الفصل السادس: بداية الخيط

34 2 0
                                    

أمسك "على" ورقًا ملونًا يلتصق على الحائط, وعلق استنتاجاته على حائط منزله فى فوضى, لعله يستطيع أن يتوصل لأمر ما, انكب على أريكته أمام تلك الوريقات, وضع كفى يديه على وجهه الهرم في يأس, صاح قائلًا:

-" ما بال هذه القضايا أليس لها حل! "

صمت برهة, ومن ثم رفع بصره إلى الوريقات, اتسع لون عينيه البنى, وقفز ممسكًا بلوح أشبه بالسبورة, أمسك قلمه الملون وأخذ يهمهم لنفسه:

-" حسن, "سيف" و"حامد" امتلكا كتابًا بخط امرأة بعبارات غرامية, "سيف" كان عاملًا لبيع التذاكر قبل أن يكون رجل أعمال, "حامد" يبيع التذاكر, "مالك" كان في مصحة نفسية, و"جويرية" أعطته كتيبًا بخطها مليئًا بالعبارات الغرامية نفسها!, "جويرية" قالت لـ"مالك" أن الحب أساس كل بداية, وكل الجرائم كانت ودية تحت مسمى الحب! "

صاح فجأة فى صمت المكان, وبدا صدى صوته:

-" وجدتها! "

ثم أخذ يفكر ويتكلم مع خاطره مجددًا, قائلًا:

-" إذن, كل ما علينا الآن هو تتبع خطى "سيف" بعد حادث سرقة "عامر" وهربه, إذا كان بالفعل رجل أعمال ناجح, فإننا سوف نجد شيئًا ما على شبكة الإنترنت حيال شأنه. فلنر ما فى جعبتنا الآن"

" الخبر الحصرى على موقعنا, كما تعتادون منّا على كل جديد, تعرض رجل الأعمال الشهير "سيف الدين يوسف" لحادث سيارة, وتم نقله إثر ذلك الحادث إلى المشفى, سنوافيكم بآخر الأخبار بعدما نصل لها"

ارتفعت همهمات "على":

-" ماذا؟ هذا الخبر منذ أربع سنوات, من بداية اختفاء "سيف" وهروبه, إذن, لنبحث مرة أخرى.."

أخذ "على" يقلب الصفحة الإلكترونية ببطء, وقرأ ما فيها بصوت منخفض:

-" تم نقله إلى مستشفى ... النور.. إذن.. هي محطتنا القادمة يأيها المحامي!"

******

فى صباح اليوم التالى, دخل "إبراهيم عبد الله" إلى مكتب "

-" لقد تتبعت كافة الأدلة والاعترافات هنا, توصلت أنه شخص واحد, بدأ من كونه مريض نفسى وتفاقم الجنون عنده إلى حد الجرائم المتغطرسة, "سيف" فى أثناء هربه تعرض لحادث في يسار الحارة, أفقده معالم وجهه, وأحد معالم صوته المميز, مستشفى النور, نعم النور هي وجهتى الآن"

نظر "إبراهيم" له وحاجبه ينخفض, صمت برهة, وتأمل الحماسة فى عيني "على", ومن ثم قال له:

-" حسن, فليكن إذن.. سأذهب معك"

******

-" إنك تمزحين!"

تلاشت علامات الابتسام من وجه "على", ما أن أخبرته تلك المجموعة من المستشفى, أن "سيفًا" نُقِل إلى مصحة نفسية لتؤسسه نفسيًا واجتماعيًا بعد الحادث, لأنه قد حدث تشوه كامل فى وجه "سيف", وتغير طفيف في صوته, وإصابة فى المخ أدت إلى فقدان ذاكرة تفارقى.... ذلك النسيان الذى يعطيك حقًا فى نسيان كل الأعمال المشينة التى قمت بها, إذن .. "سيف" لا يتذكر جرائمه الآن!, لابد هكذا أن أى شخص هرم يُمكن الشك فيه, لقد أحيل إلى المصحة تحت اسم "المريض 205", إذن, لديه إصابة عميقة لن تزول فى الشق الأيسر من وجهه, أخذ يقلب "على" القضية فى باله, ومن ثم قرر أن تكون المصحة., تعالى أحد الأصوات فى الخلف قائلًا:

-" أيها المحامي, هاك سيارتى فى الأسفل يمكنك أن تلحق بدليلك سريعًا"

ابتسم "على" قائلًا:

-" ستقلنى سيارة الأجرة, إنني لا أقود السيارات"

-" لمَ؟"

-" لابد أنها تنزلق نحو اليسار كلما امتطيتها.. هه.. هيا بنا "

******

-" سيدة جودي, إن المدعو "سيف الدين يوسف" تعرض لحادث سيارة أفقده ذاكرته"

همهمت ساخرة, وضعت يديها على ذراعي المقعد, ووضعت ساقيها الرفيعتين فوق بعضهما, وانساب شعرها فى خيلاء, ومن ثم قالت:

-" هه.. هكذا إذن, إن كان حيًا, سوف أدفنه فى أسوأ السجون, وإن كان ميتًا فإنني أريد إحراق جثته, إنه مطلوب بالحياة أو الموت! أتفهمون!"

تحت مسمى الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن