تقدمت أقدامي المرتعشة عبر الحديقة الأمامية لـ منزل عائلتي القديم بـ لويسبارغ ، وهـ أنا أصل أمام الباب الأمامي للـ المنزل وليس لدي القوة حتى لأقوم بفتحه .فـ بعد مرور كل هذه السنين هـ أنا أعود أخيراََ لموطني و لـ منزلي ولكن ، ليس لأحد ، الذكريات تعبرني كـ ريح هائجة مبعثرة كل ذرات أنفاسي ، و هـ أنا مجدداََ أحاول التمسك .
قمت بركل الباب بخقة كوني أحمل أحد صنادقي الصغيرة ، لأعبر به ردهة المنزل نحو غرفة المعيشة حيث وضعته عند الطاولة الرخمية التي تتوسط أحد جوانب الغرفة ، وعيناي تعبر كل مسام المكان ، الحائط الرمادي، السقف العالي ، و ثريات الكرستال العمالقة .
المدفأة الرخمية تتوسط منتصف الحائط ،تقابلها أريكة بنية وعلى كلتا جانبيها كراسي قماشية خضراء اللون ، وفي المنتصف طاولة سوداء تكمل دفء تلك البقعة من المنزل ، حتى السجاد التي يغطي أرضية الغرفة لازال كما هو ، ولازلت أتذكر عندما أشترته والدتي من تاجر هندي يزور الولايات للمرة الأولى.
تقدمت بخطواتي نحو مكتب والدي ولازالت الذكريات تحيط بي من كل جانب ، أمسك مقبض الباب ولست قادرة على فتحه .
تنفست الصعداء مجدداََ للمرة المئة لهذا اليوم و تبعت التقدم تاركة غرفة المعيشة نحو الجهة الأخرى من المنزل ، حيث كان أول ما لفت أنتباهي هي تلك السلالم الخشبية ودون شعور مني كنت قد بدأت في صعودها لتصدر بدوراها ألحان مزعجة تتبع خطاي .
توقفت خطواتي أمام غرفتي ، غرفتي التي أصبحت باردة كـ صاحبتها تماماََ ، كيف أنتهاء بي الحال هكذا ؟! و كيف يمكن أن أفقد عائلتي كلها في يوم واحد ، و أفقد نفسي أيضاََ .
لازلت أتذكر تلك الليلة السوداء، الليلة التي شهد بها موت عائلتي بعد عودتي من الموت.
فـ هـ أنا أركض باحثة عن عائلتي و الدماء تغطي ملابسي ، توجهت بسرعة نحو غرفة أختي لأجدها مرمية على سريرها ورقبتها منحورة بشكل بشع ، أتذكر أحتضاني لـ جسدها بقوة ، أحتضنها كما لو كنت أتمسك بروحها أمنعها من المغادرة ولكني كنت متأخرة كثيراََ .
مسحت دموعي وأنا أتذكر والداي لأتجه بسرعة نحو غرفتهما ، أركض وأنا أصرخ " أمي " بكل ما أوتيت بقوة ، توقفت أقدامي عند عتبة غرفتهما الغارقة في الدماء ، في تلك اللحظة رحلت عني كل قوة أمتلكها لأسقط أرضاََ جازعة وخائفة ، أذرف دموعي الأخيرة على وداع عائلتي .
كـ الوقت الحاضر بعثرب تلك الذكرى ما بقي بـِ من قوة لـ ينتفض جسدي و لأسقط و لـ تسقط تلك الدموع المحبوسة بداخلي أيضاََ ، تلك الدموع الذي قيدها لـ وقت طويل.
مالذي حدث ؟! لأصبح وحيدة تماماََ ، ذنب من هذا !!
.
.
أنت تقرأ
( مكتملة ) Dark Side " الجانب المظلم"
Mystery / Thriller"أخبرني رجل حكيماََ مرة ، بأن العائلة لا تنتهي بالدم و لا تبدأ به أيضاََ ، العائلة هي من تهتم بشأنك و ليس بما تفعله أنت لهم ، العائلة هي من ستكون دائما بجانبك في الأوقات الجيدة و الأوقات السيئة ، و الذين سيحمون ظهرك حتى إذا تأذوا هم ، هذه هي العائلة...