اغير هدومي
هبت واقفة في هدوء وخرجت ولكن اثناء خروجها من الغرفة رات نظرات فخر مختلطة بنظرات حزن وبعض الدموع في اعين والدتها وعمتها
ركضت الي غرفتها مسرعه لتخبئ في سريرها كعادتها وظلت تبكي لفترة من الوقت
قررت ان تذهب كي تتوضا وتصلي وتناجي الله
فهي تعرف انه الوحيد القادر علي اراحتها وتخفيف همها ....اخذت تحدثه كثيرا
مكة باكية : انا راضيه ياربي والله راضيه ومش معترضه .....بس انا تعبت تعبت من كلامهم
خليهم يبعدوا عني يارب .....خليهم يسيبوني في حالي يارب

ولكن خارج غرفتها ....كانت هناك عواصف من كل الانواع والاشكال
شعرت الهام بالاهانه من كلمات مكة
فتحدثت بنبرة يشوبها الغضب وبصوت مرتفع
الهام:انتي جايباني علشان اتهان هنا يا امينه
امينه بحدة وجمود :انتي اللي اهنتي نفسك ياالهام واللي عملته مكة دا كان اقل رد احمدي ربنا
الهام:طيب انا سايباهالكوا وماشيه
همسه:مع السلامات وياريت منشوفش وش حضرتك الجميل دا هنا تاني
نظرت اليها الهام بغضب شديد
اكاد اجزم انها كانت تنفث النيران من اعينها
دخلت كل من همسه ونسمه وامينه ولبنة والدتها لمكة للاطمئنان عليها
شعرت بهم مكة فنهضت باسمة
امينه باسمة :تسلم فمك يابنتي
اومات هي راسها بابتسامة حزينه جوفاء
فكيف لهم ان يعرفوا او يشعروا بمدي معاناتي وتعبي...... كيف لهم ان يفهموا ماذا تفعل بي كلماتهم ونظراتهم..... فاللعنة وكل اللعنة علي هذا المجتمع الارعن.... هذا المجتمع الذي لا يري للفتاة سوي زوجها ومنزلها.... هذا المجتمع الذي لديه هاجس يسمي شبح العنوسة.... بالله كيف يفكرون اولئك!!!!.... الا يعتقدون ولو للحظة انه من الممكن ان يكون الله قد منع شرا كثيرا عن فتياتهم بتاخير زواجهم..... كيف لهم ان يعتبروا طفلتهم هما ثقيلا لتلك للدرجة التي تجعلهم يلقون بها لاول طارق!!!؟؟...الا يشفقون عليها من تلك المآسي التي نسمع عنها !!!!؟؟
نسمه بتساؤل :هي ايه اللي جابها معاكي ياعمتو
امينه:والله يابنات هي عرفت اننا جايه شبطت ومرضتش احرجها
ابتسمت همسه ابتسامة ماكرة
همسه:ادي مكة ظبطتها ومش هتيجي هنا تاني
وضحك الجميع واحتضنا همسه ونسمه مكة
البنات:شطوره ياميكي
وتابعت همسة بحنق
همسة:هي اصلا ست استغفر الله العظيم دي بتمد في الكلام
وظلا يسخران منها ومن شكلها وطريقتها وحتي ملابسها
ضحكت مكة حتي دمعت عيناها
                        ***********
في مكان اخر 
انتهت نوراي من عملها في المرسم وقررت ان تحادث دعاء للاطمئنان عليها في يومها الاول
نوراي :الو
دعاء باسمة :اهلين... اهلين
نوراي :كيف الاحوال
دعاء:الحمد لله يافتاه انتي كيفك
نوراي باسمة :انا الحمد لله.....بس طمنيني هاه ايه اخبار الشغل وكده
دعاء:الحمد لله كويس بس يعني انتي عارفاني مبحبش اروح مكان لوحدي
فلسه شويه علي ما اتعرف علي الناس
نوراي :ان شاء الله خير .....وانتي اتحركي كده متلزقيش في المكتب انا عارفاكي
دعاء بثقة :عيب عليكي دا انا لازقه هنا بغرا
نوراي بغضب زائف :هتموتيني....الصحاب ياماما مش هيجولك وانتي قاعده لازم تتحركي
دعاء:اوعدك ان شاء الله ...لا تقلقي يابنتي
صحبتك اسد
نوراي :هههههه اوي ....انتي هتقوليلي
ضيقت دعاء عيناها بريبة وتابعت
دعاء :انا حاسه من نبرة صوتك انك بتريقي
طيب اصبري عليا دا بكرة الجمعه ياحلوة باذن الله وهطلع عينك
نوراي :خفت انا كدة يعني....يابنتي انا لو قعدت عليكي هسفلتك ياريت تراجعي نفسك
دعاء ضاحكة :دي نقرة ودي نقرة
وظلا يضحكان يثرثران بعض الوقت
