بضع خطوات للأمام, يترنح المحامى الشهير"على الشريف" إلى ناحية مكتبه المتواضع, داخل كفه المتعرق بضع ورقات لقضايا عديدة تخدم صيته الناجح, يمسك بمقبض الباب, ثم يفتحه ببطء, يتكئ متأففًا على حافة مكتبه الفوضوى, ومن ثم يلقى عليه الورق الذى كان يحمله طوال الطريق, يتصبب عرقًا من تلك الجهود الواسعة, تلك الحقيبة المثقلة بالملفات الهامة, وجد على مكتبه تقرير طبيبه حول حال عظام قدمه اليسرى التى كادت تتهتك يومًا ما, والتى أنبأت بتقدم إيجابى فى حالتها, وبينما كان يحدق ويشرد ويتنفس الصعداء منتظرًا أحدهم لكي يقبل على مكتبه, أقبلت دقات عنيفة على الباب, ليصرخ سائمًا ليس عالمًا لماهية من يدق, حتى يخبره رامز –مساعده الخاص- بأن السيد "إبراهيم عبد الله" يجلس بالخارج كما اتفق معه على ذلك الميعاد من الأسبوع الماضى, سرعان ما اعتدلت قامته, وأمره بأن يُدخله إلى المكتب فورًا, ليفتح "رامز" الباب تدريجيًا دالًّا "إبراهيم" على مكتب "على", ثم رفع "على" يديه مصافحًا "إبراهيم" بحفاوة طالبًا كوبين من الشاى من "رامز", ثم عاد أدراجه مكملًا حديثه مع الأستاذ "إبراهيم", اعتدل "إبراهيم" قائلًا:
-" حسن, لن أعطيك مهلة لكي تفكر في قضية اليوم, أثق تمامًا فى قدرتك الهائلة على حل القضايا المستعصية, ومن أجل ذلك أوكلك فى نفس الوقت إلى ثلاث قضايا تبلغ الكثير من الأعوام دون حل "
ثم أدخل "إبراهيم" يده فى حقيبته البنية, وأخرج بضع ورقات وثلاث صور لثلاث فتيات, ثم أشار على أول فتاة وقد بدت عصرية جدًا فى صورتها قائلًا:
-" "جودي عامر", اثنان وثلاثون عامًا, ابنة رجل الأعمال الشهير "عامر محمد", فتاة جد عصرية, مبتذلة, صارخة فى مظهرها, فمثلًا يمكنك أن تستيقظ غدًا لتجد أن شعرها بنفسجي مرصع بخصلات أخرى من ألوان فاقعة أخرى, وأحيانًا تصطنع أحمر شفاهها بألوانها المرعبة, إنها تبتكر موضة مرعبة! "
ضحك "على" ساخرًا, ثم أكمل "إبراهيم" قائلًا:
-" بالطبع كان ضدها أطماع فى ثروتها وجنونها وخدمها وحياتها اليسيرة, عندما تمت سرقتها, هلعت إلى كل الأماكن صارخة مصارحة عما بدر لها, لم تتردد لحظة, قالت أن السارق يدعي "سيف الدين يوسف", التفاصيل فى قبضة يدك, من السهل جدًا التعرف على تفاصيل تلك القضية من تلك الفتاة"
أومأ "علي" بالموافقة ثم قال :
-" حسنٌ"
ثم أمسك "إبراهيم" بالصورة الثانية قائلاً:
-" "جميلة يونس", ثمانِ وعشرون سنة, راقصة >>باليه<< قديمًا, ذهبت إلى مصحة نفسية فى الآونة الأخيرة بعد الاعتداء على أخيها "آسر" وسرقته, حاولنا كثيرًا أن نوفر تفاصيلًا تخدم تلك القضية, ولكننا يجب أن ننتظر إفاقتها من صدمتها النفسية, حالتها لا تسمح حاليًا للإجراءات القانونية اللازمة "
أنت تقرأ
تحت مسمى الحب
Romanceهنالك دافع من الجريمة يسمى " الحب" ما يجعلنا أحيانًا هواة التدافع إليها.. فى تحقيق المحامي الشهير "على الشريف " لثلاثٍ من القضايا المثيرة للجدل.. ما دافع الحب لإجرائها؟ فى سبعة فصول .. سنعرف ذلك ^_^