الاثنين 17 يوليو الساعة 3:15 فجراً ...
يا لها من ليلة جافاني فيها النوم بإصرار عنيد .. اشتكى السرير القديم من فرط حركاتي القلقة .. تجعّد الفراش تحتي بانبعاجات غريبة .. رافة به نهضت عنه ونظرت إلى وجه أختي النائمة بسلام حسدتها عليه .. حملت خطواتي بهدوء كي لا اوقظها واتجهت الى الطاولة الموضوعة قبالة الحائط في ركن الغرفة .. اخرجت دفتري الاحمر وقلمي الازرق وقررت ان ادون مذكراتي عن هذا اليوم الحزين بكل فرح .. يحق لي ان افرح برغم حزن الباقيين .. فاليوم حصلت على ورقة طلاقي بعد صراع مرير استمر سنتين كاملتين مع زوجي .. او ربما يجب ان اقول زوجي السابق ؟! عشت معه خمس سنوات لم اعد بعدها اطيق الحياة معه .. هذا الرجل القمئ ذو الانفاس النتنة .. منذ اول ليلة اكتشفت أي نوع من الرجال هو .. مخلوق محدود التفكير منعدم الطموح اعتمد على ميراثه الضخم من والده المتوفي حديثاً ليحل له كل مشاكله بما فيها شراء زوجة جميلة .. متعلمة ومن اسرة فقيرة .. فرح اهلي بالصفقة فقد كانت رابحة .. بالنسبة لهم على الاقل .. الخلاص من مسئولية فتاة اخرى على اعتاب الثلاثين .. والفوز بصهر غني قادر على تنفيذ كل الطلبات بسخاء .. انتزعوا موافقتي بعد ممارسة كل انواع الضغط من امي الملحاحة وابي المصرّ واخوتي المتأملين الطامحين في الحصول على جزء من ارباح الصفقة .. بالإضافة الى ضغط واقع بيتنا المتهالك وحاجتنا الماسة الى الدعم الموعود من الزوج الثري بصيانة المنزل ومن في المنزل ..
كرهته منذ أول ليلة .. خصوصا بعد الاغتصاب العنيف الذي مارسه بكل قسوة متجاهلاً خوفي وتعبي وحاجتي إلى التعود على وجوده الثقيل .. ناهيك عن رغبتي في التقيؤ وانا اراقب اسلوبه الهمجي في ابتلاع كميات هائلة من الطعام .. اصراره على الكلام وفمه ممتلئ به .. التجشؤ بصوت كالرعد بعد كل قضمة تدخل جوفه البدين .. لقد بذلت أقصى ما املك من إرادة وقدرة على التحمل لإنجاح هذا الزواج .. وبعد ثلاث سنوات استنفذت كامل طاقتي خصوصاً بعد ان يئست من الحصول على طفل يملا حياتي ويلهيني عن زوجي الذي انحصر تفكيره طيلة وجوده في المنزل بين شيئين لا ثالث لهما .. تناول الطعام .. وسحبي إلى السرير كلما حلا له الامر .. في أي وقت وبدون مراعاة لمشاعري ورغباتي .. ازداد زوجي قبحاً ونتانة بعد ان اكد لنا الطبيب سلامتي من أي مانع يحول دون حملي .. وان زوجي العزيز يعاني خللاً يستحيل معه الانجاب ... بمرور الأيام تطور سوء المعاملة ليصبح عنف جسدي يحاول أن يعوض به عجزه في إنجاب وريث يثبت به رجولته المهدورة كل يوم على فراش الخادمة المثيرة التي أحضرها خصيصاً من بلدها بمواصفات خاصة كي يعيش معها أوهام السيد المتملك بعد أن اصبح جسدي لوح خشبي في مواجهة رغباته المهينة اللامتناهية .. طلبت الطلاق اثر ضربه لي بوحشية بعد نقاش بسيط بيننا .. رفض هو .. ورفض اهلي بشدة اكثر منه مع اختلاف الدوافع ... رفضه كان محاولة يائسة لاذلالي عن طريق رهن حريتي في سجنه الفخم .. اما رفض اسرتي المتوقع فقد كان مخافة انقطاع الدعم المادي الذي اشترى به زوجي رضاهم وسكوتهم عن ما يحدث لي ..