                            *********
في احدي الفيلل الضخمة
عاد ادهم الي منزلة مرهقا للغاية...لا يكاد يري الطريق امامه ...فذهب للاطمئنان علي والدته
نورهان:ادهم يا حبيبي جيت امته
قبل يدها ووضع قبله حانيه علي جبينها
ادهم :لسه واصل ياحبيبتي دلوقتي
نورهان:طيب ياحبيبي علي ماتغير وتاخد شاور هحضرلك الغدا
ادهم :تسلم ايدك ياست الكل
ذهب الي غرفته لكي يبدل ملابسه ويستحم ويصلي ...وبعد وقت قليل هبط لتناول الغداء مع والدته
ادهم :اه قبل ما انسي مروان وتيم بيسلموا عليكي
نورهان باسمة :والله العيال دول وحشوني ....ابقي اعزمهم يوم علي الغدا مرة
نورهان:ربنا معاكو يا حبيبي ويرزقكوا بقي يارب ببنات الحلال اللي يستاهلوكوا
رفع ادهم يده للسماء مازحا
ادهم :اللهم امين ياحاجة زودي انتي بس في الدعاء واتوصي ....واهو تيم خلاص قرب
نورهان:ايه هيتجوز مريم بنت عمه ولا ايه
ابتسم ادهم :لا ياحبيبتي مريم بالنسبه لتيم اخته مش اكتر يعني هو اللي مربيها
نورهان:والله يابني اللي يشوفهم يقول بيحبوا بعض
ابتسم ادهم في سره فهو ايضا يشعر بذلك...ولكن يبدو ان رفيقه تيم هو وحده الاحمق الذي لا يفهم
ادهم باسما بهدوء :لالا ياحبيبتي
نورهان:يلا ربنا يسعدكوا
ادهم :اللهم امين
وبعد تناول الغداء صعد  الي غرفته كي ينال قسطا من الراحه
                   *************
في المستشفي
انتهت مريم من عملها فاخذت اشيائها وهمت بالذهاب .....ولكن استوقفها رنين هاتفها
رقص قلبها فرحا عندما علمت ان المتصل هو تيم
مريم بسعادة : الو
تيم : الو يا مريوم ...انتي فين
مريم:انا لسه في المستشفي
تيم :طيب اخرجي انا مستنيكي برة
مريم باسمة بسعادة :هوا واكون عندك
اخذت اشيائها وذهبت مسرعه الي الخارج
فوجدته منتظرا اياها خارج السيارة  يقف متكأ عليها
اخرجت تنهيدة حارة من اعماقها.... شوقا والما وحيرة ثم توجهت ناحية تيم.. الذي اعتدل ما ان راها
تيم باسما :ايه الاخبار
مريم بسعادة :الحمد لله
تيم :يلا بينا
مريم بفرحة :يلا
دلفا الاثنان الي الداخل
تيم :ايه رايك نتغدي سوا برة النهاردة
مريم:معنديش اي مشكلة
تيم :يبقي تمام جدا
ذهبا سويا لتناول الغداء في مطعم قريب
وجلسا قرابه الثلاث ساعات ياكلان ويتحدثان كانت مريم  تشعر بالسعاده البالغه لجلوسها بالقرب ممن عشقته دهرا طويلا
ولكن للاسف لا تستطيع البوح بما في داخلها
لكيلا تخسره للابد .....فقررت ان تظل كما هي
تعشقه حد الجنون بداخلها ولكن لا تظهر اي شئ من مشاعرها تلك
                  ***********

في صباح اليوم التالي
في احد الكافيهات
يوم الجمعه الموعد المتفق عليه لتجمع الفتيات
مكة : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انا ودعاء في الكافيه ياحلوين
مريم:وعليكم السلام ورحمة الله
وانا داخله عليكوا اهو بس بركن العربيه
ليان :وانا معايا نوراي وعشر دقائق بالظبط
وهنبقي عندكوا باذن الله
حياة :لا انا لسه قدامي شويه الطريق واقف
اياكوا تفطروا من غيري
مكة : متقلقيش هتسلي علي دراع اي واحده فيهم علي ما تيجي
وبعد وقت قليل تقابلت الفتيات في الكافيه
وبعد تبادل السلام والاطمئنان عن الاحوال ...جلسن يثرثرن ويقصصن ما حدث معهن علي مدار الاسبوع ...ولكن كل ذلك قد تم بعد طلب الطعام لكيلا تاكلهم مكة بدلا من  الافطار
وجلسا سويا عده ساعات ثم ذهبت كل واحدة منهن الي منزلها

#منة_مجدي

حكايتناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن