الفصل الحادي عشر والأخير

5.9K 184 11
                                    

( الفصل الحادى عشر والأخير)
ربما لم أحبك لكنني تعلقت بك,
ربما لم أحبك ولكنني تعودت عليك,
ربما لم أحبك ولكن عيناي تشتاق إليك,
ربما لم أحبك لكن شفتاي بحاجة للفظ اسمك,
ربما لم أحبك ولكن عقلي يأبى إلا أن يتذكرك,
ربما لم أحبك لكن قلبي لا يكف عن النبض عند ذكرك
ربما لم أحبك لكن خفقاتي تزداد عند رؤيتك,
ربما لم أحبك ولكنني ... أحبك وأحبك
                    بطريقتي وحدي
                                              ،،مقتبسة،،
" لقد دعوت إلى حفل الليلة فهل تذهبين معي إيميلى ..لا أريد الذهاب
بمفردي"
قالتها ميا وهي تنظر إلى إيميليا تتوسلها الذهاب معها فهي لم تعد تتحمل
نظرات الجميع إليها وخاصة الثنائي السمج مايكل وجينا
" حسنا ميا  لكن علينا شراء شيئا مميزا "
ضحكت ميا قائلة: "حسنا أيتها الأميرة نذهب للمتجر في استراحة الغداء
ونشتري شيئا جديدا.. فلندلل أنفسنا قليلا"
تركتها وذهبت إلى العمل وهي تشعر بالتوتر لحضور أحد مالكي الشركة
اليوم .. بالطبع لن يحضر كارلوس فهو مشغولا مع آنيت التي اقترب
موعد ولادتها .. إذا فلم يتبق سوى ألفارو و.... خوان
نبض قلبها بعنف وهي تفكر به.. تتوق لرؤيته.. رغم أنها تراه يوميا
بأحلامها ,أحلامها التي لولاها لكانت قد انتهت منذ فترة طويلة..
فقد أسقطت من ذاكرتها كل ماحدث ولا تفكر سوى بعشقها له فقط..
عل الألم الذي تشعر به يخف قليلا..
تمنت أن يكون خوان وبنفس اللحظة تمنت ألا يكون هو ويحضر ألفارو
بدلا منه.. ألفارو الغبي الذي لم يحضر إلى الآن ليعيد زوجته
مر اليوم ولم يظهر أيّ منهما لتنتابها خيبة أمل شديدة حاولت إخفائها
لدى عودتها للمنزل..
استعدتا للذهاب إلى الحفل بعد أن قامتا بشراء كل ما يلزمهم في استراحة
الغداء..
ارتدت إيميليا ثوبا أحمر اللون عاري الكتفين يصل طوله إلى الركبتين
مغطى بطبقة من التل الأسود اللامع وحذاءا عالي الكعبين ..
مع زينة وجه صارخة أظهرت ملامحها الفاتنة وبشرتها الخمرية..
وارتدت معه قلادة ماسية والعقد الذي أهداه لها ألفارو والذي لا يفارق
عنقها .
أما ميا فقد ارتدت ثوبا أسود اللون برباط حول العنق ينسدل على جسدها
بنعومة ويصل إلى أسفل كاحليها وحذاءا عالي الكعبين أيضا.. ووشاحا
حريريا أحمر اللون .. وزينة وجه خفيفة أظهرت رقة ملامحها وعمق
اللون بعيونها..
ما إن وصلتا إلى الحفل حتى تركتها إيميليا وذهبت لتعدل زينتها..
فدلفت ميا بمفردها لتجده أمامها..
كادت تضحك على مظهره وهو يبدو أنه ينتظرها خاصة..
اقتربت منه متصنعة اللامبالاة ليوقفها وهو يبدو عليه التوتر..
" مرحبا ميا كيف حالك؟؟"
" بخير شكرا لك سيد ألفارو"
"أين هي ؟؟"
سألها بلهفة لتجيبه بلامبالاة مصطنعة:
" من؟؟"
سألت متصنعة الغباء ليجيبها بنفاذ صبر:
" إيميليا زوجتي"
" اممم زوجتك التي لم تسأل عنها منذ ثلاثة أشهر؟؟ لا أعتقد أنه لديك
الحق لتسأل عنها الآن"
"هذا شيء بيني وبين زوجتي لا دخل لك به"
هتف بها بفظاظة ليشتعل غضبها منه فترمقه بغضب وهي تلتفت مبتعدة
وهي تهتف:" حسنا سيد ألفارو ابحث عن زوجتك بمفردك"
غادرت أمام عينيه المشودهتين لتقابلها عينان حقودتان وأخرى طامعتان..
زفرت بحنق داخليا ثم اصطنعت ابتسامة وهي تمر جانبهما لتوقفها جينا:
" كيف حالك ميا؟؟ ألا زلت عذراء خجولة؟؟"
صعقت ميا من جرأتها وهي ترى عينا مايكل الجاحظتين من المفاجأة
تابعت جينا:"ألم تكن تعلم بالأمر عزيزى مايكل؟؟ لقد كانت ترتدي
وشقيقتها الغبية خاتم العفة في المدرسة كما أخبرتني إحدى صديقاتهما..
بالمناسبة أين هى شقيقتك؟؟"
" تزوجت ألم تخبرك تلك الصديقة بالأمر ؟؟ أم أنها توقفت عن نقل
الأخبار بعد أن وجدتك مع صديقها في الفراش؟؟"
شعرت بمن يطوق خصرها وارتجف جسدها شوقا إلى صاحب تلك
الرائحة التي تاقت إليها طويلا وشعرت به يهمس بأذنها:
" ضربة موفقة ياصغيرة"
ضمها إليه برقة وهو يخشى رفضها ولكنها لم تفعل..
لا تدري أهي المفاجأة أم الشوق هو من جعلها تستكين بين ذراعيه دون
اعتراض..
عادت إلى الواقع على صوت جينا المزعجة وهي تقول بنعومة الأفعى
" ألن تعرفينا على صديقك الوسيم ميا؟؟"
" خوان كاسياس ڤالديس خطيب ميا "
جحظت عيناهما وهما ينظران لذلك النبيل الذي يحتضن خصر ميا
بتملك ويضمها إليه بحب في حين تابع هو:
"ولا أريد تبادل المعرفة .. إلى اللقاء"
قادها للخارج وهي تسير معه كأنها مخدرة لا تقوى على الاعتراض أو
الممانعة وصل إلى سيارته وأدخلها وما إن جلس بجانبها حتى تذكرت
" يا إلهي إيميلي!!"
كادت أن تترجل من السيارة عندما أمسك بذراعها هاتفا:
" لا تقلقى ميا ..ألفارو مع زوجته"
هتفت بحنق:"زوجته التي لم يسأل عنها منذ ثلاثة أشهر!"
ضحك عاليا وهو يقول:
" يبدو أنك قد عنفتيه عندما كان يسألك عنها فوجهه عند مغادرتك كان
محتنقا كثيرا"
هتفت بها بدلال جعله يشتعل وهو يقترب منها قائلا:
" يستحق أكثر كيف يترك زوجته بعيدة عنه طوال تلك الفترة؟!
وأنا ... هل أستحق أيضا؟؟"
أغمضت عينيها وهي تداري دمعة أبت إلا أن تسيل على وجنتها ليمسحها
بإصبعه وهو يضمها إليه هامسا:
" سامحيني ميا.. أستحق كل اللوم .. أستحق كل العذاب الذي تعذبته
ببعدك عني"
نظرت له غير مصدقة أن من أمامها هو خوان نفسه الذي نبذها بقسوة
بعدما جعلها تحلق فوق السحاب
"ألا تصدقيني؟ إذا اسألي المرأة التي دافعت عنها في الملهى تلك الليلة
وهي ستخبرك عن ذلك الرجل الذي لم يستطع نسيانها أبدا..
الرجل الذي عاش ثلاثة عقود من حياته ينتظر براءتها وقلبها النقي"
رمقته بدهشة عارمة وهي تهتف:
" هل تعرفت على من البداية؟؟"
" حسنا ليس من البداية ولكن منذ ليلة الحفل عندما تذوقت شفتيك للمرة
الثانية علمت أنك هي.. فلا توجد من هي بمذاقك"
نبض قلبها بعنف وهي تقبض يدها وتبسطها ليمسك بها ويرفعها لشفتيه
مقبلا أناملها الواحد تلو الآخر برقة جعلت الرعشة تنتابها
" ميا"
" نعم"
" هلا تزوجتني؟؟"
                               ،،،،،،،،،،،،،،
خرجت من الغرفة المخصصة لتعديل الزينة وهمت بدخول الحفل لتشعر
بيدين تمسكان ذراعها وتقودها خارج المكان
الشعور الذي راودها جعلها تهتف به بحدة:
" اتركني ألفارو.. ما الذي أتى بك؟؟"
" لماذا تركتيني؟؟"
" من أجل حبيبتك"
" ماذا؟!"
قالها بعدم استيعاب لتخبره بالرسالة التي وصلته والرسائل السابقة
بينه وبين تلك المرأة وأنها قد علمت أنه يحب أخرى لذا تركته على أن
تعود لطلب الطلاق..
" لو علمت ذلك لما تركتك يوما واحدا بعيدا عني..
لقد فهمت أنك لا تحبيني ولا تريدين الحياة معي لذا ظللت طوال الفترة
السابقة أحاول أن أعتاد غيابك ولم أستطع"
نظرت له مشدوهة وهي تتمتم: "لا أفهم شيئا هل تريد الاستمرار معي
وأنت تحب أخرى؟؟"
" إيميلي أيتها الغبية..أنا أحبك أنت..أحببتك طوال حياتي منذ كنت
صغيرة تأتين لمنزلنا للزيارة مع والديك.. كنت أثير حنقك فقط حتى
ترينني مختلفا عن كارلوس وخوان اللذان يعاملانك بلطف .. وحين علمت
أنهم اتفقوا على زواجك بكارلوس كدت أن أصاب بالجنون.. كيف لحبيبتي
أن تتزوج شقيقي؟؟ ولكني وجدتك موافقة فلم أستطع التحدث"
" لم يأخذ أحد موافقتي ألفارو لقد اتفقوا على كل شيء دون علمي وفوجئت
بإعلانهم خطبتي لكارلوس يومها بكيت كما لم أبكِ بحياتي حتى العقد
الذي أهديتني إياه بذلك اليوم ظل حول عنقي لم يفارقه أبدا"
" لو علمت لطالبت بحقي بك حبيبتي.. لم أستطع التحدث سوى حين علمت
أن كارلوس يحب أخرى وقد تزوج بها.. وقتها شعرت أنني عدت أتنفس
من جديد, صارحت كارلوس بمشاعري تجاهك حتى أخلصه من الحرج
ولكني زدت عليه أنك تحبينني مثلما أحبك"
"ولم تكذب بذلك"
" ثم ذهبنا إلى والدك و...ماذا؟؟ هل تحبينني بالفعل؟؟"
"ألفارو أيها الغبي أحببتك منذ كنت تشاكسني وتجعلني أبكي.. كبرت وكبر
حبك بداخلي ولكنى لم أستطع البوح لأحد عنه خاصة أنك لم تكن تنظر
إلي مرتين "
" كنت أخدعك حبيبتي.. لقد كنت أحصي كل نفس تتنفسينه وأنت أمام
ناظري ولكني كنت أتظاهر باللامبالاة وعدم الاهتمام حتى لا يلاحظ أحد
اهتمامي بك"
" يا إلهي ألفارو.. لقد أضعنا الكثير من الوقت حتى اعترفنا بمشاعرنا تجاه
بعضنا"
" من الآن فصاعدا سنكون معا ولن نضيع المزيد من الوقت، أما ألفريد
فسيكون حسابه عسيرا معي لأنه جعلني أفهم الوضع بشكل خاطئ"
ضحكت بسعادة ثم ما لبثت أن تجهمت ملامحها من جديد وهي تهتف:
" ومن هي المرأة التي كانت تبعث لك بالرسائل؟؟"
" هي فتاة كنت أحادثها وأخرج معها لفترة ولكن اكتشفت أنها تبني الكثير
من الأحلام علي لذا ابتعدت عنها بعدما أخبرتها أنها مجرد رفيقة لا أكثر
ولكنها أصرت على أننا حبيبين لذا كل فترة تبعث بعض الرسائل وأنا
أتجاهلها علها تمل ولا ترسل مرة أخرى.. ولو تمعنتي جيدا لرأيتِ أن
التواريخ قديمة نوعا ومتباعدة وأنني لا أرد عليها على الإطلاق"
" إذا أنت تحبني بالفعل ألفارو؟؟"
هتفت بها بسعادة ليضمها إليه وهو يقول:" كثيرا حبيبتي وأتوق للتعبير عن
حبي هذا بأسرع وقت"
نظرت له بعدم فهم ليغمز لها بخبث وهو يهمس لها:
" حان وقت اكتمال زواجنا إيميلي ولن تستطيعي الهرب مني مجددا"
                             ،،،،،،،،،،،
"لا أستطيع"
"ماذا؟؟"
" لا أستطيع الزواج بك خوان فأنا لست مناسبة لك كما أنك ت...."
قاطعها بحدة:
" بل قولي أنك لا تحبينني ولا تريدين الزواج بي لأنني أكبرك بكثير
لكن لا تخترعي لي الأعذار لأنني لا أرى ما يمنع زواجنا"
"ليتني لا أحبك فلم أكن لأتعذب طوال الفترة التي ابتعدت عنك بها
ليتني لا أحبك فلم أكن سأسلمك نفسي وأجعلك تنظر إلى كعاهرة
ليتني...."
" ليتني أدركت مشاعري تجاهك منذ البداية ولم أحاربها فلم أكن لأتركك
تتعذبين لحظة واحدة, تظنين أنكِ الوحيدة التي تعذبت بالحب؟؟
لقد تعذبت أضعاف ما تعذبتِ.. مجرد رؤيتك كانت تؤرق مضجعِ..
لم أستطع لمس امرأة منذ تذوقت رحيقك أول مرة فكلما اقتربت من واحدة
أشعر بالقرف والاشمئزاز ..
منذ عرفتك وأنا اتعذب بين حبك وبين عذاب الضمير على ما فعلته بك
ميا لقد شعرت أنك خطرا علي فآثرت أن تكرهينني على أن أستسلم لحبك
فاصطنعت الموقف الذي شاهدتيه في المكتب حتى لا تفكرين بي..
حتى تكرهيني ولكن عدت فندمت على ما حدث..
فحين علمت بسفرك كدت أن أتبعك وأجعلك تعودين إلي ولو رغما عنك
ولكني ظللت أقاوم وأقاوم حتى عاد إلي رشدى على يد ماريسا..
وقتها علمت أنني بمنتهى الغباء لأنني تركتك تضيعين من بين يدي"
كانت دموعها تسيل بصمت وهي تكتم شهقاتها أمام كلماته التي مست
شغاف قلبها وجعلتها تدرك حجم الحرب التي كانت تدور بداخله..
قاطعته بشفتيها على شفتيه وهي تهديه قبلة وضعت بها مشاعرها كلها
ليحيطها بذراعيه بقوة يضمها إليه يزرعها بداخله وقد شعر أنه قد وجد
مرساته أخيرا..
وجد نصفه الآخر الذي تعذب كثيرا ليجده ثم ليعترف به..
همس لها "أحبك"  لتجيبه  "أنا أحبك أكثر"
                                ،،،،،،،،،،،،،

نوفيلا حين عشقت بقلمي حنين أحمد (مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن